الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الاغتسال من الجنابة في الليل .. وهل الملائكة تلعن الجنب ؟

الاغتسال من الجنابة
الاغتسال من الجنابة في الليل

الاغتسال من الجنابة في الليل .. يتساءل كثير من المسلمين عن حكم الاغتسال من الجنابة في الليل، وهل الملائكة تلعن الجنب؟، وما حقيقة الأكل على جنابة يورث الفقر؟

ومن خلال التقرير التالي نستعرض أبرز ما جاء في شأن الجنابة وحكم الاغتسال منها في الليل أو التأخير للصباح.

 

الاغتسال من الجنابة في الليل

الاغتسال من الجنابة في الليل

الغسل من الجنابة وغسل شعر المرأة من أكثر الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين خاصة النساء، فيجب على الحائض إذا طهرت أن تغتسل بتطهير جميع البدن، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش: «فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي» رواه البخاري، 

والغسل من الجنابة له صفتان أولهما صفة للغسل الواجب الذي من أتى به أجزأه، وارتفع حدثه، وهو ما جمع شيئين: الأول: النية، وهي أن يغتسل بنية رفع الحدث، والثاني: تعميم الجسد بالماء.
وصفة الغسل الكامل هي الجمع بين الواجب والمستحب، ووصفه كالآتي: يغسل كفيه قبل إدخالهما في الإناء ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة كاملاً أو يؤخر غسل الرجلين إلى آخر الغسل، ثم يفرق شعر رأسه فيفيض ثلاث حثيات من ماء، حتى يروى كله، ثم يفيض الماء على شقه الأيمن، ثم يفيض الماء على شقه الأيسر، هذا هو الغسل الأكمل والأفضل، ودليله ما في الصحيحين من حديث ابن عباس عن خالته ميمونة ـ رضي الله عنهما ـ قالت: أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين أو ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكاً شديداً، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه، ثم أتيته بالمنديل فرده.
 

الاغتسال من الجنابة في الليل

وحول حكم النوم على جنابة حتى الصباح ورد سؤال للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وجاء رد اللجنة أن من السنة المبادرة إلى الاغتسال بعد الجماع، ويجوز أن ينام الإنسان أو يأكل أو يشرب وهو جنب، لكن الأولى ألا ينام أو يأكل أو يباشر أى عمل إلا بعد أن يغسل فرجه ويتوضأ وضوءًا كوضوئه للصلاة؛ لقول عائشة رضى الله عنها: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة. متفق عليه

وعن عمار بن ياسر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص للجنب إذا أكل أو شرب أو نام أن يتوضأ ". رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

ولفقهاء المالكية في وضوء الجنب إذا أراد النوم قولان؛ أحدهما بالوجوب والآخر بالندب، قال العلامة أبو عبد الله محمد عليش المالكي في "منح الجليل شرح مختصر خليل" : [لا خلاف أن الجنب مأمور بالوضوء قبل النوم، وهل الأمر به إيجاب أو ندب؟ في المذهب قولان] اهـ.

أما فقهاء الحنفية فيرون أن الجنب له أن ينام بلا وضوء؛ قال العلامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (1/ 38، ط. دار الكتب العلمية): [ولا بأس للجنب أن نام ويعاود أهله... وله أن ينام قبل أن يتوضأ وضوءه للصلاة] اهـ

ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمَسَّ مَاءً"، ويرون كذلك أنه ينبغي على الجنب أن يغسل يده ويتمضمض إذا أراد أن يأكل أو يشرب؛ قال في المرجع السابق نفسه: [وإن أراد أن يأكل، أو يشرب فينبغي أن يتمضمض، ويغسل يديه ثم يأكل ويشرب] اهـ.

فغسل الجنابة يجب على التراخي لا على الفور، وإنما استحب بعض الفقهاء عدم تأخيره؛ لما يخشى من أثر تأخيره على النفس بكثرة الوساوس ونحوها.

حكم تأخير الاغتسال من الجنابة 

حكم تأخير الاغتسال من الجنابة في الشتاء

قالت دار الإفتاء في بيانها حكم تأخير الاغتسال من الجنابة في الشتاء إن الجنب لا يأثم بتأخيره غسلَ الجنابة ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها، فيأثم لتأخيره الصلاة عن وقتها.
وأضافت الإفتاء ، أنه ينبغي المسارعة إلى الطهارة من الجنابة ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلًا، وإلا فيستحب له أن يتوضأ إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أو الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه، مشيرة إلى أنه إذا كان الجنب سيتضرر باستعمال الماء في وقت البرد مثلا، فإن عليه أن يتخذ الوسائل التي يستطيع من خلالها أن يغتسل ولا يتضرر، وذلك مثل تسخين الماء، والاغتسال في مكان دافئ ونحو ذلك.

