هل يجوز الجمع بين نية الصيام لقضاء رمضان وهبة الثواب للمتوفى؟.. سؤال ورد خلال البث المباشر لدار الإفتاء المصرية، المذاع عبر صفحة الافتاء عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”.
ليرد عن هذا السؤال الدكتور أحمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: إنه إذا أراد الإنسان الصوم عن المتوفى فيجب أن يكون ذلك بشكل مستقل أما إن أراد أن يهب ثواب ما صامه لمن مات فيمكنه ذلك بالدعاء عند صيامه لنفسه سواء ذلك للتنفل أو لقضاء ما فاته بأن يقول اللهم هب لأبى أو أي شخص أراده من الأشخاص مثل ثواب ما صمت.
هل يجوز إهداء ثواب الصيام للميت؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول: هل يجوز الصيام بنية قضاء ما عليّ من أيام أفطرتها لأبي المتوفى؟
وأجاب الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، إن المرأة التي أفطرت في رمضان وتريد أن تقضي ما عليها، لا يجوز أن تنوي القضاء والصيام لأبيها، لافتًا إلى أنها ينبغي أن تنوي قضاء ما عليها من أيام، وبإمكانها أن تدعو بعد الإفطار أن يهب الله مثل ثواب هذا الصيام لوالدها.
وأوضح «عبدالسميع» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على السؤال، أنه يمكنها أن تفرد النية بالصيام لوالدها الميت بعد قضاء ما عليها من أيام.
حكم من مات وعليه صوم
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: “ما الحكم في من مات وعليه صوم؟”.
وأجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إن الإنسان إذا أفطر لكونه كبيرا أو مريضا مرضا مزمنا ومات قبل أن يفدي فعلى ورثته قبل أن يقسموا التركة عليهم أن يطعموا مسكينا عن كل يوم، وهذا إذا كان المتوفى قد ترك تركة.
وأوضح أمين الفتوى أنا بالنسبة لمن مات ولم تكن له تركة فيستحب لأهله وورثته أن يطعموا عن كل يوم مسكينا، وهذا على سبيل الاستحباب وليس على سبيل الوجوب، فالأولى والأفضل ان يطعموا عن كل يوم مسكينا.
هل يجوز الصيام عن الميت
وفي إجابته عن سؤال يقول صاحبه "هل يجوز الصيام عن الميت أو قضاء أيام عنه؟ قال الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، إنه يجوز الصيام عن الميت وقضاء أيام عنه، وبذلك يسقط عنه دين الصوم.
وأضاف في فتوى له، أن من مات وعليه صوم صام عنه وليه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الممكن أن يشترك أقاربه فى الصوم عنه أو يطعموا مسكينا عن كل يوم أفطره هذا الرجل.
وأشار إلى أن من بين الأعمال التي يصل ثوابها للميت: "الصدقة وتلاوة القرآن والحج والعمرة والصوم، أما الصلاة فلا يجوز أن يقضيها عنه لأن الصلاة عبادة وصلة بين العبد وربه لا يستطيع أحد أن يؤديها عن غيره.
وورد سؤال للدكتور أحمد ممدوح، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، مضمونه "هل المتصدق عن الميت له ثواب الصدقة؟".
وأوضح «ممدوح» في فتوى له، أن الصدقة عن الميت تنفعه ويصل ثوابها إليه بإجماع المسلمين، وكذلك ينال المتصدِّقُ الأجرَ على هذه الصدقة، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها : " أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا (أي: ماتت فجأة ) ، وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ ، فَلِي أَجْرٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ: ( نَعَمْ )" .
هل يجوز صيام القضاء في شهر رجب ؟ وفضل صيامها
هل يجوز صيام القضاء في شهر رجب ؟.. يجوز لمن أفطر في صيام رمضان قضاء هذه الأيام في شهر رجب، ولم يرد نص شرعي يمنع من الصيام في شهر رجب، كما يجوز صيام التطوع أيضًا في رجب.
