الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تسبب السرطانات وتغير سلوك الأطفال.. المضادات الحيوية تقتل بلا رحمة والصحة تحذر

أضرار ومخاطر المضادات
أضرار ومخاطر المضادات الحيوية

حذر الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، المواطنين من الاستخدام الغير مبرر لـ المضادات الحيوية دون الإشراف الطبي، وقال عبدالغفار في تصريحات عبر صفحته الرسمية: إنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك علاقة قوية بين الإصابة بسرطان القولون والاستخدام غير المبرر للمضادات الحيوية. 

وأشار متحدث وزارة الصحة والسكان ، إلي أن دراسة سويدية شملت  40.545 مصاب بسرطان القولون، أكدت نتائجها وجود علاقة بين الاستخدام الغير مبرر للمضادات الحيوية والإصابة بالمرض.

آليات تناول المضادات الحيوية 

وشدد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، علي أن تناول المضادات الحيوية يكون تحت إشراف الطبيب فقط ولايجوز التعامل معها بشكل تلقائي، موضحا أنه يتوجب على المريض أن يستكمل كورس العلاج الموصوف من الطبيب بشكل كامل حتى حال الشعور بالتحسن.

وحذر متحدث وزارة الصحة والسكان من تناول المضادات الحيوية منتهية الصلاحية أو تبادلها  بين المواطنين بشكل عشوائي دون استشارة طبيب.

أضرار الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية

من جانبه، قال الدكتور مجدي بدران، استشاري المناعة والتغذية، إن مقاومة الميكروبات للأدوية المضادة لها مشكلة عالمية، وتشمل مقاومة البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات للأدوية المضادة لها، وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت من ازدياد السلالات البكتيرية ذات المناعة ضد المضادات الحيوية.

وأوضح بدران، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المناعة التي نشأت عن البكتريا، كانت من الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية بواسطة المرضى والصيادلة والأطباء، حتى أصبح 60% من العدوى داخل المستشفيات نتيجة لهذه البكتيريا الخارقة التي ربما تقاوم ثلاثين نوعاً مختلفاً من أقوى المضادات الحيوية.

المضادات الحيوية تقتل بلا رحمة

وأكد بدران أن المضادات الحيوية تقتل بلا رحمة، وبلا تمييز فهى تقتل البكتيريا الضارة ولكن فى الوقت نفسه تقتل الملايين من البكتيريا النافعة للإنسان التى خلقها الله لحمايتنا من البكتيريا الضارة، وبالتالى يصبح الإنسان بعد تناول المضادات الحيوية محروماً من البكتيريا النافعة التى ترفع المناعة وتقلل من الحساسية.

ولفت إلى أن 64% ممن شملهم مسح منظمة الصحة العالمية، يعتقد أن المضادات الحيوية قد تستخدم فى علاج نزلات البرد والأنفلونزا، على الرغم من أنها لا تؤثر على الفيروسات، بينما يعتقد 32% أنه يتعين عليهم التوقف عن تناول المضادات الحيوية، عندما يشعرون بتحسن بدلا من استكمال العلاج.

ظهور البكتيريا الخارقة

وأشار استشاري المناعة والتغذية، إلى أن البكتيريا الفائقة التى تسمى حاليا بالبكتيريا السوبر، ظهرت بسبب الإكثار والعشوائية فى وصف المضادات الحيوية للناس والحيوانات، مما سبب نشأة مناعة تدريجية لدى البكتيريا ضد العلاج، وأصبحت قادرة على التغلب على تأثيرات المضادات الحيوية المتوفرة، وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تطرأ على الكائنات المجهرية طفرات جينية تؤدى إلى إيقاف عمل الأدوية المضادة لها، وبمرور الأيام نشأت مجموعة من الجراثيم الخارقة المستأسدة التى تقاوم معظم المضادات، مما يعنى أن المجال يصبح مفتوحا على مصراعيه للعدوى التى تهدد بحدوث أوبئة قد تودى بحياة المصابين بالجراثيم الخارقة، وزيادة فى تكاليف العلاج.

انتشار البكتيريا الخارقة

وأضاف بدران، أن المضادات الحيوية أدت إلى نشأة سلالات جديدة عديدة أصبحت تعيش داخل الإنسان الذى جعلت منه حاملاً لها، ووجد أن الإنسان الذى يعيش مع أفراد آخرين يتناولون المضادات الحيوية باستمرار، يجعل منهم أيضاً حاملين لهذا النوع من البكتيريا العاصية، وهذا موجود فى أطقم التمريض فى المستشفيات الكبرى فى العالم كله، ولقد وجد أن المزارعين الذين يستخدمون المضادات الحيوية فى تربية الحيوانات هم أيضاً حاملين للعديد من البكتيريا العاصية.

تأثير البكتيريا على سلوك الأطفال

وأكد وجود علاقة بين قلة البكتيريا النافعة فى أمعاء الأطفال وظاهرة الأوتيزم الآخدة فى الانتشار، فتناقص البكتيريا النافعة يسمح للفطريات بالتكاثر والازدهار، ووصولها هى وسمومها للمخ، مما يجعل هؤلاء الأطفال يعانون من مشاكل فى اللغة والتخاطب، ولا يميلون لمشاركة الأطفال الآخرين فى اللعب، وينفعلون ويغضبون عند محاولة التدخل فى خصوصياتهم، وكأنهم يعيشون مع أنفسهم فقط، لا يهتمون بمن ينظر إليهم كأنهم لا يرونه، ولا يستجيبون لمن يتحدث معهم وكأنهم لا يسمعونه، مع مشاكل عصبية تنموية تبدأ فى مرحلة الطفولة المبكرة، تتميز بانخفاض التواصل الاجتماعى والتفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظى وغير اللفظي، مع أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة.

وأوضح الدكتور مجدي بدران، استشاري المناعة والتغذية، أن ارتفاع نسب مقاومة مضادات الميكروبات مشكلة خطيرة لها آثار اقتصادية، حيث تحتاج إلى أدوية جديدة وهى باهظة غالباً، وعالميا تستخدم المضادات الحيوية بغزارة فى مزارع الأسماك والحيوانات، وهناك حوالى ستة مجموعات تستخدم بغزارة لمحاربة العدوى البكتيريا الضارة، بالرغم من أن المضادات الحيوية تستخدم بجرعات خفيفة لكنها جعلت الأسماك أكثر وزنا، وهناك مؤشرات قوية على أن التناول أو الملامسة للحوم أو الدواجن، التى تمت تربيتها بطريقة تغذيتها بالمضادات الحيوية، يحمل مخاطر صحية على الإنسان، ومن أهم المخاطر الإصابة بأنواع البكتيريا المقاومة لمفعول وتأثير المضادات الحيوية العلاجية المعتادة .

وقدم بدران مجموعة من النصائح كالتالي:

  • ينبغي ألا تستعمل المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات التى تسببها البكتيريا إلا فى حالة وصفها من جانب طبيب ماهر.
  • وينبغى أن تستكمل دورة العلاج بها كاملة.
  • ألا يحتفظ بها لأغراض استعمالها مستقبلاً بواسطة المرضى بدون مشورة طبية.
  • من الأهمية زيادة الوعى بمقاومة المضادات الحيوية.
  • التشجيع على اتباع أفضل الممارسات فيما بين صفوف عامة الجمهور والعاملين بالقطاع الصحى كافة وراسمى السياسات، تجنبا لظهور المزيد من حالات مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها.