نقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن إجلاء المدنيين من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون شرقي أوكرانيا "مناورة روسية مثيرة للسخرية" لصرف الأنظار عما يُخشى أنه غزو وشيك.
وأعلنت جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك الشعبيتان المستقلان ذاتيا جنوب شرق أوكرانيا، عن بدء إجلاء المواطنين إلى روسيا، تحسبا لهجوم عسكري وشيك من قبل الجيش الأوكراني.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن رئيس جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين، في تصريح مسجل، أن قوات الحكومة الأوكرانية تستمر على مدى الأشهر الأخيرة في حشد قوات وأسلحة على طول خط التماس في دونباس، منها راجمات صواريخ ومنظومات أمريكية الصنع من طراز "ستينجر" و"جافلن".
وشدد بوشيلين على أن قوات حكومة كييف حاليا اتخذت مواقعها تمهيدا لمحاولة إحكام سيطرتها على دونباس بالقوة، مشيرا إلى أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي سيصدر في القريب العاجل أمرا إلى العسكريين ببدء الهجوم والتدخل في أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتيا.
وأشار بوشيلين إلى أن قوات جمهورية دونيتسك على أهبة الاستعداد القتالي، مبديا قناعته بقدرتها على حماية المدنيين والبنى التحتية في الجمهورية.
في الوقت نفسه، أقر رئيس جمهورية دونيتسك بأن القصف الأوكراني سيشكل خطرا على حياة وصحة المواطنين، مضيفا: "لذلك اعتبارا من يوم 18 فبراير تم تنظيم عملية جماعية ومنسقة لانسحاب المواطنين إلى روسيا".
وأوضح أن عملية الإجلاء ستشمل بالدرجة الأولى النساء والأطفال وكبار السن، داعيا سكان الجمهورية إلى "الإصغاء إلى هذا الكلام وتبني القرار الصحيح".
وأكد بوشيلين أن سلطات دونيتسك توصلت إلى اتفاق مع موسكو، ستستضيف بموجبه مقاطعة روستوف الروسية اللاجئين من الجمهورية المعلنة ذاتيا، مع إمدادهم بكل ما يلزم.
وحث رئيس جمهورية دونيتسك المواطنين على "التزام الهدوء والصبر"، مضيفا: "معا سنصمد وسننتصر".
بدوره، أعلن رئيس جمهورية لوجانسك الشعبية، ليونيد باسيتشنيك، عن وجود بيانات استخباراتية تشير إلى أن قوات الحكومة الأوكرانية تخطط للتوغل إلى عمق أراضي الجمهورية، مشددا على أن الأجهزة الأمنية في لوجانسك على أتم الاستعداد للتصدي لهذا الهجوم المحتمل.
وتابع: "لتفادي سقوط ضحايا بين المدنيين، أدعو مواطني الجمهورية غير المشمولين بالتعبئة وغير المنخرطين في ضمان استدامة عمل البنى التحتية إلى المغادرة في أقرب وقت ممكن إلى أراضي روسيا".
وأصدر باسيتشنيك توجيهات إلى أجهزة إنفاذ القانون وأجهزة الطوارئ بتنظيم عملية إجلاء المرافق الاجتماعية والمساعدة بنقل المدنيين إلى المعابر الحدودية، مؤكدا أن روسيا مستعدة لاستقبال اللاجئين من الجمهورية.
في الوقت نفسه، دعا رئيس الجمهورية المعلنة ذاتيا "جميع الرجال القادرين على حمل السلاح إلى الوقوف للدفاع عن أرضهم".
يأتي ذلك على خلفية تصعيد التوتر في دونباس، وسط تبادل حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك اتهامات بمخالفة اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار كبار المسؤولين الغربيين في الحديث عن تخطيط روسيا لـ"غزو أوكرانيا"، على الرغم من نفي موسكو ذلك مرارا وتكرارا وإعلانها عن بدء انسحاب قواتها من الحدود بعد انتهاء التدريبات العسكرية.