الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيفية علاج المشكلات الزوجية حفاظا على الأسرة.. روشتة شرعية كاملة

كيفية علاج المشكلات
كيفية علاج المشكلات الزوجية

علاج المشكلات الزوجية ، تمثل المشكلات الزوجية أزمة كبيرة عند الأزواج والزوجات، بسبب عدم قدرتهم على مواجهتها ووضع علاج لها للحفاظ على استقرار الأسرة والحياة الزوحية، ونوضح فيما يلي كيفية علاج المشكلات الزوجية.

علاج المشكلات الزوجية

 

وتنصح لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، الأزواج والزوجات عند وجود خلاف أو مشكلات زوجية، بأن يتم تشخيص الداء حتى نستطيع وصف الدواء، فيجب أولا أن يتم تحديد نوع المشكلة والسبب فيها.

المشكلات الزوجية


كيفية علاج المشكلات الزوجية

 

وعند تحديد نوع المشكلة والمتسبب فيها، ننظر في نوعه، فإذا كانت الزوجة هي السبب في المشكلات الزوجية، فالعلاج يكمن في قوله تعالى: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا» (النساء:٣٤). 
               

أما إذا كـان الـزوج هو السبـب في المشكلات الزوجية، فالعلاج في قوله تعالى: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ»(النساء: ١٢٨). 
               
أما إذا كانـت المشكلـة منهمـا معًـا ، فالعلاج في قوله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» (النساء:٣٥)


أسباب الطلاق

 

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن التعاون والتكامل بين كافة المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر مستمر ودائم، فالمنهج والهدف واحد وهو بناء الدولة وحفظ استقرار المجتمع، وبالفعل تم مؤخرًا عقد اجتماع ثلاثي في مقر دار الإفتاء المصرية، مع وزارة الأوقاف، والأزهر الشريف؛ واتفقنا فيه على أطر ومحاور المشروع التوعوي المشترك بين الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية، والذي يهدف إلى زيادة الوعي الأسري والمجتمعي بقضايا الأسرة، ويعالج مشكلاتها، ويعزز تماسكها واستقرارها.

وأكد مفتي الجمهورية، لصدى البلد، أن الاجتماع انتهى إلى تشكيل لجنة تنفيذية للتنسيق في إدارة الحوار المجتمعي بالتعاون مع الإعلاميين والمفكرين وعلماء النفس وعلماء الاجتماع والمراكز البحثية ورؤساء محاكم الأسرة والمجلس القومي للمرأة وسائر المؤسسات المعنية بقضايا الأسرة وصناعة الوعي ، وكذلك تكليف اللجان العلمية المختصة بدار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف بإعداد بحوث علمية متخصصة حول معالجة قضية الطلاق في ضوء التغيرات العصرية والثوابت العصرية.

الطلاق

أبرز الأسباب الحديثة لانتشار الطلاق

 

وقال مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء المصرية أدركت خطورة تفشي ظاهرة الطلاق خاصة في السنوات الخمس الأولى من الزواج، ولذلك عملت على وضع حلول منذ عام 2014، ونظمت دار الإفتاء دورات لتأهيل المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثًا.

وأوضح، أن الدورات التأهيلية ضمت أساتذة في علم الاجتماع، وعلم النفس وأساتذة في إدارة الأزمات وتخصصات أخرى علمية تساعد الزوجين على فهم مسؤوليتهما وحقوقهما ودور كل منهما تجاه الآخر، وبمرور الوقت رأينا احتياجنا لتخصصات كثيرة فأنشأت وزارة التضامن الاجتماعي مشروع "مودة" لتأهيل المقبلين على الزواج.

وتابع: علينا أن ندرك أن الطلاق مشكلة كبيرة وتحتاج إلى عناية خاصة من كل الجهات ومؤسسات التنشئة الاجتماعية من مؤسسات دينية ومراكز الأبحاث الاجتماعية وعلماء الاجتماع والنفس وكافة الجهات المعنية؛ وذلك لبحث أسباب الطلاق وطرق علاج هذه الظاهرة، فالنصوص الشرعية تتجه إلى أن الطلاق ينبغي أن يكون آخر طرق العلاج، والمأذون إذا شكَّ في حالة طلاق فلا بد أن يُحيل السائل على دار الإفتاء لحل الإشكال.  

