حكم طلاق الغضبان .. قالت دار الإفتاء، إن الشرع الشريف اعتنى بالحياة الزوجية عنايةً خاصةً؛ حيث جعل كلًّا من الزوجين لباسًا للآخر: «هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ» (البقرة: 187).
وأضافت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «ما حكم طلاق الغضبان؟»، أن الإسلام جعل الزوجة سكنًا للزوج، وحفَّها بالمودة والرحمة فيما بينهما: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» [الروم: 21].
ونبهت على أن الإسلام حذر من الإقدام على إنهاء العلاقة الزوجية إلا عند تعذر استمرار الحياة بينهما، فالطلاق من غير عذر من أبغض الحلال؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَبْغَضُ الْحَلَالِ إلى اللهِ الطَّلَاقُ» رواه ابن ماجة. ولهذا اشترط في المطلق أن يكون متزنًا في وقت الطلاق.
وأوضحت: لا يكون مجنونًا ولا معتوهًا ولا مكرهًا ولا نائمًا ولا غضبانًا غضبًا شديدًا يخرجه عن إدراكه وإملاكه؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِى الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» رواه ابن ماجه، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ» رواه أحمد، فإذا كانت حالات القهر والغيظ والغضب المذكورة في السؤال مانعةً له عن الإملاك؛ بحيث لم يستطع منع نفسه عن التلفظ بكلمة الطلاق كما صرح في سؤاله؛ حيث الإغلاق هو الغضب الشديد الذي يخرج الإنسان عن إدراكه وإملاكه لما يقول.
حالات لا يقع فيها طلاق الغضبان
قال الشيخ محمد وسام، مدير الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن هناك 3 صور لطلاق الغضبان وتتعلق بالزوج الذى يكون في أول مراحل الغضب وهو يدرك ما يقول ويتذكره ففى هذه الحالة يقع الطلاق بإجماع الفقهاء.
وأضاف «وسام» خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» أن الصورة الثانية فتختص بالهيجان الزائد عن الحد بما يفقد الزوج القدرة على إدراك ما يقول وهذه الحالة التى تعترى هذا الشخص تشبه الجنون وهنا يجمع الفقهاء على عدم وقوع هذا الطلاق.
وأشار إلى أن الصورة الثالثة فهي حالة الثورة الشديدة التى لا تصل إلى حد عدم الإدراك ولكن الزوج لا يتمالك أعصابه وينطق بكلمة الطلاق رغمًا عنه لكنه مدرك لما يقول وللنتائج التى تترتب على تلك الكلمة وهذه الحالة محل خلاف بين الفقهاء فبعضهم يقول بوقوع الطلاق والبعض الآخر ومنهم دار الإفتاء يقول بعدم الوقوع.
وأوضح أن العلماء استنبطوا ذلك بما أخرجه ابن ماجه (2046)، وأحمد في مسنده (26360)، وأبو يعلى في مسنده (4444) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ».
وتابع: أن «الإغلاق» الوارد في الحديث مرحلتان: عدم الإملاك، والإدراك لا يدرك الزمان أو المكان أو الأشخاص أو الأحوال ولا يتذكر ما قاله فهذا طلاقه لا يقع، والمرحلة الثانية عدم الإملاك لا يستطيع أن يملك نفسه فقالها تحت ضغط نفسي فرأي البعض أنه يقع ودار الإفتاء رأت بأنه لا يقع.
حكم الطلاق حرجاً من الاهل عند قول الزوجة “لو كنت راجل طلقنى”؟..سؤال ورد للبث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء المصرية، عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
ليرد عن هذا السؤال الدكتور محمد عبد السميع مدير إدارة الفروع الفقهية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً: "عند التلفظ بالطلاق يكون هناك الفاظ تقتضى الكفارة كقول "على الطلاق" فالمفتى به ان ذلك فى قوة اليمين فأن لم يوفى به ولم ينفذ فعلى قائله كفارة يمين فكأن الزوج يقول يلزمنى الطلاق فهو فى قوة اليمين وعليه كفارة وأقل شئ فى كفارة اليمين 100 جنيه، ويمين الطلاق على خلاف الاصل فلا ينبغى للمسلم ان يطلق زوجته وقد ورد عن النبى صل الله عليه وسلم فى ذلك قوله " - لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً إن سخِطَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخر"َ اى لا يقطع الرجل العلاقة بينه وبين زوجته فمسالة الطلاق يجب فيها عدم التسرع ولذلك ابعغض الحلال عند الله الطلاق".