كما ورد أنه قال ابن قدامة في المغني: وإن خاف من شدة البرد وأمكنه أن يسخن الماء، أو يستعمله على وجه يأمن الضرر مثل أن يغسل عضوا عضوا، وكلما غسل شيئا ستره لزمه ذلك، وإن لم يقدر تيمم، وصلى في قول أكثر أهل العلم، وإن كنت تتضرر باستعمال الماء مهما عملت، ثم تيممت وصليت، ثم بعد ذلك قدرت على استعمال الماء، فلا قضاء عليك، ولا تلزمك الإعادة، كما هو الراجح من أقوال أهل العلم.

هل يقضي من تيمم خوف البرد الشديد وصلى ثم أمكنه الغسل، ورد أنه إذا عجزت عن استعمال الماء، فكان الواجب أن تتيمم، وتصلي قبل خروج الوقت. أما وقد حصل ما حصل، فالواجب عليك قضاء هذه الصلاة بالتيمم إذا استمر عجزك عن استعمال الماء, وإذا قدرت على استعمال الماء، وجب أن تغتسل وتقضي تلك الفائتة، ولا تأثم في هذه الحالة إذا كنت جاهلا أو ناسيا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وغيره.

 

الأكل على جنابة


حكم الأكل على جنابة وهل يورث الفقر

قال الدكتور مبروك عطية، العالم الأزهري، إن الأكل أو الشرب على جنابة لا شيء فيه ولا يورث الفقر، فلا مانع من ذلك، ويجوز للإنسان أن يأكل ويشرب وهو على جنابة.

وأضاف عطية، في إجابته عن سؤال: « ما حكم الأكل على جنابة وهل يوثر الفقر؟» أنه يجب على المسلم الإسراع في التطهر من الجنابة لأنه في حاجة لقراءة القرآن أو ذكر الله وهذه الأفعال لا تصلح إلا والمسلم طهور، مؤكدًا أن ذكر الله على طهارة أولى من ذكره على جنابة.

ونصح أستاذ الشريعة العبد، بأن يحاول ألا يمشي جنبًا لأن الملائكة تتأذى من الجنابة، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ»  (سورة الانفطار).

وأكد أن الإسراع في التطهر من الجنابة أمر مستحب وليس بواجب، لأن الجنابة تمنعك عن دخول المسجد والصلاة، ولكن يجوز للمؤمن أن يدخل المسجد وهو على جنب إذا لم يكن لك طريق غير وهذا لأنها تعتبر ضرورة.

ونبه على ضرورة عقد النية لرفع الجنابة وأنت تغتسل، مُستشهدًا بحديث الحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

هل الملائكة تلعن الجنب ؟

قالت دار الإفتاء المصرية أنه إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة يخطوها، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، ولا أن كل شعرة من الجنب تحتها شيطان، وإنما الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ملائكة الرحمة لا تقرب الجنب حتى يغتسل أو يتوضأ؛ روى أبو داود في "سننه" عن عمَّار بن ياسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ: جِيفَةُ الْكَافِرِ، وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ، وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ».

وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كذلك أن تحت كل شعرة جنابة؛ روى أبو داود في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةً، فَاغْسِلُوا الشَّعْرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَ».

وأكدت الإفتاء، أنه لا يصح شيءٌ مما درج بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب في كلِّ خطوةٍ، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان، ولا تجوز روايته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


حكم الاغتسال قبل الجماع

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، تشكو فيه الزوجة من رفض زوجها الاستحمام قبل العلاقة الزوجية، قائلة: «ما حكم الشرع في طلب الزوجة من الزوج الاستحمام قبل كل معاشرة، والزوج يرفض؟».

قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الاغتسال الشرعي يكون واجباً بعد الجماع -العلاقة الزوجية-، أما الاغتسال قبل الجماع لو كان للنظافة فلا مانع، منوهًا بأن مسألة رفض الزوج الاغتسال قبل الجماع تدل على عدم وجود تفاهم بين الزوجين، ناصحًا الزوجة بأن تطلب ذلك من وجها بأسلوب لين حتى لا يعند الزوج.