وبالفعل لاحظنا أن نسبة الطلاق مرتفعة خاصة في السنوات الخمس الأولى من الزواج، وتم التواصل مع مركز البحوث الاجتماعية والجنائية لبحث الأسباب، وتم عمل ورش عمل وخرجت بعدة ملاحظات أوضحت أن هناك رعونة من الزوج في استخدام كلمة الطلاق في أمور كثيرة، على الرغم من وجوب استخدام هذه الكلمة إلا في حالة استحالة العشرة بين الطرفين بعد بذل كل مساعي التوفيق بين الزوجين.

كما أن من أحد أسباب الطلاق مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني وأصبحت رقم 3 في أسباب الطلاق حيث تولد هذه المواقع أشياء جديدة وتظهر مشكلات الغيرة وغيرها ويتم توليد أزمات، ولكن يجب توليد الثقة بين الزوجين.

ومن أجل كل ذلك أنشأنا في دار الإفتاء المصرية "مركز الإرشاد الزواجي" لعلاج الأسباب التي تدعو للقلق الزوجي وعدم الوفاق بين الزوجين حتى لا يتم الوصول إلى مسألة الطلاق، وهناك إقبالًا كبيرًا على هذا المركز الذي يضم لجانًا مشتركة من طبيب نفسي وعالم اجتماع وعالمًا بالشرع.


تدخل الأهل بين الزوجين

 

قال عمرو الورداني، أمين دار الفتوى، إن تدخل الأهل في مشاكل الازواج من أهم أسباب الطلاق، متابعا:" التدخل مبيعملش مشاكل بس لا دا بيسبب الطلاق".
 

وأضاف "عمرو الورداني" خلال حواره ببرنامج "من مصر" المذاع على ناة "سي بي سي"، أن تدخل الأهل في المشاكل الزوجية من أسباب الطلاق، فهو يحتل المرتبة الرابعة لمسببات الطلاق.
 

وأكمل:  تدخل الأهل يمكن أن يتسبب في حدوث وتفجير المشاكل، كما أنه يمكن أن يعمل على تعقيد المشاكل مما يؤدي إلى حدوث الطلاق، مشددا على أن إفشاء أسرار الواج أمر خاطئ للغاية،  مشددا على ضرورة تأهيل الأهل على تعاملهم مع زواج ابنائهم.

العنف الزوجي


 

حكم ضرب الزوجات

 

وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية في رده على سؤال عن حكم ضرب الزوجات أو العنف الأسري: "نحن في حاجة ماسة وشديدة إلى إدارة حضارية للخلاف الأسري؛ لأن هذا الخلاف الأسري هو ظاهرة موجودة، وواقع لا يمكن أن تنفك عنه أسرة، سواء حصل الخلاف بنسبة كبيرة أو بنسبة صغيرة، لكن الأسرة الذكية والرشيدة والعاقلة هي التي تستطيع أن تحتوي هذه الخلافات وتميتها في مهدها".

وأضاف: ليس هناك طرف دون طرف هو المسئول عن تفاقم المشكلات والخلافات الزوجية؛ بل كل منهما مسئول عن تلافي هذه المشكلات وإدارتها إدارة حضارية.

وأشار إلى أن القرآن الكريم يرشدنا إلى أن ثمة مراحل وعظية ومراحل تأديبية، وأما عن الضرب؛ فهو يمثل رمزية، ويجب أن يفهم مدلوله وكيفيته وَفقًا للمسلك والنموذج النبوي الشريف في التعامل مع زوجاته؛ فتقول السيدة عائشة رضى الله عنها وعن أبيها: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا من نسائه قط، ولا ضرب خادمًا قط، ولا ضرب شيئًا بيمينه قط إلا أن يجاهد في سبيل الله"، بل إنه مغاير لمنهج الصحابة رضوان الله عليهم.

ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن حل المشكلات بالضرب وإبراز السلبيات هو مسلك الضعفاء وغير المنصفين الذين لا يديرون الأسرة إدارة حسنة، فضلًا عن تعارضه مع الميثاق الغليظ.

واختتم المفتي حواره قائلًا: "إن العنف الأسرى يتعارض مع مقاصد هذه الحياة الخاصة في طبيعتها حيث مبناها على السكن والمودة والرحمة، بل يُهدِّد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة، ومن ثَمَّ تحويلها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر ونشر الروح العدوانية، فضلًا عن مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء".