الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة جديدة تضرب أمريكا.. الصين لم تلتزم بشراء سلع بـ 200 مليار دولار

الصين وأمريكا والحرب
الصين وأمريكا والحرب التجارية

انجرفت أنظار العالم إلى المنافسة الملحمية التي بدأت تتكشف في بكين وواشنطن، والتي لا أحد يمكنه أن يخمن من سيخرج منها منتصرا، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.


وقالت الصحف إن لا أحد يتحدث عن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، بل الحديث عن الحرب التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين، والمستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات. 


في عام 2018 ، أطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الضربات الأولى لها،  من خلال فرض تعريفات جمركية على مختلف المنتجات الصينية. 
وردت الصين بفرض رسوم جمركية على المنتجات الأمريكية، لتستمر الحرب في التصعيد ، حيث قام كل جانب بجعل تعريفاتهم أعلى وأكثر توسعية.

بعد ذلك في يناير 2020 ، التقى  ترامب مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني "ليو هي" في البيت الأبيض ، ووقع كلاهما على اتفاق التجارة "المرحلة الأولى"، الذي اعتبر أساسًا لهدنة تجارية.

حال الإتفاق  دون تصعيد الحرب أكثر ، وقدم خارطة طريق للقوتين العالميتين لتصبحا رفيقتين تجاريتين مرة أخرى.
وحول ذلك قال تشاد باون الخبير في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي " إنه منذ البداية، كان الاتفاق التجاري في المرحلة الأولى غريبة جدًا".

قال باون: "الجزء الأكثر غرابة كان في بند يطلب من الصين شراء 200 مليار دولار إضافية من السلع الأمريكية الصنع. وهذا يعني أنه لم يكن على الصين فقط أن تعود إلى شراء كمية السلع التي كانت قد اشترتها قبل الحرب التجارية ، بل أن عليها أن تتخطى ذلك الحد، ب 200 مليار دولار  أخرى فوق ماةسبق وابتاعته من أمريكا .. وكان عليها أن تفعل ذلك في غضون عامين ؛ بحلول نهاية عام 2021".
وفي الوقت الحالي في 2022، انتهى الموعد النهائي المضروب للصين لشراء السلع الأمريكية الصنع، وهو ما يضع الإدارة الأمريكية في مأزق متجدد مع الصين.


وذكر باون أنه مع قدوم الرئيس الحالي جو بايدن لم  تشتري الصين أيًا من الصادرات الإضافية البالغة 200 مليار دولار التي وعدت بها في الاتفاقية.

وأضاف باون، بأن الواقع أسوأ من ذلك، حيث  كثفت الصين مشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية ، دون  شراء المنتجات والخدمات الأمريكية بشكل عام ، و لم تعد حتى الآن لشراء كمية المنتجات التي كانت تشتريها من أمريكا قبل بدء الحرب التجارية.

وتابع  باون "منذ البداية ، كان من الواضح تمامًا أن صفقة ترامب التجارية للمرحلة الأولى كانت غير واقعية".
ويرى الخبير أن الحرب التجارية التي شنها ترامب  تسببت بالفعل في الكثير من الضرر للعلاقات التجارية بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك ، ظلت التعريفات الجمركية المرتفعة بشكل كبير على كل جانب (ولا تزال) سارية المفعول. 


وأوضح باون بأن المرحلة الأولى لم  توقف الصين، بل فقط حدت من قدرتهم لفترة لن تطول، كما لا يزال متوسط التعريفة الجمركية على السلع المتأثرة حوالي 20٪ على كل جانب.
وحول ذلك، أوضحت إدارة بايدن أنها ليست سعيدة بفشل بكين في شراء السلع الأمريكية الصنع التي وعدوا بشرائها في صفقة المرحلة الأولى.

كما قال مسؤول أمريكي مجهول لرويترز : "لأننا ورثنا هذه الصفقة ، قمنا بإشراك (جمهورية الصين الشعبية) في أوجه القصور في التزامات الشراء ، للقتال من أجل المزارعين ومربي الماشية والمصنعين الأمريكيين ، ومنح الصين الفرصة لمتابعة طلبات الشراء، لكن حذر المسؤول بأن "صبر أمريكا ينفد"، حاثا الصين على اتخاذ "إجراءات ملموسة" للوفاء بوعدها.

واصل الرئيس بايدن ، في الغالب الأعم ، سياسة ترامب التجارية تجاه الصين، هذا على الرغم من الأدلة المتزايدة التي تقول أن هذه السياسة قد أضرت بالاقتصاد الأمريكي ، بينما لم تفعل الكثير أيضًا لإلحاق الضرر بالاقتصاد الصيني أو تغيير سلوكه.


في عام 2021 ، أعلنت الصين عن تحقيق فائض تجاري قياسي، أي أنها باعت للعالم الكثير مما اشترته منه، وهو ما خلص إليه باون من أن الحرب التجارية أثبتت أنها أقل فعالية مما اعتقدته إدارة ترامب ، وأن الولايات المتحدة لديها نفوذ محدود، لأنه "في النهاية، قد تبيع الصين أشياء أقل للولايات المتحدة، لكن أمريكا البالغ عدد سكانها  330 مليون نسمة، لا يقارن بالعالم الذي يبلغ عدد سكانه 7 مليارات إنسان".