-صناعة العسل الأسود بعصارات القصب بمحافظة قنا
-تكتل العسل الأسود يعيد الحياة لصناعة تندثر بمحافظة قنا
-تحويل القصب إلى عصير عن طريق ماكينة العصر
بعد عقود من العمل على معدات و أدوات لم تشهد أى تطوير أو تحديث، لصناعة العسل الأسود بعصارات القصب بمحافظة قنا ، ما دفع الكثير من صناعها إلى هجرها ، و الكثير من رواد العسل للكف عن شرائه تخوفاً من أدوات صناعتها المتهالكة، ظهر فى الأفق بادرة أمل قد تعيد لصناعة العسل ريادتها و تاريخها.
الأمل الجديد ظهر مع إعلان برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ، عن إطلاق تكتل لتطوير صناعة العسل الأسود يستهدف تطوير 200 عصارة للعسل بمراكز نجع حمادى، فرشوط، أبو تشت، يتضمن تطوير الصناعة و تحديث آلاتها و معداتها بما يسهم فى تحسين جودة المنتج النهائى.
تكتل صناعة العسل الأسود، الذى يتم برعاية حكومية، يسعى إلى خطة طموحة بجانب ما يقدم من منتج جيد و صحى للمواطنين ، بطموحات أعلى من أحلام المجتمع المحلى ، فالتصدير للخارج و إعداد خطة للمنافسة في الاسواق الخارجية بمنتجات صغار المصنعين .
العسل الأسود ، وجبة شعبية تزين موائد الطعام فى الفطار و العشاء ، بمنازل الأغنياء والفقراء ، كونها تصنع محلياً وسط منازلهم و أمام أعينهم ، بمراحل تصنيع مازالت تحتفظ بطابعها القديم، إلا تعديلات بسيطة ، لضمان صحة وجودة المنتج المقدم للمستهلك النهائى.
قال أحمد حجاج، صاحب عصارة عسل بنجع حمادى، مراحل انتاج العسل الأسود تبدأ بإحضار القصب من الزراعات المجاورة ، و تشوينه أمام العصارة، تمهيداً لاستخدامه بشكل يومى فى استخلاص العسل الأسود، والتى تبدأ بإدخال أعواد القصب إلى العصارة، ليخرج عصير قصب يصب فى أوعية فى غرفة أخرى مجاورة لماكينة العصر، بعد المرور بمراحل متنوعة.
و أوضح حجاج ، بعد تحويل القصب إلى عصير عن طريق ماكينة العصر، يتم تخزين العصير فى أوانى كبيرة محفورة بالأرض، وبعدها يتم غرفها إلى لأوانى كبيرة من النحاس والصاج يتم التسخين عليها لفترات طويلة حتى يستوى العسل ويصل إلى مرحلة معينة من النضج ، ليتم نقله بعد ذلك إلى أوانى أخرى ومنها يتم تعبئته فى بلاص فخار أو صفائح معدنية.
وأضاف حجاج، بعدها يتم الاتفاق مع التجار، لبيع الكميات المنتجة بالكامل أو التعاقد على كميات معينة، كل هذه المراحل و التعاقدات لم يطرأ عليها تغيير منذ أن عملنا فى صناعة العسل ، و هو ما يجعلها صناعة غير متطورة رغم أهميتها.
و قال محمد عبدالرازق"صاحب عصارة" ، العسل الأسود من أهم الصناعات المحلية بمنطقة جنوب الصعيد عامة ومدينة نجع حمادى خاصة، كونها تستوعب عمالة كثيفة ، لكنها باتت مهددة بالاندثار، لارتفاع تكلفة محصول القصب و العمالة الكثيفة التى تعتمد عليها الصناعة.
و أضاف عبدالرازق ، بجانب الوقود الذى تزداد أسعاره يوماً بعد آخر، و تحول مكسبها الحقيقي للتجار الذين يبيعون المنتج بشكله النهائى، و نأمل أن تكون مبادرة المحافظة حقيقية لإدخال تطوير حقيقى على الصناعة يعود علينا و على صناعتها العريقة بالخير والفائدة.
فيما قال المهندس نبيل الطيبى ، السكرتير العام لمحافظة قنا ، إن تكتل صناعة العسل الأسود يعتبر واحداً من أهم التكتلات التي يستهدفها برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ، وتسعى المحافظة من خلاله لتطوير 200 عصارة عسل ب مراكز" نجع حمادى، فرشوط، أبو تشت"، نظراً لأنتطوير صناعه العسل الأسود وتحديث الآلات والمعدات الخاصة بها ، سوف يساهم فى تحسين جودة المنتج النهائى بما يسمح بإمكانية تصديره للخارج ، وإعداد خطة للمنافسة فى الأسواق الخارجية بمنتجات صغار المصنعين، بجانب فرص عمل لأهالى المناطق التى توجد بها العصارات.
وأضاف الدكتور علاء شاكر، مدير وحدة تنفيذ برنامج التنمية المحلية بـ قنا ، بأنه تم تشكيل لجنة تسيير التراخيص بعد دراسة مستفيضة لكافة الجوانب المتعلقة بإحتياجات قطاع العسل الأسود، وتبين أن أهم التحديات التى يعانى منها القطاع هو عدم تبعيته للقطاع الرسمى مما يعوق حصول العاملين به على بعض الخدمات والميزات كالحصول على التمويل والدعم الفنى وتسويق المنتج بشكل رسمى، لافتاً إلى أن اللجنة تهدف إلى تقديم الدعم الفنى والإدارى لعصارات العسل الأسود الراغبة في التحويل من القطاع غير الرسمى إلى القطاع الرسمى.