هل فكرت يوماَ وأنت من الموظفين أو العمال الذين يتقاضىون راتباً شهرياً ثابتاً أن تصبح من الأثرياء، تصبح هذه الفكرة ممكنة فقط إذا واكبت العصر وأعطيت لنفسك فرصة لاستخدام العملات الرقمية التي باتت حديث العالم في السنوات الأخيرة؟...
كلمة السر وراء الثراء الفاحش هو الثقة في العملات الرقمية، وتعد البيتكوين هي الأغلى في العالم ويتزايد سعرها باستمرار وأصبح سوق العرض والطلب يقع دائما في صالحها لأنها لا تقع في يد أي سلطة مركزية سواء بنوك أو حكومات أو غيرها.
وتعد العملات الافتراضية الأكثر حيرة للمستثمرين في العالم، فلا يعلم أحد حتى الآن السبب في قيمتها العظيمة، فيفترض أن يتحلى من يشتري هذه العملات الافتراضية الرقمية cryptocurrency بالصبر والذكاء الكافي لشرائها وبيعها في الوقت المناسب ليحصل على المكسب الذي يجعله غنياً.
وكما هو الحال خسر بعض من الأشخاص أموالهم في هذا العالم الإلكتروني الافتراضي، الذي لا توجد رقابة عليه من البنوك أو من الحكومة، بينما تهافت آخرون على الشراء، لكن على الرغم من الاضطرابات التي لابد أن تحدث مثل أي شيء في العالم فقد غيرت العملات الرقمية المشفرة cryptocurrency حياة العديد في أنحاء العالم.
نستعرض 4 قصص لأشخاص حقيقيين يوضجون على لسانهم كيف حولت هذه العملة حياتهم.
راشيل سيجل: من معلمة إلى مليونيرة
تبلغ من العمر حاليا 29 عاما؛ كانت تعمل مدرسًا بديلاً في مدرسة عامة حكومية بمدينة نيويورك، وروت راشيل سيجل أنها كانت تسكن في شقة مظلمة تقع في الجانب الشرقي السفلي حيث تواجه كل نافذة جدارًا من الطوب.
أما الآن فالمثير للدهشة أنها تعيش في منزل جديد اشترته في منطقة البحر الكاريبي يطل على البحر وتستطيع أن ترى شروق الشمس وغروبها من شرفة المنزل، وحكت سيجل لحوارها مع جريدة The Post أن قصتها بدأت في عام 2017 بعد أن دعتها صديقتها لتحضر معها مؤتمر يناقش فكرة العملات الرقمية المشفرة cryptocurrency، وأوضحت أنها المرة الأولى في حياتها تجد أشخاص بهذا التحمس والدراية الكاملة تجاه شيء، ما شجعها أن هذه الرغبة والشغف كله في هذه الأشخاص الذين يتحدثون عن العملات الرقمية لن يجعلهم يخسرون ما يملكونه من أموال.
وقررت راشيل عندها أنها يجب أن تبدأ خطوة الاستثمار في العملة الرقمية؛ وبالفعل وضعت كل ما تبقى من راتبها في هذا المشروع المربح، الذي كان يبلغ نحو 25 دولار فقط في الأسبوع، ولم توضح المبلغ الذي ربحته بالضبط، لكنها قالت إنه كان أكثر بكثير من المال الذي كانت تملكه ومع ذلك لم يكف لتغيير عاداتها الإنفاقية والشرائية.
فلم تستطع أن تشتري سيارات فاخرة أو ساعات ماركة رولكس، لكنها استطاعت أن تمتلك منزلاً خاصاً بها على العكس في السنوات الماضية عندما كانت تنظر إلى أسعار المنازل وتشعر بأنه أمر مستحيل، ما يوضح أنها حصلت على أموال كثيرة بقدر كافي، كما تمكنت من السفر إلى رحلة تمنتها طوال حياتها إلى دبي، من الدرجة الأولى على طائرات الإمارات.
كما تركت عملها كمدرس بديل في مدرسة عامة وتخلت عن قيود المرتب الشهري، لأن هناك فرص أفضل بكثير في عالم العملات الرقمية، وتعمل حاليا كملهمة “influencer” ومؤثرة تشرح للناس ما هي العملات الرقمية المشفرة، وكيفية عملها وإنشاء حساب بها تحت إسم @CryptoFinally.
وأضافت سيجل أن حبها للعملة الرقمية أنها تنفع لأي شخص "عادي" في العالم؛ فكانت سيجل معملة لا تملك أي خبرة فنية أو المال اللازم لكنها جنت ملايين الدولارات في هذا المجال عن طريق الاقتناع بالعملات الرقمية ثم التعلم كيف تكسب السوق. وتؤمن بأن هذا الطريق مفتوح لأي شخص يسلك نفس النهج الذي وضحته.
كين إليس: من عامل بمجال التكنولوجيا في سن المراهقة إلى مالك لمازيراتي
لم يكمل كين إليس المراهق تعليمه في المدرسة الثانوية حيث تركها في عام 2011 وتوجه إلى العمل كعامل بمجال تكنولوجيا المعلومات خاصة تعدين العملات المشفرة cryptocurrency، وذكر أنه في البداية أعد جهاز كمبيوتر خاص به ليساعده في تعدين العملات، وربح حوالي أربع عملات بيتكوين فقط في اليوم، ثم بلغت قيمتها حوالي 8 دولارات.
