الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزمة الأوكرانية وميزان القوى العالمية

منى أحمد
منى أحمد

أخطر أزمة تواجه القارة العجوز هي الأزمة الأوكرانية ووضع له ارتدادات عالمية يشكل حرج بالغ للقارة الاروبية حتي وان لم يذهب سيناريو التصعيد للأسوأ وحالة كشفت الهشاشة السياسية لحلف شمال الاطلسي.

أزمة سيكون لها ما بعدها وأبعاد أكبر من مجرد التلويح بغزو روسي لأوكرانيا المنفصلة عنها فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي1991وانهار علي اثرها النظام العالمي القديم الذي كان يتقاسم زعامته كلا من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية وانتهت بموجبه الحرب الباردة التي افرزت لنا نظام عالمي احادي القطبية بزعامة امريكية.

ورغم تفكك الاتحاد السوفيتي ظلت أوكرانيا تمثل أهمية خاصة لروسيا التي لم تعترف بحدودها حتي1997وببزوغ نجم  الرئيس فلاديميربوتين في المشهد السياسي الروسي وهو الرجل المخابراتي الذي يروداه الحلم في استعادة المجد السوفيتي المنهار وطموحات بثت الرعب في للجمهوريات السوفيتة المنفصلة ومنها أوكروانيا.

وبالفعل بدأت روسيا عام2003 بناء جسر كبير باتجاه احد الجزر الاوكرانية  وهو ما ادي الي اندلاع ازمة دبلوماسية كبيرة حينها واعتبرته اوكرانيا محاولة لترسيم حدود جديدة واوقف المشروع تحت ضغط كبير وظلت العلاقات متوترة بين الطرفين. 

حتى تجازوت أوروبا وأكروانيا ما أطلق عليه الكرملين الخطوط الحمراء عام 2013 حينما طلبت اوكرانيا الدخول تحت عباءة الغرب الاوربي خلال اتفاقية تعاون مع الاتحاد الاروبي وطلبت الانضمام لحلف الناتو في خطوة استفزت موسكو. 

وكان لابد من التحرك الروسي بإجراءات أهمها تضييق الخناق الاقتصادي على كييف وهو ما اضطرالرئيس الاوكراني الي تجميد الاتفاق مع اوروبا الأمر الذي اثار حفيظة مواطنيه ودفع باحتجاجات واسعة انتهت بعزله واجتياح روسيا لشبه جزيرة القرم احدي الجزر الاوكرانية التي تشكل ممرا لها إلى البحر الأسود،  بالإضافة إلى دعمها لمجموعات انفصالية تمكنت من الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الشرقية لأوكرانيا. 

ومنذ ذلك التاريخ والتلويح الروسي بورقة احتلال اوكروانيا يظل لعبة البوكر الذي تطالب بمقتضاه بضمانات لمنع التوسع المستقبلي لحلف الناتو نحو الشرق لاي من الجمهوريات السوفيتية السابقة أونشر منظومات أسلحة تهدد مصالح روسيا.  

فموسكو تخشى انضمام أوكرانيا إلى الناتو الذي ربما يقوم بموجب التزاماته تجاه الدول الأعضاء بمساعدة كييف لاستعادة شبه جزيرة القرم 
ابطال كثرعلي المسرح العالمي فالولايات المتحدة الامريكية التي تقدم مساعدات عسكرية كبيرة لأوكرانيا تلوح بفرض عقوبات شديدة على موسكو حيال تنفيذها تهديدها بالغزو.

أوروبا بلاعبيها الكبار التي تعتبر اوكرانيا  حليفا لها خارج حدود تستخدم كافة اوراق الضغط في محاولات لتجنب سيناريو التصعيد فبريطانيا داعم قوى لأوكرانيا وتتهم روسيا بالتخطيط للإطاحة بحكومة كييف ولوحت بتشديد العقوبات على روسيا فرنسا رغم دعمها لأوكرانيا إلا أن رئيسها ماكرون يسعي للقيام بدور يدعمه داخليا وخاصة وهو علي اعتاب انتخابات رئاسية من خلال محاولة حلحلة الازمة بمساعى دبلوماسية المانيا تتبنى موقفا حذرا فى أزمة أوكرانيا فهي ثاني أكبر شريك تجاري لروسيا  بعد الصين وتخشي علي ورداتها من الغاز الروسي حال تصعيد الازمة وفرض عقوبات اقتصادية وتقوم بدور الوسيط منعا للسيناريو الاسوأ. 

وتؤيد بكين الموقف الروسى فى مواجهة الضغوط الغربية ويبدو ان مصالحها تلاقت مع موسكو لازاحة الولايات المتحدة  التي تفرض عليها عقوبات اقتصادية من الهيمنة العالمية  كما ترغب برد صفعة للاتحاد الاروبي الذي يشهد توترات في علاقته مع الصين من خلال عقوبات متبادلة. 

أطراف متعددة تحكمها جغرافية المكان ولكن تظل الولايات المتحدة لاعبا أساسيا باعتبارها امام تهديد استراتيجي لن تصبح فيها سيدة قرار العالم فالمشهد يعج بمعطيات تشيرالي ميلاد نظام عالمي جديد وسيناريوهات كثيرة مفتوحة علي كل الاحتمالات لازمة تبلورت تحالفاتها بين الولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة وروسيا والصين وحلفاؤهما من جهة أخرى ولكنها ستشكل نقطة فصل في تحديد ملامح نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب بانضمام التينين الصيني الي موسكو ويبدو اننا علي شفا مرحلة انتقالية تعاد فيها صياغة المشهد العالمي وتعاد فيه تقييم أوزان القوى الدولية.