هل يجوز الاغتسال بماء البحر المالح ؟.. سؤال يتردد في ذهن الكثير من المسلمين خاصة فيمن يقطن على مقربة من البحار أو لا يجد أمامه سوى الماء المالح لقضاء حوائجه، حيث يتساءل هل يجوز الاغتسال بماء البحر المالح؟
وفيما يلي نستعرض رأي الفقهاء فيما يتعلق بسؤال هل يجوز الاغتسال بماء البحر المالح؟

هل يجوز الاغتسال بماء البحر المالح؟
الغُسْل من الجنابة فرض؛ مِن سُنَّة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يفعله بطريقة معينة ينبغي لنا أن نتعلَّمها، وهى كما روى مسلم عَنْ عائشة "رضى الله عنها"، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ".
الترتيب النبوي لعملية الغُسل من الجنابة هو : فأولًا غسل اليدين، ثم ثانيًا غسل الفرج، ثم ثالثًا الوضوء دون غسل الرجلين، ثم رابعًا إدخال الماء بالأصابع في أصول الشعر، ثم خامسًا صبُّ ثلاث غُرَفٍ من الماء على الرأس، ثم سادسًا صبُّ الماء على الجسد كله.
ويُفَضَّل في غسل الجسد أن يغسل الجانب الأيمن أولًا ثم يتبعه بالأيسر؛ وذلك لما رواه البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: "كُنَّا إِذَا أَصَابَتْ إِحْدَانَا جَنَابَةٌ، أَخَذَتْ بِيَدَيْهَا ثَلاَثًا فَوْقَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ بِيَدِهَا عَلَى شِقِّهَا الأَيْمَنِ، وَبِيَدِهَا الأُخْرَى عَلَى شِقِّهَا الأَيْسَرِ". ثم سابعًا وأخيرًا غسل الرجلين.
وقال صلى الله عليه وسلم: «تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِينَ بِهَا» فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ: تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ» رواه مسلم، و«الفرصة الممسكة» أي قطعة من القطن أو الصوف مطيبة بالمسك، وتكون بعد الغسل والحكمة من استعمالها: تطييب المحل، ودفع الرائحة الكريهة.
ويقول الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في بيانه حكم استعمال ماء البحر في الاستحمام والاغتسال والوضوء، أنه يجوز الوضوء بماء البحر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "هو الطهور ماؤه الحِل مييته" والمقصود بميتته هو السمك اي أكله حلال.
وأضاف خلال اجابته عن سؤال شخص يقول : أقضي معظم وقتي على البحر فهل يجوز لي أن أتوضأ بمياه البحر؟ .قائلا : توضأ ولا شيء عليك.
وأوضح أن من يريد أن يتوضأ بماء البحر فيجوز ذلك لأنه ماء مالح، ولأن مياه البحر لا حدود لاستعمالها، لافتاً خلال أحد الدروس الدينية فى إجابته عن سؤال: «أقضى أغلب يومى أمام البحر فهل يجوز التوضؤ من ماء البحر؟» إلى أنه قد جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "يا رسول الله، إنَّا نركَبُ البحر ونحمل معنا القليلَ من الماء، فإن توضأنا به عطِشنا أفنتوضَّأ به؟" - وفي لفظ أبي داود: (بماء البحر) - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته)، فأفاد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن ماء البحر طاهر مطهِّر، وأن ميتة البحر حلال، فلا تحتاج حيواناته التي لا تعيش إلا فيه إلى ذبح وتذكية، فيجوز التوضؤ من ماء البحر.
كما أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يجوز الوضوء بماء البحر المالح.
واستشهد «عويضة» خلال بث مباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها على «فيس بوك»، بما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنْ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ، بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ».
هل يجوز الاغتسال بماء البحر المالح؟
في حين يقول السيد عرفة عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى إن المرأة لايجوز لها نزول البحر أمام الرجال الأغراب وربنا جعل كرامة المرأة من كرامة الزوج.
