مبطلات الوضوء .. يبجث عنها الكثير من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي وللأسف نجد البعض يبحث عن مبطلات الوضوء للرجال ، ومبطلات الوضوء للنساء ، رغم ان نواقض الوضوء كلها واحدة للإنسان بصفة عامة ، و تسمى مبطلات الوضوء بالنواقض؛ وهي الأسباب التي ينتهي بها الوضوء، وهي الحدثان الأصغر والأكبر، وعند إطلاق لفظ الحدث فيكون المقصود منه الحدث الأصغر؛ وهو أمر اعتباري يقوم بأعضاء الوضوء، ويمنع من صحة الصلاة.
وفي العرف الشرعي يقال للإنسان الذي ينتقض وضوءه بأنه محدث، وتقسم مبطلات الوضوء ونواقضه إلى قسم متفق عليه بين جميع العلماء، وقسم آخر مختلف فيه، وفيما يأتي في المقال تفصيل ذلك.
مبطلات الوضوء للرجال
مبطلات الوضوء نوعان: نوع متفق عليه وآخر مختلف فيه؛ أما المتفق عليه فيشمل الأمور الآتية:
الخارج من السبيلين وسواء في ذلك لو كان الخارج كثيرا أم قليلا، ويشمل الخارج من السبيلين ما يأتي: البول والغائط لقوله -تعالى-: (أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا).
الريح ويعرف بصدور الصوت أو إيجاد الرائحة، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا).
المذي وهو ماء أبيض لزج، يخرج عند التفكير في الجماع أو إرادته-
لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (توضأ واغسل ذكرك).
المني وهو ماء غليظ أبيض بالنسبة للرجل، أما بالنسبة للمرأة فهو أصفر رقيق-، وذلك عند خروجه لغير الشهوة مثل الحر أو البرد، وهذا هو قول الجمهور، أما الشافعي فقال بوجوب الغسل ولو كان نزول المني بدون شهوة، والسائل الذي يخرج من المرأة؛ فهو خارج من السبيلين لذا وجب الوضوء منه بالرغم من كونه طاهرا.
مبطلات الوضوء للنساء
قال العلماء إن الأكل والشرب ليسا من نواقض الوضوء، ما لم يكن المأكول لحم إبل، وذلك لأن نواقض الوضوء محصورة في 8 أمور، بعضها متفق عليه وبعضها مختلف فيه.
وأوضح الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك 6 أمور فقط تنقض الوضوء، باتفاق العلماء.
وأوضح الدكتور محمد الشحات الجندي، لـ «صدى البلد»، أن الأمور الستة التي تنقض الوضوء هي: خروج شيء من السبيلين -القبل والدبر- قليلًا كان أو كثيرًا طاهرًا أو نجسًا، لقوله تعالى: «أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ» [النساء: 43] ولقوله صلى الله عليه وسلم: «فلا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا» متفق عليه.
وأضاف الدكتور محمد الشحات الجندي، أن الأمر الثاني: سيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير كما يرى الحنفية والحنابلة، لما رواه الإمام أحمد والترمذي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصَابَهُ قَيْءٌ أَوْ رُعَافٌ، أَوْ قَلْسٌ، أَوْ مَذْيٌ فلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلاَتِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ». أخرجه ابن ماجة. والراجح عدم النقض؛ لضعف الحديث.
وتابع الدكتور محمد الشحات الجندي، أما الأمر الثالث فزوال العقل بجنون أو تغطيته بسكر أو إغماء أو نوم لقوله صلى الله عليه وسلم: «العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ»، رواه أحمد وابن ماجة بإسناد حسن، موضحا: «ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا من جالس أو قائم فلا ينقض حينئذ»، لقول أنس: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضأون». رواه مسلم، والمقصود أنهم ينامون جلوسًا ينتظرون الصلاة كما هو مصرح به في بعض روايات هذا الحديث.
وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن الأمر الرابع هو مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.
وألمح الدكتور محمد الشحات الجندي، إلى أن الأمر الخامس غسل الميت، لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: «أقل ما فيه الوضوء»، أما الأمر السادس فـالردة -الخروج- عن الإسلام، لقوله تعالى: «لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك» [الزمر:65].
