الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم يخطب ود روسيا ..هل تتراجع موسكو عن غزو شرق أوكرانيا |تقرير

الحشد على الحدود
الحشد على الحدود الأوكرانية

شهدت الساعات الماضية جهود دولية حسيسة وتحركات واسعة قام بها عدد كبير من زعماء العالم لوقف هجوم روسي محتمل على الأراضي الأوكرانية.

العالم يخط ود الدب الروسي

وتشير كل التقارير الواردة من المنطقة الحدودية الفاصلة بين روسيا وأوكرانيا إلى هجوم روسي محتمل على منطقة شرق أوكرانيا وذلك على خلفية النزاع قائم بين البلدين.

وحذرت مجموعة كبيرة من دول العالم رعاياها من السفر لأوكرانيا، كما طالبت بعض الدول رعاياها بالمغادرة الفورية للأراضي الأوكرانية مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول.

وفي التقرير التالي نستعرض أبرز الجهود التي قام بها عدد من رؤساء العالم لخفض التوتر بين روسيا وأوكرانيا في مساعي دولية متعددة لوقف شن روسيا هجوما محتملا على الأراضي الأوكرانية.

وتحدث الرئيسان، الأمريكي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، اليوم السبت، خلال مكالمة هاتفية، عن تصاعد مخاوف الغرب من الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، وفق ما ذكرت "سي إن إن".

وبدأت المحادثة في الساعة 11:04 صباحًا بالتوقيت الشرقي للويات المتحدة، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض.

وتأتي المكالمة بين الزعيمين بعد ساعات من قيام الولايات المتحدة بسحب بعض قواتها من أوكرانيا وأمرت بإجلاء معظم موظفي سفارتها اليوم السبت مع تصاعد المخاوف من حدوث غزو روسي للبلاد في الأيام القليلة المقبلة.

وقالت سي إن إن الإخبارية، إن هذه التحركات علامة أخرى على أن الولايات المتحدة تخشى أن يأمر بوتين بغزو في أي وقت، بعد يوم واحد فقط من تحذير مستشار الأمن القومي لبايدن، للأمريكيين في أوكرانيا، من ضرورة المغادرة وأن العمل العسكري يمكن أن يبدأ بقصف جوي قد يقتل مدنيين.

واتهمت وزارة الخارجية الروسية الدول الغربية والصحافة بنشر "حملة تضليل واسعة النطاق" حول غزو روسي وشيك لأوكرانيا "من أجل صرف الانتباه عن أفعالهم العدوانية.".

وأردفت سي إن إن: "في نهاية عام 2021 وبداية عام 2022، واجه الفضاء المعلوماتي العالمي حملة إعلامية غير مسبوقة في نطاقها وتعقيدها، بغرض  إقناع المجتمع الدولي بأن روسيا تستعد لغزو أراضي أوكرانيا".

بايدن يحذر من غزو روسي

وكانت آخر مرة تحدث فيها بوتين وبايدن عبر الهاتف أواخر العام الماضي.

وأيضا في 7 ديسمبر 2021، أجرى الزعيمان  مفاوضات عبر الفيديو كونفرنس.

وعُقد أول اجتماع مباشر بين بوتين وبايدن كرئيسين في جنيف في يونيو 2021.

كما أشرك الرئيس الروسي سلسلة من القادة الغربيين في محادثات، بدت حتى الآن غير مثمرة في نزع فتيل الأزمة.

تأتي مكالمات بوتين الهاتفية بعد عدة تحذيرات وجهها يوم أمس الجمعة مسؤولون أمريكيون وأوروبيون، أعربوا عن قلقهم على أمن أوروبا وسلامة مواطني أوكرانيا.

وقدرت الولايات المتحدة أن لدى روسيا أكثر من 100000 جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، وأنها أضافت الآلاف هذا الأسبوع، وفقًا لمسؤول في الإدارة.

وشارك بايدن،  في اجتماع افتراضي من البيت الأبيض يوم الجمعة مع قادة من كندا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا ورومانيا وحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي لبحث تصعيد التوترات.

