الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب يثير الجدل مجددا.. ما علاقة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بغزو أوكرانيا؟

الرئيس الأمريكي الأسبق
الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب

تتفاقم يوما بعد يوم الأزمة على الحدود الأوكرانية بين روسيا من جانب وأوكرانيا ودول حلف الناتو والولايات المتحدة من جانب أخر، وسط توقعات كبيرة من جانب الدول الأوربية بغزو روسي للأراضي الأوكرانية، رغم النفي المتكرر من موسكو لهذا الأمر.

ودخل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على خط الأزمة، بتصريحات مثيرة بإشارته إلى أن الانسحاب الأمريكي الأخير من أفغانستان هو ما جعل روسيا تقدم على غزو أوكرانيا ويكون لديها الجرأه لفعل ذلك الهجوم.

وقال ترامب، أمس السبت، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تشجع على غزو أوكرانيا، بعدما لاحظ الانسحاب الأميركي "الواهن" من أفغانستان العام الماضي.

وأضاف أن الولايات المتحدة ما كانت لتكون بهذا الضعف في أزمة أوكرانيا، لو كان هو في البيت الأبيض.

يوجه ترامب عمليا في كلامه سهام الانتقاد إلى الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي هزمه في انتخابات عام 2020.

واعتبر ترامب أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، الذي قاده بايدن، كان "صادما"، وما كانت يجب أن يحدث.

وألقي ترامب باللوم على إدارة بايدن في أزمة أوكرانيا، وربط ذلك بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان في أغسطس 2021، وقال إن كلا من روسيا والصين كانتا تراقبان الوضع في أفغانستان عن كثب.

وأردف: "كيف وصلنا إلى هنا (تهديد روسيا بغزو أوكرانيا) هو نتيجة ما شاهدوه في أفغانستان، لقد شاهدوا أسوأ انسحاب واهن في تاريخ أي جيش على الأرجح".

وقال الرئيس الأميركي السابق، إن قادة الصين وروسيا صاروا أكثر طموحا بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وتابع: "اعتقد أن بوتين كان يريد التفاوض حقا لفترة من الوقت، لكن بعدما شاهد الانسحاب السيء إلى حد لا يصدق في أفغانستان، حيث أخرجوا الجيش أولا وتركوا ما يعادل من 85 مليار دولار من المعدات العسكرية لطالبان، أصبح أكثر جرأة".

ترشح ترامب مجددا للانتخابات

وفي هذا الصدد قالت نهله عبد المنعم، الخبيرة في الشأن الأفغاني، إن تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب لها شقين مختلفين، الأول يتعلق بشخصية الرئيس الأسبق ترامب، وتصريحاته بشأن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وعلاقتها بالغزو الروسي ترجع إلى رغبته في التقدم للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.

وأضافت عبد المنعم في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ترامب أعلن في تصريحات سابقة عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية مرة أخري.

وأشارت إلى أن تصريحات ترامب بخصوص أفغانستان تندرج تحت المنافسة السياسية والانتخابات الرئاسية القادمة، منوهة إلى أنه قال خلال هذه التصريحات أن الانسحاب الأمريكي في أفغانستان إذا كان تم في عهده كانت هناك شروط ستوضع وكان الانسحاب لن يكون مثل ما تم في عهد الرئيس الحالي جو بايدن.

ولفتت الخبيرة في الشأن الافغاني، إلأى أنه أثناء المفاوضات على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في عهد ترامب كانت هناك عدة شروط من قبل الولايات المتحدة لطالبان، وأهم هذه الشروط كان وقف إطلاق النار من جانب طالبان حتي تستمر المفاوضات، وهو الشرط الذي كانت ترفضه طالبان.

وأضافت أن الشروط في عهد ترامب كانت من الممكن ألا تنفذ أيضا من قبل طالبان سبب رفضها التام لوقف إطلاق النار، كما أن طالبان وأثناء فتره المفاوضات كانت تقوم بأعمال إرهابية عنيفة وهجمات مستمرة على الأراضي الأفغانية.

لا يوجد ربط واضح

وبالنسبة للشق الثاني من التعليقات المتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية، قالت عبد المنعم إنه يتعلق بالمصالح الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية المتعلقة بالأطراف المختلفة في هذه المنطقة.

وأضافت أنه إذا كان هناك ربط بين الانسحاب الأمريكي في أفغانستان والغزو الروسي لأوكرانيا، فهذه استراتيجية أمريكية بشكل عام، بمعني أن الولايات المتحدة تريدبأن تقلص قواتها في الحروب الخارجية وذلك للتركيز على الصراعات الخاصة لحلف الناتو في المناطق المشتعلة مثل إقليم دونباس وبحر الصين الجنوبي.

وعن فكرة الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب الانسحاب الأمريكي الضعيف من أفغانستان، أوضحت أن روسيا في صراع بمنطقة شبه جزيرة القرم ودونباس منذ سنوات، وحلف الناتو هو الذي لجأ إلى نشر قواته في هذه المنطقة بالبداية، وموسكو تخشي على مصالحها الحيوية فقط لا غير، ولكن ليس هناك ربط واضح بين الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والغزو الروسي لأوكرانيا.