الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بكوات لينين الرملي.. الماضي والمستقبل والحاضر في ثلاث مسرحيات

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

ناقش الكاتب الكبير لينين الرملي سطوة الماضي في "أهلا يا بكوات" ومخاوفه من المستقبل في "وداعا يا بكوات" وانهيار الحاضر في "اضحك لما تموت"، والمسرحيات الثلاث التي كتبها على مدى ربع قرن تقريباً تناقش ماذا حدث للمصريين؟ في الماضي والحاضر والمستقبل من خلال شخصيتين.
هذا ما كشفه الكاتب المسرحي جرجس شكري، في المقدمة والدراسة التي كتبها لكتاب «بكوات لينين الرملي»، الصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب.
ويقول جرجس شكري: " في  المسرحية الأولي "عاد نادر وبرهان إلى عصر المماليك، وفي الثانية سافر "محمود وبرهان إلى المستقبل، وفي الثالثة ظل يحيى وطاهر" في الحاضر، بدأ بالماضي وانتهى بالحاضر وبينهما سافر إلى المستقبل وعاد خالي الوفاض عاد خائفا مهزوما، اختار قالب الـفـنـتـازيـا مـع الـطابع الكوميدي الـذي لا يخلو من الحس المأساوي لتجسيد هذه الرؤية، وانحاز في الأعمال الثلاثة إلى الأخلاق والقيم التي أصبحت من الذكريات.
ويضيف شكري: "كتب لينين مسرحية "أهلا يا بكوات "عام 1989 ولا يخلو التاريخ من دلالـة حـول الـرؤيـة الأساسية للنص، والذي يبعث من خلاله برسالة واضحة للجميع، حكومة وشعبا، حين تحول الحاضر إلى ماض، والماضي تشابه واختلط مع الحـاضـر، حيث تحـول عـصـر التكنولوجيا والذرة إلى زمن المماليك، وحتى حين نعود إلى الحاضر مرة أخرى نشعر أننا لم نغادر هذا الزمن، السؤال الذي يطرحه النص هل يتغير التاريخ أم لا؟ والإجابة تحتمل التأويل، فربما يتغير أو لا يتغير، هذا ما حدث في مسرحية "أهلا يا بكوات" فحين عاد برهان ونادر إلى عصر المماليك، وعلى الرغم من التخلف والجهل والتواكل وإنكار القيم العلمية في ذلك العصر، فإنهما حين يعودان مرة أخرى إلى الزمن الحاضر يجدان القيم نفسها وقد سادت في زماننا هذا، ويختلط عليهما الأمر، فالرسالة واضحة وصريحة وضعها المؤلف في إطار فنتازي كوميدي، وجاءت كحدث مدو في حياة لينين الرملي وتخليه التام عن شروط المسرح التجاري، حيث بعث برسالة من العيار الثقيل حين عاد بنادر وبرهان مائتي عام إلى الوراء ليهبطا إلى عصر المماليك، ويشن هجوما عنيفا على الماضي بكل مفرداته ويحطم قدسيته الراسخة، ويبرز ما كان يتمتع به من جهل وتخلف وعـداء واضـح لـلـمـرأة وانـحـيـاز صريح للشعوذة والغيبيات، وينجح في تحقيق المعادلة الصعبة، ويطرح أسئلة اللحظة الراهنة العميقة والمركبة في إطار كوميدى، فعلى الرغم من الرسالة الفكرية العميقة، فإنه اختار القالب الفنتازى لها، وجعل هذه الرسـالـة تـنـال إعـجـاب الجـمـاهـيـر بـكـل شـرائـحهـا الاجتماعية ومستوياتها الثقافية، ومن خلال الماضي يحاكم الحاضر ولا يعفي الماضي والتشبث به من المسئولية".

 

وتابع: "كان لتقديم هذه المسرحية دلالة قوية للحظة الراهنة في تلك الفترة، من حيث قوة الرسالة وضرورتها لتلك المرحلة، فمن خلال برهان ونادر وهما شخصيتان متناقضتان نقرأ الرسالة، والعرض الذي يتم تقديمه في المسرح القومي ثلاث مرات من إخراج عصام السيد «۱۹۸۹، ١٩٩٤، ٢٠٠٦ » وفي كل مرة تتأكد الرسالة التي بعث بها المؤلف، ليظهر حسين فهمي في دور برهان، وعزت العلايلي في دور مـحـمـود، والذي اختلف عن النص الأصلي المكتوب بدلاً من نادر والرسالة تأتي على لسان محمود "عزت العلايلي" حين قرأ كتابا يرسم صورة مذهلة للاحتمالات التي يمكن أن تحدث وترسم صورة للمستقبل؛ حيث التقدم العلمي الذي سوف يغير شكل الحياة على الأرض خلال سنوات قليلة، ويرسم له ليـنـيـن الـرمـلـي صـورة شخصية تتناسب والرسالة التي يحملها، فهو الفلاح مدرس الرسم صاحب الأخلاق والقيم، وهو شخصية ذات بعد أحادي له هدف محدد، حتى حين يعود إلى الماضي يحاول أن يعمل على تغيير الواقع وفرض تاريخ جديد على الماضي، لكن يصاب بالجنون، فبعد أن يقرأ الكتاب العلمي يذهب إلى صديقه د . برهان "حسين فهمي" لمناقشته، وبرهان شخصية مركبة ذات أبعاد متعددة رسمها لينين الرملي بعناية وحرفية فائقة، فهو الأستاذ العالم الذي يتمتع بقدر كبير من الموهبة والذكاء وقادر على التغيير حسب الواقع، يحمل في داخله المكونات الطبيعية للشخصية الإنسانية من عوامل الخير والشر، فهو شخصية واقعية كتبها المؤلف في بناء درامي محكم".