وأوضح عرفة خلال إجابته على سؤال " هل يشترط للرجل شورت طويل"، أن عورة الرجل بين السرة والركبة، وهناك تي شيرت البحر للرجال، وهناك أيضا شواطي عائلية.
ونوه بأن حال رفع الآذان يجوز الوضوء من ماء البحر حال عدم وجود ماء.
وقد قسم العلماء العورة إلى مغلظة ومخففة وورد في الموسوعة الفقهية في بيان ذلك: لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي حُرْمَةِ النَّظَرِ إِلَى الْعَوْرَةِ، وَوُجُوبِ سَتْرِهَا فِي الصَّلاَةِ وَخَارِجِهَا.وَلَكِنَّ الْحَنَفِيَّةَ وَالْمَالِكِيَّةَ قَسَّمُوهَا فِي الصَّلاَةِ، وَالنَّظَرِ إِلَيْهَا إِلَى: مُغَلَّظَةٍ وَمُخَفَّفَةٍ. فَالْمُغَلَّظَةُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ هِيَ السَّوْأَتَانِ، وَهُمَا الْقُبُل، وَالدُّبُرُ، بِالنِّسْبَةِ لِلرَّجُل وَالْمَرْأَةِ عَلَى السَّوَاءِ.
وَقَال الْمَالِكِيَّةُ: إِنَّ الْعَوْرَةَ الْمُغَلَّظَةَ تَخْتَلِفُ بِاخْتِلاَفِ النَّوْعِ، فَعَوْرَةُ الرَّجُل الْمُغَلَّظَةِ هِيَ السَّوْأَتَانِ فِي الصَّلاَةِ، أَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَا عَدَا صَدْرَهَا وَأَطْرَافَهَا، وَهِيَ الذِّرَاعَانِ وَالرِّجْلاَنِ وَالْعُنُقُ. وَعِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ إِذَا صَلَّى مَكْشُوفَ الْعَوْرَةِ الْمُغَلَّظَةِ فَإِنَّهُ يُعِيدُ الصَّلاَةَ فِي الْوَقْتِ وَبَعْدَ الْوَقْتِ. وَلَمْ يَرِدْ فِي كُتُبِ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ هَذَا التَّقْسِيمُ لِلْعَوْرَةِ، وَكُل مَا جَاءَ فِيهَا أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَا يَسْتُرُ بِهِ الْعَوْرَةَ كُلَّهَا يُقَدِّمُ السَّوْأَتَيْنِ.
وأما حدود العورة في الصلاة، فالسوأتان عورة إجماعا، وفيما بين السرة والركبة من الرجل خلاف والجمهور على أن ما بين السرة والركبة عورة لأحاديث وردت في ذلك ينتهض مجموعها لتقوم به الحجة، وزاد الحنابلة وجوب ستر أحد العاتقين في الفرض.وأما المرأة فجميع بدنها عورة في الصلاة إلا الوجه فإنه لا خلاف في جواز كشفه في الصلاة، وفي الكفين خلاف، ومذهب الجمهور جواز كشفهما خلافا للمشهور عند الحنابلة، وفي القدمين خلاف، ومذهب الجمهور عدم جواز كشفهما خلافا لأبي حنيفة ومن وافقه.
اقرأ أيضا
حكم التيمم لـ الجُنب في البرد الشديد .. الإفتاء تجيب
ما هي طريقة الاغتسال الصحيحة ؟ .. مستشار المفتي يجيب
هل يصح الاغتسال بماء البحر؟
قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن مياه البحر لا حدود لاستعمالها، فقد جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "يا رسول الله، إنَّا نركَبُ البحر ونحمل معنا القليلَ من الماء، فإن توضأنا به عطِشنا أفنتوضَّأ به؟" - وفي لفظ أبي داود: (بماء البحر) - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته)، فأفاد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن ماء البحر طاهر مطهِّر، وأن ميتة البحر حلال، فلا تحتاج حيواناته التي لا تعيش إلا فيه إلى ذبح وتذكية.
