بينما يترقب البريطانيون، إعلانا حكوميا بتخفيف قيود كورونا، تشمل إلغاء عزل المصابين، يحذر العلماء ومسؤولي منظمة الصحة العالمية من قرار متهور، قد يعيد البلاد إلى مرحلة الخطر مجددا.
وقالت الجمعية الطبية في بريطانيا، إن قرار تخفيف قيود كورونا حاليا في بريطانيا "سابق لأوانه"، ولا يستند إلى الأدلى الراهنة بشأن الوضع الصحي في البلاد.
وحسب صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، يحذر العلماء من أن غياب الفحص الإلزامي، والعزل الذاتي سيؤدي إلى زيادة إصابات كورونا مجددا في بريطانيا، بينما يخطط رئيس الوزراء بوريس جونسون للإعلان عن خطته "للتعايش مع كورونا" خلال الأيام القادمة.
إلغاء قيود كورونا
يسعى رئيس وزراء بريطانيا لإنهاء جميع القيود المفروضة في إنجلترا لمواجهة "كوفيد-19"، قبل شهر من الموعد الأصلي المحدد لتخفيف الإجراءات، حيث سيتم إلغاء الإلزام القانوني للعزل الذاتي للمصابين بكورونا، ما أثار جدلا واسعا في البلاد، لا سيما في المجتمع العلمي.
في المقابل، يدعو مسؤولو الصحة في البلاد حكومة جونسون إلى التريث، وعدم التسرع في رفع قيود كورونا، مؤكدين أن أرقام الإصابات لا تشجع على هذه الخطوة في الوقت الراهن.
كما أكد الدكتور تشاند ناجبول، مدير الجمعية الطبيعة البريطانية إن قرار تخفيف قيود كورونا، لم يتخذ بالتشاور مع الجهات الصحية، مشيرا إلى أن معدلات الإصابة تظل مرتفعة بشكل استثنائي، ، حيث أصيب واحد من كل 20 شخص الأسبوع الماضي، وفقا لأحدث مسح لمكتب الإحصاء الوطني.
ومن المتوقع أن تشمل خطة الحكومة البريطانية للتعايش مع كورونا، إلغاء الاختبارات الجماعية المجانية، بعدما سمحت في وقت سابق للمسافرين المطعمين بدخول بريطانيا بدون إجراء أي فحوصات.
فيما أشارت تقديرات خبراء جامعة "وارويك" أن الإجراءات الحالية تقلل انتقال الفيروس بنسبة 20-45%، موضحة إنه حال إلغاء القيود فقد يزداد معدل انتقال العدوى ما بين 25-80%.
وذكر الخبراء أن ضعف المناعة والموسم الحالي، وظهور متغيرات جديدة، يمن أن يؤدي إلى عودة تفشي الوباء مجددا.
وكان من المفترض أن تنتهي القيود الحالة المفروضية بشأن العزل الذاتي في 24 مارس المقبل، لكن أعضاء حزب المحافظين وجونسون أخبروا البرلمان بأنه من الممكن إنهاء القيود المحلية خلال الأسبوع الجاري.
وفي وقت سابق، قالت منظمة الصحة العالمية إنه من الممكن خفض مدة الحجر الصحي للمصابين بفيروس كورونا، لكن يجب الإبقاء عليها، محذرة من خطورة التسرع في رفع القيود بشكل كامل.
وشدد ديفيد نافارو ، المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية، على أن الحكومة البريطانية بحاجة إلى الاحتفاظ ببعض القيود للسيطرة على الفيروس، قائلا إنه "قرار غير حكيم".
وانخفض متوسط حالات الإصابة بكورونا في بريطانيا، إلى أقل من 47000 حالة، على مدار الأسبوع الماضي، وفي مستويات متقاربة من مستوى الحالات في ديسمبر الماضي قبل انتشار متحور "أوميكرون".
في سياق آخر، يأتي قرار جونسون وسط اتهامات له بخرق قيود كورونا، وإقامة حفلات بمقر الحكومة بالمخالفة للقيود المفروضة لمواجهة الفيروس.
وحققت شرطة لندن في 12 تجمعا بمقر رئاسة الوزراء في 10 داونينج ستريت، بعد أن كشف تحقيق أولي أن موظفي جونسون حضروا حفلات أثناء إجراءات الإغلاق، اشتملت على احتساء مشروبات كحولية، وأن جونسون شارك بنفسه في عدد من تلك الاحتفالات.
وأقيمت سلسلة من الحفلات بمقر "داونينج ستريت" ومحل إقامة جونسون، خلال فترة الإغلاق الصارمة المفروضة، وهو ما تسبب بفضيحة كبرى كادت تطيح بجونسون من رئاسة الحكومة البريطانية.
وكانت شرطة العاصمة البريطانية، سلمت جونسون استبيانا للرد عليه، حيث تجري الشرطة اتصالات مع أكثر من 50 شخصا يعتقد أنهم حضروا حفلات في مكتب ومقر إقامة جونسون.