وقال  مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، إنه على الرغم من أن بوتين لم يقرر ما إذا كان سيتصرف ، إلا أن هناك "احتمالًا واضحًا للغاية" يمكن لروسيا أن تنخرط بسرعة في عمل عسكري كبير.

وحذر سوليفان من أن هجومًا روسيًا على أوكرانيا قد يبدأ قريبًا ، بدءًا من القصف الجوي والهجمات الصاروخية. ونصح جميع الأمريكيين في أوكرانيا بمغادرة البلاد حفاظًا على سلامتهم في أسرع وقت ممكن.

التصعيد العسكري على الحدود

وقال "من الواضح أننا لا نستطيع التنبؤ بالمستقبل ، ولا نعرف بالضبط ما سيحدث، لكن الخطر الآن مرتفع بما فيه الكفاية والتهديد الآن فوري بما يكفي لدرجة أن هذا هو ما تتطلبه الحكمة".

إلى جانب الولايات المتحدة ، تدعو العديد من الدول الأخرى مواطنيها إلى مغادرة أوكرانيا على الفور أيضًا.

وسبق اليوم السبت، وأن جمع الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية بشأن الأزمة الأوكرانية، وكشفت الرئاسة الفرنسية، جزءاً محتواها.

وقال قصر الإليزيه، إن ماكرون حذّر بوتين، خلال المكالمة التي استمرت ساعة و40 دقيقة، من أن "حواراً صادقاً لا يتلاءم مع تصعيد عسكري" على الحدود الأوكرانية.

وأضافت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون وبوتين "أعربا عن رغبتهما في مواصلة الحوار" حول "سبل التقدم في تنفيذ اتفاق مينسك" المتعلق بشرق أوكرانيا و"شروط الأمن والاستقرار في أوروبا".

وتابعت أن الرئيس الفرنسي "نقل مخاوف شركائه الأوروبيين وحلفائه".

بدوره، أورد الكرملين في بيان أن الرئيس بوتين أبلغ ماكرون بأن اتهام الدول الغربية لروسيا بالتخطيط لغزو أوكرانيا هو بمثابة "تكهنات استفزازية".

وقالت الرئاسة الروسية، في بيانها، إن "فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون ناقشا الوضع المرتبط بالتكهنات الاستفزازية لجهة +اجتياح روسي+ مزعوم لأوكرانيا، والتي تترافق مع تزويد هذا البلد بأسلحة متطورة على نطاق واسع".

كان الرئيس الفرنسي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أجرى مباحثات مع بوتين في موسكو الاثنين خصصت للأزمة الأوكرانية. بعدها، توجه ماكرون إلى كييف.

مطالب متعددة بمغادرة أوكرانيا

وحذرت مجموعة كبيرة من دول العالم رعاياها من السفر لأوكرانيا كما طالبت بعض الدول رعاياها بالمغادرة الفورية للأراضي الأوكرانية مثلما فعلت بريطانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول.

وأثارت التصريحات الأميركية، ضمنها تلك التي أطلقها وزير الخارجية أنتوني بلينكن حول احتمال غزو روسا لأوكرانيا "في أي وقت"، بما في ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تجري حالياً في بكين، قلق الدول التي بدأت بدعوة رعايا إلى مغادرة كييف وتجنّب السفر إليها.

وفي هذا الإطار، قالت السفارة الأميركية في كييف السبت، إن وزارة الخارجية أمرت موظفيها غير الأساسيين بمغادرة أوكرانيا وسط تصاعد التوتر مع روسيا.

وذكرت السفارة على موقعها عبر "تويتر"، أنّه "على الرغم من خفض عدد الموظفين الديبلوماسيين، سيواصل الفريق الديبلوماسي الأساسي وزملاؤنا الأوكرانيون ووزارة الخارجية والموظفون الأميركيون في أنحاء العالم الجهود الديبلوماسية وجهود المساعدة الدؤوبة لدعم أمن وديمقراطية ورخاء أوكرانيا".

