EN 
بمزيج من التجارب والخبرات الحياتية التي شكّلت وعي وشخصية الإعلامية إيمان عز الدين.. والشغف الذي منحها القوة للصمود والثبات والمواجهة والتعلُم.. والحُب الذي بادلته الحياة والمجتمع واختارت أن تجعله عنوانًا حاكمًا ومُغلفًا لقصتها.. وضعت الكاتبة والإعلامية عُصارة ما استقته من رحلة الحياة في شكل نصائح سلسة وعميقة في باكورة انتاجها الأدبي "عقلك في راسك".
حلّت إيمان عز الدين، كضيفة على ندوة موقع صدى البلد، بصفتها الكاتبة قبل الإعلامية، وتجربتها الانسانية قبل المهنية، للاحتفاء بنجاحٍ من نوع آخر، ونشوةٍ لم تستشعرها إلا بمولود جديد حقق رقمًا مهمًا في المبيعات الأكثر خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب.
تحكي إيمان عز الدين، عن كرسيٍ متحرك، وعُكازات لم تتخلص منهما، في ركنٍ عتيق في بيتها، يحملان معهما ذاكرة وذكريات أيامٍ ثقال، وفترات من العُمر القاسي والزمن المُر، الذي لم يمُر سوى بالصبر والأمل والثقة في تدابير الخالق وقوة النفس، وإرادة الحياة، بعد حادثٍ مُفجع كاد يخطف منها نصف جسدها وينهي معه رحلة متوهجة بالأمل والطموح.
الحكاية عن " عقلك في راسك" بدَت عفوية على الإطلاق، من خلال منشورات كبسولية عبر السوشيال ميديا بهاشتاج يحمل نفس الإسم، وثّقت من خلالها إيمان عز الدين مواقف الحياة وحولتها إلى مغزى ونتيجة ونصيحة، حتى لاقت انتشارًا كبيرًا وقبولًا واسعًا، امتد إلى دار نشر سما التي طلبت تحويل تلك "البوستات" إلى كتاب في متناول الجميع.
تقول الكاتبة، إن مرارة وقسوة التجارب، علمتها الدرس والحكمة، فوضعت خبرتها في هذا الكتاب الذي أهدته إلى بنتها وابنها ليكون منارة لهما في الحياة على مستوى التعامل مع الآخر، وأهدته إلى كل من يريد فك شفرات العلاقة بين الرجل والمرأة، والتي تراها ليست معقدة بقدر ما تجدها محاطة بالمودة والرحمة التي يجب أن يتفهم معناها كل طرف، ليعبر بالعلاقة إلى منزلة السكينة والاستقرار، والتضحية المستساغة من أجل السعادة.
وعلى الرغم من مرونة الكلمة وسلاسة العرض، وشعبية اللغة التي قدمت بها إيمان عز الدين كتابها، وسخرية السرد في الكثير من الكبسولات التي اتخذت أشكالًا فلكلورية أشبه بالمثل الشعبي الدارج، لكن المعنى والمغزى أكبر من ذلك، والابتسامة المرسومة من خلال القراءة تسمو مع تجذُر المعنى ووصول المغزى إلى النفس.
في النهاية.. تضع إيمان عز الدين "عصير الحياة" في كبسولات مُوجهة لفهم طبيعة التعايش وتغليب السعادة المشتركة بين الرجل والمرأة، بين الانسان والمجتمع، بين كل الأضداد التي تُكمل بعضها البعض.
وفي النهاية تتمنى للقُراء حياة هادية ونادية، بدعوة لطيفة "ربنا يهدّي سركم".
