الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زمن الهوأه النوأه

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

أسعدتنى دعوة لحضور تفاعلية عن الفن زمان والآن .. الحضور كانوا من الفنانين والاعلاميين والنقاد مما اثرى الاحتفالية وجعلها متميزة .

بدأت الفعالية بعرض مقتطفات من مشاهد من أفلام قديمة أبطالها جهابذة الفن حينذاك ولأجل طويل . وبعد العرض تبارى المشاركون فى إظهار آراءهم مابين ناقد ومشيد ، وعلى مدى نصف ساعة نستمع لمن يصفق للقديم ويعلى من شأنه وبأنه لن يتكرر ولن يأتى الزمان بمثله أبدا ، ويرد اخرون بأن القديم لم يكن مثاليا باحكام العصر الحالى وبأنه كان مثاليا منقوصا فى عصره.

واستشهد على ذلك بكثير من المشاهد الإغرائية وكلمات الاغانى الهابطة مثل : انا وحبيبى روحين فى زكيبة ، وأرخى الستاره اللى فى ريحنا احسن جارنا يفضحنا ، وحبيت حمار ماله بيا الجار. 

احتد الجانبان كل متمسك برأيه لتتدخل القائمة على الاحتفالية بذكاء ونعومة وتفض الاشتباك معلنة عن الفقرة التالية وهى مقتطفات من أفلام حديثة اختيرت بذكاء مبالغ فيه ولهدف لايعلمه الا يعقوب ونفسه ، فور انتهاء المشاهدة لم يعط الحضور فرصة للقائمين والمشاركين فى الاحتفالية بالتعقيب فقد علا صوتهم على بعض المشاهد والعبارات وحوقلوا واستغفروا وكأننا فى دار عبادة او اننا نطوف وقطع طوافنا كلب انقسم العلماء حول كونه نجسا ام طاهرا وعن مواضيع نجاسته وكيفية التطهر منه؛ وللمرة الثانية تتدخل الانثى بنعومتها وعبقريتها فتنهى الجدل والجدال وتعقب هى وتؤكد ان الاحتفالية تتحدث عن زمانين للفن قديما وحديثا ولذا فعلينا ان نتقبل مايعرض من اجل النقد الحر والوصول الى حل وتوصيات ايجابية . 

نفس المتحدثين الأول كانت اراءهم مشابهة لما قالوه مسبقا فقد انقسموا بين مشيد وناقد ليتركوا الساحة لمن يرون ان الفن سلاح ذو حدين فعلى قدر تأثيره الإيجابى على قدر مايمكن من تأثير سلبى له فالفن والافلام بعضا منها غير تشريعات قانونية كفيلم العظيم فريد شوقى كلمة شرف والذى شرع لخروج الجانى لمدة ٤٨ ساعة لحضور زفاف او اخذ عزاء المقربين وفيلم اريد حلا للرائعة فاتن حمامة والذى غير من قانون الاحوال الشخصية ، هو نفس الفن الذى اهان قيمة المدرس وقامته بعد عرض مسرحية شهيرة للاسف خسفت بالقيم والاخلاق وطرحتها ارضا ، وهو نفس الفن الذى ادخل سلبيات جمة على مجتمعنا اهمها ان البلطجى هو نجم المرحلة وهو المليونير والمهاب والمشار اليه بالبنان ، وهو ايضا نفس الفن الذى روج للزواج العرفى وللزنا وللاختلاس والمخدرات وكل الموبقات وشرح طريقة ان تصبح غنيا سعيدا مالكا الدنيا ومافيها فى معظم العمل الفنى وفى دقائق منه تنال الجزاء الذى ربما يفاجئك به المخرج بأن اصحاب السلطة ابعد مايكونوا عن العقاب وأن ملح الأرض سيظل محلك سر ويلهث ويلحس تراب الارض ولا مجيب له ولامستجيب .

الفن أيضا هو الذى بالاغانى القديمة تحدث عن الصبر والحب والوفا فى المعظم ولكنه كان ايضا ينتهج نهج الغوص فى غير المباح وظهرت اغانى تثير الغرائز والموبقات ؛ نفس الفن الذى عشناه فى الألفية الجديدة واحتلال وسائل التواصل قمتها واهميتها لنسمع ونرى مغنيين وكلمات تعف عنها اذان المستمعين وعيونهم ، الم نسمع اسماء لانعرف من أين أتت وماذا تقول وهل مانسمعه صوتا أم مواء أم نهيقا ومع ذلك اعتلت التريند وجمعت الاموال جمعا وفتحت له صالات كبار الزوار والقصور والمحافل الاقليمية والعالمية .

لابد أن نعترف اننا فى زمن الحسن فيه يلفظ انفاسه ويحاول محاولات مستميتة ان يقاوم السيء الذى قوى واستغلظ على سوقه واصبح يعجب الزراع الذين لم يعد يعنيهم الجودة ولا الاصل كل مايعنيهم ان يسايروا ويسيروا مع الهوأه النوأه الزلامؤه ونحن من خلفهم نردد والله ماقتلنا الامام بل كنا نصلى من خلفه على مدار خمسين عاما ..