كما دعت سفارة السعودية في كييف "جميع المواطنين في أوكرانيا إلى التواصل معها لتسهيل مغادرتهم"، وأهابت بجميع المواطنين "تأجيل سفرهم إلى أوكرانيا حالياً".

من جهتها، أهابت سفارة الإمارات العربية المتحدة في كييف مواطنيها "تأجيل السفر حالياً إلى أوكرانيا"، كما دعت "جميع مواطني الدولة المتواجدين في البلاد للتواصل معها عبر خط الطوارئ على الرقم 0097180024".

وبدورها، دعت وزارة الخارجية #الكويتية السبت في بيان المواطنين المتواجدين في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد حفاظاً على سلامتهم.

كما دعت الوزارة المواطنين الراغبين في السفر إلى أوكرانيا تأجيل سفرهم في الوقت الراهن.

من جانبه، قال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي، السبت، إن المواطنين البريطانيين الذين يختارون البقاء في أوكرانيا عليهم ألا يتوقعوا أي إجلاء عسكري إذا اندلع صراع مع روسيا.

وأضاف "ينبغي على المواطنين البريطانيين مغادرة أوكرانيا على الفور بأي وسيلة ممكنة، وعليهم ألا يتوقعوا، مثلما حدث في الصيف في أفغانستان، أن يكون هناك احتمال لأي إجلاء عسكري".

حتى روسيا باشرت خفض وجودها الديبلوماسي في أوكرانيا، مؤكّدة السبت، أنها تخشى "استفزازات" من جانب السلطات الأوكرانية أو "بلد آخر" وسط تحذيرات متصاعدة من غزو روسي محتمل لجارتها.

تخفيض البعثات الدبلوماسية

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان "خوفاً من استفزازات محتملة من نظام كييف أو دول أخرى، قرّرنا بالفعل ترشيد الطواقم في بعثات روسية في أوكرانيا".

وفي سياق متّصل، حذّرت إسرائيل من السفر إلى أوكرانيا، وبدأت بإجلاء أسر الديبلوماسيين.

وإلى ذلك، طلب العراق من رعاياه مغادرة أوكرانيا وعدم السفر إليها.

من جهتها، أوصت وزارة الخارجية الألمانية السبت الرعايا الألمان الذين لا يعتبر وجودهم "الزامياً" بمغادرة أوكرانيا "على المدى القصير"، بسبب عدم استبعاد "وقوع نزاع عسكري".

وأوضحت الوزارة على موقعها الإلكتروني أن "التوتّر بين روسيا وأوكرانيا تفاقم في الأيام الأخيرة بسبب وجود وحدات عسكرية روسية كبيرة وتنقّلها قرب الحدود الأوكرانية"، منبّهة في توصياتها إلى المسافرين أنها "لا تستبعد وقوع نزاع عسكري".

إضافة إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إن "الأردن حثّ مواطنيه يوم السبت على مغادرة أوكرانيا في ضوء التطورات الحالية". كما دعا المواطنين إلى إرجاء أي خطّط لزيارة أوكرانيا.

كما أعلنت كلّ من وزارة الخارجية الهولندية والبلجيكية السبت أنهما تنصحان رعاياهما بمغادرة أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا في بيان إن "الوضع الأمني مُقلق أصلاً وازداد تدهوراً في الأيام الأخيرة".

وأضاف: "بالتشاور مع مختلف الحلفاء، أتّخذ الآن هذه الخطوة وأدعو جميع الهولنديين إلى مغادرة أوكرانيا".

وأشارت الوزارة إلى أن معظم موظّفي السفارة الهولندية في كييف سيغادرون أوكرانيا.

ونصحت بلجيكا أيضاً رعاياها الذين لا يعتبر تواجدهم في أوكرانيا "أساسياً جداً" بمغادرة البلاد.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية البلجيكية أنه "إذا ساءت الأوضاع، لن يكون مضموناً إجراء عمليات إجلاء من أوكرانيا. لذا يُنصح بمغادرة البلاد طالما الأمر ممكن".