هل النظر الى النساء يبطل الوضوء
أرسل شخص، سؤالا إلى الشيخ أبو بكر الشافعي، من علماء الأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية، يقول فيه: "هل النظر إلىالنساء يبطل الوضوء"؟
وردّ الشيخ أبو بكر قائلا: النظر إلى النساء بشهوة لا يبطل الوضوء لكنه محرم ،ويسبب موت القلب وفتنته، ويجر إلى المحرمات كمشاهدة العري والإباحيات والعادة السرية وزنا المحارم وغيرها ذلك، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { احفظ بصرك } وقال تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } .
وقال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية أن النظر الى محرم لا ينقض الوضوء إلا إذا أثار شهوته وشعرت بهذه الشهوة، فيجب على من يري شيئا محرمًا ان لا يمعن نظره فيه.
حكم الخطأ في الوضوء
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء: إن الوضوء له أركان أو فرائض وفيه سنن مستحبة، منوها بأنه من ترك ركنا بالوضوء فإن صلاته باطلة.
وأوضح «عبد السميع»، عبر البث المباشر بالصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في إجابته عن سؤال: «توضأت ونسيت بندا في الوضوء، ولم أتذكر إلا بعد أن انتهيت وذهبت للصلاة، علما بأن المياه كانت منقطعة، فهل صلاتي صحيحة؟»، أنه لو ترك الشخص غسل الوجه أو غسل اليدين إلى المرفقين أو مسح الرأس أو غسل القدمين، فهذه فرائض الوضوء وبدونها يختل، وينبغي عندئذ إعادة هذا الركن مرة أخرى حتى يصح الوضوء ويتم على وجه صحيح وكامل.
واستشهد بما قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ۚ وإن كنتم جنبا فاطهروا ۚ وإن كنتم مرضىٰ أو علىٰ سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ۚ ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولٰكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون» الآية 6 من سورة المائدة.
وأضاف أن الترتيب في غسل الأعضاء بالوضوء ليس واجبا بالمذاهب كلها وكذلك الموالاة بين غسل الأعضاء ليست واجبة على المذاهب كلها، فبعض المذاهب ترى الترتيب والبعض الآخر يرى الموالاة في الوضوء، ولنا أن نأخذ بالأوسع من الفقه الإسلامي، بمعنى من نسي ركنا فليذهب ويقوم به، أي من نسي غس وجهه فليذهب ويغسله.
حكم السهو في الوضوء
قال الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمي لمفتى الجمهورية، إنه إذا ترك المسلم ركنا من أركان الوضوء فيكون وضوؤه وصلاته غير صحيحين، والواجب عليه قضاء تلك الصلوات التي صلاها بهذا الوضوء مرة أخرى.
وأكد «عاشور» في تصريح له، أن الوضوء لا يصح بترك ركن منه والصلاة لا تصح لفوات شرط الطهارة وفي الحديث: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة». رواه أبو داود وابن ماجه وصححه ابن القيم.
حكم الشك في الوضوء
قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن من شك فى وضوئه أثناء الصلاة وجب عليه أن يطرح الشك جانبا ويبني صلاته على الأقل المتيقن، ثم يسجد بعد ذلك للسهو.
ونصح «واصل» فى إجابته عن سؤال: «ما حكم الشك في الوضوء أثناء الصلاة؟»، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، من يعاني من هذا الأمر بأن عليه قدر ما يستطيع أن يبعد عن نفسه الوساوس؛ فإنه من فعل الشيطان الذي يريد أن يفسد عليه عبادته ويبعده عن طريق الخير.
وأضاف أنه فى هذا الأمر يقول فيه الحق – تبارك وتعالى- : «الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم»، [البقرة: 268]، وعلي المرء أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دائما في كل الأحوال؛ فإن الحق -سبحانه وتعالى- يقول: «إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون»، [الأعراف: 201].
وأضاف أنه يجب على المسلم فى هذه الحالة أيضا تصحيح علاقاته بالله وتقويتها بقراءة القرآن والاستغفار والتضرع إلى الله -عز وجل- أن يصرف عنها وساوس الشيطان ونزعاته وهمزاته؛ عملا بقوله – تعالى-: «وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون»، (المؤمنون: 97-98).
واستشهد فى كلامه بما رواه الإمام أحمد ومسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -قال: «إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أو أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم».
واختتم فتواه أن هذا الحديث دليل لما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أنه إذا شك المصلي في عدد من الركعات بنى على الأقل المتيقن، ثم يسجد للسهو، مشيرا إلى أن الشك من ناحية الوضوء إذا كان على سبيل القطع واليقين وجب على الشخص أن يعيد وضوءه، ولا يصلي إلا إذا توضأ.