وأشار أمين الفتوى إلى أن الزوجة التى تطلب الطلاق بغير بأس آثمة لقول رسول الله صل الله عليه وسلم “ أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها طلاقَها في غيرِ ما بَأْسٍ ؛ فحرامٌ عليها رائِحَةُ الجنةِ”، ولفت إلى أن ما يعنيه الحديث أي دون أن يكون هناك داعِ ومسوغِ أو مبرر حقيقى لطلبها الطلاق فيقع عليها الاثم فى تلك الحالة ويأتى ذلك فى سياق الحفاظ على الاسرة وخاصة عن وجود اولاد فلا يجب ان يكون الطلاق حلاً الا اضطراراً .
حكم طلاق الغاضب
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، إن مجرد الغضب ليس مانعا من وقوع الطلاق، ولكنه الغضب الذي يصل بالإنسان إلى عدم إدراك ما يقوله.
وأضاف "ممدوح" عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، على موقع «يوتيوب» أثناء إجابته على سؤال، جاء فيه "ما حكم طلاق الغضبان؟ وما هو أنواع الغضب؟ "، إن طلاق الغضبان هو الطلاق الذي يقع من الإنسان حال غضبه، والغضب درجات غضب شديد مما يؤدي إلى حالة من الإغلاق كأن يجعل الإنسان على عدم دراية بنفسه أثناء غضبه أو أن يكون ليس مسيطرًا على ما يخرج من فمه من شده غضبه فعندما يصل الإنسان إلى هذا الحد من الغضب ففى هذه الحالة ليس مكلفًا فلا يقع طلاقه، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم "لا طلاق في إغلاق" .
هل الطلاق يقع فى حالة الغضب ؟
سؤال أجاب عنه الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء المصرية، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب وسام قائلًا: إن مجرد الغضب ليس مانعا من وقوع الطلاق، ولكن الغضب الذي يصل بالإنسان إلى عدم إدراك ما يقوله.
وأضاف وسام، فى إجابته أن من طلق زوجته وهو فى إغلاق اى فى حالة الغضب فلا يقع طلاقه، لقوله صلى الله عليه وسلم (( لا طلاق فى إغلاق ))، مُشيرًا الى أن الإغلاق كما قال الفقهاء مرحلتين درجة عدم الإدراج اى فقد الإحساس او الشعور بالزمان أو المكان او الأشخاص أو الأحوال وهذا لا يقع فيه الطلاق بإتفاق الفقهاء.
وتابع: المرحلة الثانية وهى عدم الإملاك فهو يدرك ما يقول ويسمعه ولكنه لا يملك أن يمنع نفسه من الطلاق فسيطر عليه الغضب وخرج اللفظ منه من غير دراية وهذا على الراجح لا يقع أيضًا.
هل يقع طلاق المزاح أو الغضب الشديد
أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، أن الزوج اذا قال لزوجته كلمة " طالق" فهذا لفظ صريح وواضح لا يحتاج إلى نية وتقع به طلقة أن كانت أولى فأولى، وإن كانت ثانية فثانية وإن كانت ثالثة فثالثة ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره.
وأضاف الشيخ عبد الحميد الأطرش لـ"صدى البلد" إذا كان الزوج يقولها مازحا يقع الطلاق أيضا لقوله صلى الله عليه وسلم " ثلاث هزلهن جد وجدهن جد من بينهم الطلاق".
