كشفت مخطوطة أفريقية حديثة خاصة بلغة الفاي في ليبيريا بغرب أفريقيا عن تطور أشكال الكتابة والقراءة عبر العصور المختلفة عن مفاجأة بشأن أصل الحروف الأبجدية الإنجليزية.
وأوضح البحث الحديث الذي نشرته مجلة «Discover» العلمية الأمريكية أنه بعد تحليل الوثيقة الأفريقية المكتوبة بخط اليد والتي تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر اُكتشف أن الحرف الأول في الأبجدية الإنجليزية (A) ينحدر من رأس ثور يبلغ من العمر 4000 عام.
وأضاف البحث العلمي أنه على مدى آلاف السنين اعتقد العلماء أن التحولات الأسلوبية البسيطة في الحروف تشكيل الهيروغليفية المصرية المزخرفة ببطء إلى الحرف (A) بشكله الحالي الذي نراه اليوم.
وتابع الباحثون بأنهم يحتاجون للبحث على حروف أخرى تثبت بشكل أكثر أن حروف اللغة الإنجليزية تعود في أصلها إلى الهيروغليفية المصرية، وهو أمر يشكل صعوبة حيث أن أجزاء بسيطة هي من نجت من المراحل الكتابية الأولى، والتي تم اختراعها بشكل مستقل في بلاد ما بين النهرين ومصر والصين وأمريكا الوسطى، كما أنه من المستحيل على الأرجح تتبع التاريخ الكامل لمعظم أنظمة الكتابة.
وواصل الباحثون أنه لم يكن للغة فاي في ليبيريا أي شكل مكتوب حتى عام 1833، عندما اخترعت مجموعة مجتهدة من ثمانية رجال الكتابة بالحبر المصنوع من التوت المسحوق، و تم توثيق تقدمه منذ ذلك الحين بشكل جيد مما يسمح للباحثين بمراقبة ما قد حدث في اللحظات التي أعقبت الانفجار الكبير للنصوص الأخرى.
وينوه الباحث الرئيسي في الدراسة، كيلي، أنه بالنظر إلى أن البشر من كل الأعمار فإنهم يتشاركون نفس العقول والقدرات الحركية، فمن المنطقي أن المصريين والناس في القرن الحادي والعشرين قد صاغوا نصوصهم اللاشعورية بنفس طريقة كتاب فاي.
ويكمل: «أعتقد أننا يمكن أن نكون واثقين إلى حد ما أن ما كان صحيحاً بالنسبة للإنسان العاقل في غرب إفريقيا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر كان صحيحاً بالنسبة للإنسان العاقل في بلاد ما بين النهرين في عام 3100 قبل الميلاد، وهو ينطبق علينا اليوم».
من جانبه، قارن عالم الأنثروبولوجيا اللغوية بجامعة نيو إنجلاند الأسترالية، بيرس كيلي، وزملاؤه مخطوطات فاي من كل بضعة عقود باستخدام التحليل الحسابي لتتبع تطور 200 حرف مقطعي على مدى قرنين.
ووفقًا لدراسة نشرت في الأنثروبولوجيا الحالية خلصت نتائج الدراسة إلى أن أنظمة الكتابة تتطور نحو البساطة، منوهين: «إذا تُركت إلى أجهزتهم الخاصة تنتقل الحروف من كونها أكثر تعقيدًا إلى أقل تعقيداً».
وفي أوائل القرن الثامن عشر التقط المثقفون لمحات من هذا المفهوم حيث لاحظ الفيلسوف، جان جاك روسو أن الكتابة قد تطورت من الصور إلى الكلمات ثم إلى الأبجديات بينما كتب عالم اللغة الألماني فريدريش فيلهلم ريتشل، أن النصوص تتغير وفقًا لقوانين معينة أو دوافع توجيهية، وذلك بعد قرن من الزمان.