وأضاف "ممدوح" خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» فى إجابته على سؤال « ما حكم استخدام ماء البحر فى الوضوء؟ »، أن ماء البحر نظيف ولا شيء به فيجوز التطهر به فهو ليس درجة ثانية من المياه.
وأشار إلى أن المياه التى يجوز التطهير بها سبع مياه جمعوها فى جملة واحدة وهى " كل ما نزل من السماء أو نبع من الأرض فهو طاهر" فكل ما نزل من السماء وهو ماء البرد والمطر والثلج أو نبع من الأرض وهو ماء النهر والبحر والبئر والعين، فهذا ماء طهور يجوز استعماله ولا بأس به.
ويقول الدكتور إسماعيل شاهين، أستاذ الشريعة ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، إنه يجوز الوضوء والتطهر بماء البحر ما لم يتغير لونه أو رائحته أو طعمه، منوهًا بأنه إذا وجد ماء عذب فيكون الأولى استخدامه.
واستشهد شاهين لـ«صدى البلد»، بما راه أبو هريرة يقول: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنا نركبُ البحر ونحملُ معنا القليل من الماء، فإنْ توضَّأنا به عطِشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هو الطهور ماؤه، الحل ميتته».
وأوضح أستاذ الشريعة، أن الحديث السابق، واضحُ الدلالة في جواز الوضوء بماء البحر، مؤكدًا أنه أجمع العلماء وجماعةُ أئمةِ الفُتيا بالأمصار من الفقهاء أن البحرَ طهور ماؤه، وأن الوضوء جائز به.

طريقة الاغتسال الصحيحة
ما هي طريقة الاغتسال الصحيحة؟ .. سؤال ورد إلى مستشار مفتي الجمهورية الدكتور مجدي عاشور من خلال برنامج دقيقة فقهية المذاع عبر أثير إذاعة القرآن الكريم.
وقال الدكتور مجدي عاشور في إجابته على السائل: “المختار للفتوى أن الغُسْل يتحقق بالنية وتعميم جميع البدن والشعر بالماء، وهناك طريقة الكمال تحصل بذلك أيضًا مع مراعاة سنن الغسل وآدابه”.
واستدل بما جاء في «الصحيحين» عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ: ((كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعرِ. حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ -الحفنة ملء اليد-، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ)). وفي رواية : ((ثم يخلل بيديه شعرَه حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات)).
حكم تأخير الاغتسال من الجنابة
قال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز تأخير الاغتسال سواء كانت الجنابة من الليل أو كانت الجنابة من النهار.
وأضاف "الورداني" عبر فيديو البث المباشر على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، أن الواجب أن يُبادر الإنسان بالغسل في الوقت، حتى يؤدي الرجل الصلاة في الوقت وفي الجماعة مع إخوانه.
أرسل شخص سؤال الى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق يقول فيه : " ما حكم من يجامع امرأته من الخارج.. فهل عليها أن تغتسل؟" .
رد جمعة قائلاً: غسل الجنابة عليك أيها الزوج ، أما الزوجة لا تغتسل أما لو أنزلت أثناء الجماع فعليها الغسل أيضا .
هل يجوز الصيام بدون اغتسال من الجنابة
الاستيقاظ على جنابة لا يفسد الصوم بل يكون صحيحا، ولكن ينبغي المسارعة بالغسل حتى يتسنى للمسلم الصلاة في أوقاتها دون تأخير.
وذهب جمهور الفقهاء إلى أن تأخير الغسل من الجنابة أو الحيض إلى بعد طلوع الفجر لا يبطل الصوم، لما روي عن عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، وَيَصُومُ" أخرجه البخاري في "صحيحه".
فبناءً على ذلك فالجنابة لا تفسد الصوم، ولكن على المسلم أن يبادر إلى الاغتسال حتى يصلي الصلوات المفروضة ولا يؤخرها عن وقتها المشروع لكل صلاة.