وأوضح رئيس الفتوى بالأزهر سابقا أنه إذا كان غضبانا غضبا لا يدري ما يقول ففي هذه الحالة الطلاق لا يقع لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا طلاق في إغلاق" والإغلاق معناه الرجل المغلق عليه لا يدرك ما حوله أو غضبانا غضبا شديدا.
حكم قول الزوج لزوجته أنت طلقة في مسدس على سبيل المزاح
ورد سؤال إلى صفحة دار الإفتاء الرسمية يقول صاحبه: "ما حكم قول الزوج لزوجته أنت طلقة في مسدس على سبيل المزاح ؟ .
رد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، هذه الحالة لا يقع بها الطلاق ولكن عليك أن تتقي الله لأن هذه الأمور تسمى بالترويع وهذه الأمور ليست من خلق المسلمين.
واستشهد وسام بحديث روى عن عبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ ، فَفَزِعَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا ".. رواه أبو داود.
وتابع: أنه على الزوج أن يتقي الله في زوجته وعليه ألا يستعمل مثل هذه الألفاظ.
حكم من قال لزوجته أنت طالق ولا يقصد الطلاق
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إنه لا يقع الطلاق بذكر ألفاظه على سبيل الحكاية أو التعليم، فلابد من النية.
جاء ذلك في إجابته عن سؤال: «كان يروي لي زوجي قصة عن زوج طلق زوجته، وأثناء كلام زوجي ذكر ليّ أن صديقه قال لزوجته «أنت طالق»، فهل هذا الكلام يقع عليّ طلاقًا؟.
وأفتى بأن من ذكر لفظ الطلاق على لسانه دون أن يقصد فسخ عقد الزواج والطلاق الفعلى، لا تُحسب طلقته طلقة ولا يقع الطلاق.
حكم قول الرجل لزوجته "علي الطلاق بالتلاتة"
وقالت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الشريعة بجامعة الأزهر إن قول الرجل لزوجته "عليا الطلاق بالثلاثة " للعلماء فيه قولان : قول انها تقع ثلاث طلقات والقول الآخر انها تقع طلقة واحدة.
وأوضحت صالح خلال برنامج "فقه المرأة" المذاع على فضائية "الحياة 2" أن على المسلم أن يأخذ بالرأى القائل بأنها تقع طلقة واحدة للحفاظ على الأسرة والمجتمع من التفكك، مشيرةً إلى أنه إذا قال الزوج لزوجته "ستكونى طالقًا إذا فعلت كذا" على سبيل التهديد فإنها تعتبر يمينًا وعليه كفارة حنث اليمين وهى إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو صيام ثلاثة أيام.
أحكام الطلاق في الهاتف وفي حالة الغضب الشديد
أحكام الطلاق في الهاتف.. يبحث كثير من الناس عن أحكام الطلاق في الهاتف، وفي سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية خلال البث المباشر عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، يقول صاحبه: هل الطلاق عبر الهاتف يقع إذا كان صاحبه مدرك لما يقول؟
أحكام الطلاق في الهاتف
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه حينما يكون الوجوه بعيداً عن بعضها رؤية الوجه مهمة في تهدئة الإنسان أو يثور، مشدداً على أن معظم طلاق الهاتف لا يقع، لأنه يكون نتيجة غضب على تصور باطني، تقسيم الوجه له دلالة.
ولفت إلى أن الإنسان لما يقوم بشراء شيء يتأنى بالساعات فهل يقرر الطلاق في دقائق، موضحاً أن أغلب الناس لم يعد هناك تحكم في أعصابهم نتيجة ضغوط الحياة.
وفي سؤال اعترفت بخطأ ما فكان الرد أنتِ طالق فهل وقعت واحدة أم ثلاث؟.. وأجاب عنه الشيخ عويضة بأنه يجب على الزوجين أن يأتوا إلى الدار كي يسمع منهم ملابسات القول، مبيناً أنه ليس كل حالات الطلاق في الغضب تقع، وأنه يتعين النظر إلى منظومة الطلاق بفهم وحرص شديد.