شهدت العلاقات بين مصر وفرنسا تعاونا كبيرا في مجال التعليم بنوعيه المدرسي والجامعي، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، لـ مدينة بريست الفرنسية اليوم للمشاركة في قمة "محيط واحد" ، يرصد موقع صدى البلد أبرز أوجه التعاون التعليمي بين مصر وفرنسا.
التعاون التعليمي بين مصر وفرنسا في مجال التعليم قبل الجامعي
أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن العلاقات بين مصر وفرنسا شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، وذلك انعكاسًا للعلاقات المتميزة بين البلدين، خاصة فى مجالات التعاون والتبادل التعليمي وتعزيز اللغة الفرنسية في قطاع التعليم.
وأوضح وزير التربية والتعليم أنه التقى السفير الفرنسي بالقاهرة أكثر من مرة ، لبحث ومتابعة المشروعات المشتركة بين الجانبين
ومن أبرز المشروعات التعليمية المشتركة بين مصر و فرنسا :
- مشروع برنامج دعم وتطوير المناهج والمواد التعليمية باللغة الفرنسية في المدارس الرسمية المصرية والذى يتم بالتعاون بين الوزارة وسفارة فرنسا بمصر
- وتخطيط أنشطة التدريس وتطوير الأدوات التعليمية
- وتدريب معلمي اللغة الفرنسية ورفع الكفاءات اللغوية والتربوية لديهم
- واستكمال التعاون فى ترجمة المناهج الجديدة للغة الفرنسية
- توفير المزيد من المحتوى والمواد التعليمية الرقمية باللغة الفرنسية تستهدف الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور وإتاحتها على بنك المعرفة، ومصادر التعلم المختلفة التى تتيحها الوزارة
- وإقامة مدارس فرنسية جديدة فى مصر مع التأكيد على الحفاظ على الهوية المصرية.
- في مجال التعليم الفني .. الشراكة مع شركات فرنسية وتوفير أيدى عاملة ماهرة مصرية؛ لتلبية احتياجات سوق العمل بفرنسا.
- افتتاح مدرسة بالتعاون مع غرفة التجارة الفرنسية.
كما قدمت الحكومة الفرنسية لمصر، عددا من الدورات التدريبية الدولية (قصيرة المدى، طويلة المدى) للدراسة بالمدرسة الدولية للإدارة بفرنسا (ENA) ، للكوادر الشابة الشاغلين لمناصب بالحكومة المصرية ومسؤولين عن خطط التطوير، وكذلك الكوادر الشابة الراغبة فى تطوير المنظومة.
التعاون التعليمي بين مصر وفرنسا في مجال التعليم الجامعي
على مستوى التعليم العالي ، يتم تنفيذ مشروع "بيت مصر" بالمدنية الجامعية الدولية بباريس ، والمقرر أن يتم استلامه في 9 أبريل 2023، ثم سيتم البدء في استقبال الطلاب المصريين الدارسين بباريس عقب الانتهاء من تنفيذ المشروع.
ويعد مشروع بيت مصر، واجهة مُهمة لمصر في العاصمة الفرنسية ، ويعكس التصميم المُختار لهذا البيت، صورة الجمهورية الجديدة التي تجمع بين عراقة الماضي وإبهار المستقبل، وكذلك إضفاء الطابع التراثي المصري الذي يُجسد الهوية المصرية في قلب العاصمة الفرنسية.
ويهدف "بيت مصر" إلى توفير غرف للطلاب المصريين الدارسين في أنحاء باريس، بالإضافة إلى المركز الثقافي وأن يكون له الطابع المصري المُعاصر والعريق، فضلًا عن تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات التعليم الجامعي، ودعم النشاط الثقافي والحضاري والتعليمي بين الجانبين المصري والفرنسي.
الجدير بالذكر أن إنشاء "بيت مصر" بالمدنية الجامعية الدولية بباريس، يأتي تنفيذًا للاتفاقية الموقعة بتاريخ 24 أكتوبر 2017 بين جمهورية مصر العربية ومجلس جامعات باريس والمدينة الجامعية الدولية بباريس، ويُقام المشروع على مساحة تبلغ نحو 1900 متر مربع من إجمالي مساحة قدرها 7424 متر مربع، ويتكون المشروع بشكل أساسي من مبنى سكني للطلاب والباحثين والرياضيين، ويتألف من 195 غرفة وقاعة للأنشطة الثقافية وأماكن عامة للخدمات.
الرئيس السيسي يعقد مباحثات مع ماكرون على هامش قمة محيط واحد بـ فرنسا
وكان قد توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، إلى مدينة بريست الفرنسية للمشاركة في قمة "محيط واحد"، والتي تأتي في إطار سلسلة قمم تُعني بالموضوعات البيئية ينظمها الجانب الفرنسي بمبادرة من الرئيس "إيمانويل ماكرون" منذ عام 2017.
وتركز القمة هذا العام على الموضوعات ذات الصلة بالبحار والمحيطات، بما في ذلك الحفاظ على النظم الحيوية بها ومكافحة التلوث البحري بشتى أنواعه وعلاقة البحار والمحيطات بجهود مواجهة تغير المناخ، فضلاً عن دعم مفهوم "الاقتصاد الأزرق المستدام" وحشد التمويل له.
وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن مشاركة الرئيس في هذا الحدث الهام تأتي تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسي "ماكرون" ضمن عدد محدود من رؤساء الدول والحكومات المهتمين بالعمل الدولي لمواجهة التدهور البيئي، فى ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية التى تربط بين مصر وفرنسا، فضلاً عن الدور المصري الحيوي إقليمياً ودولياً في إطار الجهود والمبادرات الساعية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وحماية البيئة البحرية، والذي سيتوج باستضافتها للدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف تغير المناخ في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر من العام الجاري.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس يعتزم التركيز خلال أعمال قمة "محيط واحد" على تأثير تغير المناخ على التوازن البيئي في البحار والمحيطات والمناطق الساحلية، ومن ثم اعتزام مصر إلقاء الضوء خلال قمة تغير المناخ في شرم الشيخ على الدور الذي يمكن للمحيطات أن تلعبه في خفض الانبعاثات والمساهمة في بناء اقتصاديات مُنخفضة الكربون، بالإضافة إلى أهمية تعزيز جهود خفض الانبعاثات في قطاع النقل البحري والتي تساهم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس لتغير المناخ.
كما يتضمن برنامج زيارة الرئيس إلى فرنسا عقد مباحثات قمة مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويجتمع الرئيس أيضاً على هامش الزيارة بعدد من رؤساء الدول والحكومات، للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.