انطلقت محاضرة الأمن القومي المصري وعلاقته بالمؤامرات الغربية، ضمن فعاليات فوج الفتاة الجامعية للجامعات المصرية بمدينة الأقصر الذي ينظمه معهد إعداد القادة، ضمن تنمية وتعزيز الانتماء والولاء لطالبات الجامعات المصرية.
حاضر بها العقيد حاتم صابر الخبير العسكري والاستراتيجي فى مجال الإرهاب الدولي والمحاضر بالأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.
من جانبه أكد الدكتور كريم همام، مدير معهد إعداد القادة، على دور الجامعات المصرية فى تمكين الكفاءات من الفتاة الجامعية حيث أن تمكين المرأة يمثل ركيزة أساسية لمواجهة العنف ضد المرأة، ويأتي ذلك فى إطار دعم القيادة السياسية لتمكين المرأة.
وأوضح أن الخطاب الدينى أكد على قيمة ودور المرأة فى الحياة وأهميتها فى المجتمع، كما عزز الدين الإسلامي لحقوق المرأة وساوى بينها وبين الرجل وأعطاها حق التعليم والعمل في مختلف المجالات، وعلى مستوى الدولة المصرية نجد أن المرأة تقلدت العديد من المناصب القيادية، وفقا للكفاءة وليس وفقا للنوع، فنجد الفتاة الجامعية تولت منصب رئيس اتحاد طلاب ونجد الفتاة تقلدت منصب وزيرة وسفيرة وغيرها من المهام من خلال تولي المرأة لأكبر عدد من المناصب القيادية.
وشدد مدير معهد إعداد القادة على الدور الهام للمجلس القومي للمرأة فى تمكين المرأة ونجد الدستور المصري نص في أكثر من 20 مادة على حقوق المرأة، كما تم إطلاق استراتيجية مصر لتمكين المرأة 2030 والتي شملت عدة محاور أهمها محور العنف ضد المرأة، وذلك تأكيدا على اهتمام القيادة السياسية بقضايا المرأة لذا سعت جميع مؤسسات الدولة للتعاون والتكامل من أجل صقل وتنمية مهارات الفتاة الجامعية.
وتضمنت محاضرة الأمن القومي المصري، توضيح مقولة داخل كتاب فن الحرب، حيث تنطبق هذه المقولة الشهيرة في جميع حياتنا وكذلك فى الأمور العسكرية وهى " اعرف عدوك .. اعرف نفسك، فعلمك بعدوك يعلمك كيف تدافع، وعلمك بنفسك يعلمك كيف تهاجم، الهجوم هو سر الدفاع، والدفاع هو التخطيط للهجوم، القائد الماهر المنتصر يعلم جيدا متى يقاتل ومتى لا يقاتل"، كما تناول أن هناك جهازين منوط لهم حماية الأمن القومي فى الدولة المصرية وهما القوات المسلحة وجهاز الشرطة المصرية، بينما باقى الأجهزة الأمنية فهى أجهزة معلوماتية دقيقة، وانتقل إلي توضيح خصائص الشخصية المصرية، مؤكدا أن الشعب المصري بأكمله يتوحد ضد الخطر.
وخلال المحاضرة عرف العقيد حاتم صابر الأمن القومي وهو قدرة الدولة على حماية كيانها من أي متغيرات عدائية قد تأتي من خارج نطاق الدولة او داخلها، كما عرف الأمن القومي المصري وهي قدرة الدولة المصرية على حماية قيمها الداخلية من التهديدات و التحديات وتطرق إلي شرح معادلات الأمن القومي وتتمثل فى أربع معادلات وهي " توفير الاحتياجات وتوفير الحريات" وبالتالي يتواجد الاستقرار، وتتمثل المعادلة الثانية فى"توفير الاحتياجات مع كبت الحريات لا يتواجد الأستقرار، وكذلك معادلة عدم توافر الاحتياجات وكفالة الحريات نجد مطالب واحتجاجات، إلي جانب معادلة عدم توافر الاحتياجات وكبت الحريات نجد استقرار ظاهري ينهار فجأة.
وانتقل الخبير العسكري والاستراتيجي حاتم صابر إلي مناقشة التهديدات والتحديات التي تواجه البلد، ونظريات التهديد الغربية والتي تتمثل فى نظرية بن جوريون 1948 والتى تنص على (عظمة إسرائيل ليست فى امتلاكها قنبلة ذرية ولا ترسانتها العسكرية ولكن عظمتها تكمن فى انهيار وتدمير ثلاث دول وهم" العراق وسوريا ومصر "وآلياتها فى تنفيذ ذلك لا يعتمد على ذكائنا ولكن يعتمد بالدرجة الأولى على غباء الطرف الأخر)، وأيضا أوضح أن نظرية التهديد الثانية هى نظرية برنارد لويس 1983 " الشرق الاوسط الجديد" وتتناول النظرية (تقسيم الأقطار العربية إلي وحدات وعشائر طائفية بإعادة احتلالهم أمريكيا علي أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية )، والنظرية الثالثة هي نظرية شارانسكي 2004 وهى تنص على ("تصدير الديمقراطية الأمريكية " المجتمعات الديمقراطية لا تروج للإرهاب الدولي، بينما المجتمعات الغير ديمقراطية وهو ما يسمى مجتمع الخوف ينتج الارهاب الدولي مما يستلزم تصدير المنتج بدعوى الديمقراطية)، كما اوضح النظرية الرابعة من نظريات التهديد الغربية وهى نظرية رالف بيترز 2006 " حدود الدم" وتنص على ( إعادة رسم الحدود والخرائط بمنطقة الشرق الاوسط بالقوة ونشر الديمقراطية ورفع الظلم عن الأقليات وتمكينهم من إعادة توطينهم في أوطان طائفية عرفية مستقلة).
وتناولت أيضا المحاضرة توضيح أجيال الحروب السبعة، وتناول الفرق بين مفهوم العمليات النفسية والحرب النفسية بأن الحرب النفسية هى استخدام اى وسيلة دعائية إعلامية بهدف إحباط الروح المعنوية للعسكريين اثناء الحرب ، بينما العمليات النفسية لها أهداف سياسية ودينية واجتماعية، كما تم مناقشة دور مواقع التواصل الإجتماعى فى تزييف الوعى السياسى والترويج للإرهاب الدولي.