كما أضاف أنه لم يكن في نيته الاستثمار بل فقط لم يسرح بخياله أكثر من أن يوفر الكمبيوتر الخاص به مرتب شهري، وظل إليس يستخدم العملات ويبيعها من أجل لقمة العيش في عمر الـ 18، وبعد مرور 6 أشهر انتبه أنه يمكن أن يضمن مستقبله بعد ذلك باستخدام العملات الرقمية.
فتذكر إليس قديما أنه كان يصرف 4 عملات من البيتكوين من أجل وجبة في ماكدونالدز، بينما إذا كان صبياً قليلاً لكانت قيمتها الآن حوالي ١٥٠ ألف دولار تقريبا، وأوضح إليس 29 عامًا، أنه رغم أنه أصبح صاحب CarSwap، وهو سوق عبر الإنترنت لمشتري السيارات وبائعيها، فهو يحتفظ بمعظم أمواله في العملات المشفرة الرقمية Cryptocurrency.
وقال إنه العملات الرقمية هي الشيء الوحيد الذي جعله يعيش الحياة التي يحلم بها، فقد جعلته من عامل إلى رجل أعمال يمتلك البيزنس الخاص به، واستطاع إليس أن يشتري بأرباح العملات الرقمية السيارة الأغلى في العالم مازيراتى جران توريزمو في عمر الـ ٢٤ عاما.
واختتم الشاب حواره بنصيحة للمستثمرين ألا يتخلوا عن البيتكوين بسهولة مقابل مكاسب لحظية، بل يتمسكوا بها لفترات طويلة من أجل الاستثمار طويل المدى، وقد تكون المدة سنتين أو ٥ أو ١٠ أو ربما أكثر من ذلك.
تيرانس ليونارد: من شاب خريج الأكاديمية البحرية إلى امتلاك مفاتيح منزل الأحلام
بدأ تيرانس ليونارد تجربته في العملات المشفرة cryptocurrency لأول مرة في عام 2013 أثناء عمله كمهندس برمجيات وللأسف لم تسر الأمور على ما يرام، وعرف الشاب نفسه لصحيفة The Post أنه يبلغ من العمر 32 عاما وتخرج من الأكاديمية البحرية.
وذكر أنه يعشق الاطلاع والمذاكرة لذلك كان عالم العملات الرقمية شيئًا مثيرًا للاهتمام بالنسبة له، لكنها كانت صعبة جدا في ذلك الوقت ولم تتوفر المعلومات، ما يقلق بشأن أفقد كل أمواله دفعة واحدة مما أدى إلى تراجع ليونارد وانسحابه حتى عام ٢٠١٩.
وبالصدفة شرح صديق له كل متطلبات السوق بالنسبة للعملات المشفرة cryptocurrency على الغذاء ما دفع تحمس صديقه ليوناردو إلى العودة بشراء ٢٠٠٠ دولار مرة أخرى، ثم بعدها استثمر عشرات الآلاف من الدولارات في العملات الرقمية مثل إيثيريوم و Unibright حتى بلغ مكسبه إلى مليون دولار.
وقال ليونارد إن بمكسب العملات الرقمية تمكن من أن يشتري منزلا كبيرا بالعاصمة واشنطن مكون من 4 غرف نوم، يتميز بمساحة فناء إضافية لكلبه رومان، كما أنه يخطط للتقاعد من العمل بدوام كامل هذا العام، فلم يتخيل يوما أنه كان بإمكانه تحقيق ثروة من الكمبيوتر الذي يملكه ويعمل به طوال الوقت.
ليا طومسون: من عاملة بمجال التكنولوجيا إلى مؤثرة وملهمة influencer في عالم العملات المشفرة الرقمية Cryptocurrency
سمعت ليا طومسون لأول مرة عن العملة المشفرة cryptocurrency عندما زارت صديقًا يقوم بتعدين العملة الرقمية، وكانت تندهش من كل أجهزة الكمبيوتر التي يستخدمها في التعدين.
ظلت طومسون على هذا الحال حتى عام 2017 عندما دخلت عالم blockchain، فعلى الرغم من أنها كانت تعمل في مجال المبيعات في صناعة التكنولوجيا، إلا أنها لم تشعر أبدًا أنها تكسب ما يكفي من المال ، لذلك عملت في بعض الأعمال الجانبية.
وبدأت في مقابلة أشخاص كانوا يعملون في مجال العملات الرقمية، ورأت بعينها حماستهم للإمكانيات التي ألهمتنها مؤخراً، وذكرت طومسون أنها استأنفت الاستثمار بـ 500 إلى 1000 دولار شهريًا في البيتكوين والإيثريوم ، وبنيت ثروتها تدريجيًا، وما يقرب من 200 ألف متابع على وسائل التواصل الاجتماعي.
بينما رفضت تحديد قيمة ما تملكه من الثروة الرقمية اليوم ، لكن جدير بالذكر أن قيمة البيتكوين تضاعفت 4 مرات منذ أن استحوذت على معظم ممتلكاتها، وبالطبع تركت طومسون وظيفتها في التكنولوجيا لتصبح من أهم صانعي المحتوى في مجال العملة الرقمية المشفرة cryptocurrency، تحت اسم Gone Girl Crypto، حيث تقوم الآن بإخراج مقاطع فيديو "تعليمية للترفيه" حول العملات الرقمية المشفرة و blockchain.
وأوضحت طومسون أن لا شيء بدل حياتها من حال إلى حال مثلما فعلت العملة الرقمية معها، يكفي أنها تستطيع إنفاق ما تريد على أشياء فارهة مثل جلسات المساج التي تتلقاها بشكل أسبوعي.