صيام شهر رجب
شهر رجب من الأشهرِ الحُرُمِ العِظامِ؛ الّتي أمر اللهُ سبحانه وتعالى بتعظيمِها، والالتزامِ فيها أكثرَ بدينِه وشرعِه، وإجلالِها؛ فقال جلّ وعلا: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة : 36).
وثبت في الصّحيحين عن سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»، وقال حبرُ الأمّةِ وتُرجمانُ القرآنِ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ -عليهما الرِّضوان- في تفسير قوله تعالى: «فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ»-كما روى الطّبريّ في (تفسيره)-: «في كلِّهنّ، ثمّ اختصَّ من ذلك أربعةَ أشهرٍ فجعلهنَّ حرامًا، وعَظّم حُرُماتِهنَّ، وجعل الذنبَ فيهنَّ أعظمَ، والعملَ الصالحَ والأجرَ أعظمَ».
حكم الصيام في رجب
نبهت دار الإفتاء، على أن الصيام في شهر رجب -سواء في أوله أو في أي يوم فيه- جائز ولا حرج فيه؛ لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، ولم يرد ما يدل على منع الصوم في شهر رجب.
وألمحت الإفتاء إلى أنه من المقرر شرعًا أن «الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال»، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين، بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وواصلت: ممَّا ورد في فضل الصيام في شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، ثم قال: «قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَمِثْلُهُ لَا يَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ بَلَاغٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ».
قضاء الصيام في شهر رجب
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه يجب على من أفطر أياما في رمضان بعذر شرعي، أن يقضي صيام هذه الأيام، منوهًا بأن قــضـاء أيــام رمـضـان واجـب عـلى مـن أفـطر لعذر مـتـى تحققت القدرة عليه.
واستشهد «الأزهر» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «هل يجب على من أفطرت في رمضان بسبب الحمل قضاء هذه الأيام، أم يمكن إخراج كفارة؟»، بما ورد في قوله تعالى : «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ» الآية 184 من سورة الــبقــرة.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الحمل هو عذر مؤقت للإفطار أيام من رمضان، ولأن الــعــذر مـؤقـــت؛ فيجب القضاء متى زال هذا العذر، ولا يُنْتَقل إلى الإطعام إلا في حالة العجز الدائم عن القضاء بوجود مرضٍ مزمنٍ يتعذر معه الصوم مثًلًا، أعاننا الله وإياكم على طاعته، وتقبل منا ومنكم.
التلفظ بالنية في قراءة القرآن للميت
وقال الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، إن قراءة القرآن بنية إهداء ثوابه للميت، لا يتطلب الجهر بالتصريح والقول «إني وهبت مثل ثواب هذا العمل للميت»، مشيرًا إلى جواز إضمار النية في القلب.
وأوضح«عبدالسميع»عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: هل يشترط التلفظ بالنية عند إهداء ثواب قراءة القرآن للميت ؟ أن هبة الثواب بالقول أبلغ وأرجى للقبول؛ مضيفا أنه يكون من باب الإلحاح في الدعاء والطلب بالرحمة والمغفرة وقبول الميت ورفع درجته.
إهداء ثواب قراءة القرآن للميت بـ 7 كلمات
و أوضح الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء، صيغة إهداء ثواب قراءة القرآن للميت، منوهًا بأن مَنْ يرغب في إهداء ثواب قراءة القرآن للمتوفى أن يقول «اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان».
وأكد «شلبي» في إجابته عن سؤال: «ما صيغة دعاء ختم القرآن للميت؟»، أن اجتماع الناس على قراءةِ القرآن وخَتْمِهِ يصل إلى الميت، من خلال وهبه له بـ دعاء ختم القرآن للميت، ويصل الثواب للمتوفى سواء كان ذلك حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره.
كيفية إهداء ثواب الأعمال الصالحة للميت
ذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز إهداء الأعمال الصالحة للميت، منوهًا بأن هناك أعمالًا صالحة يؤديها الأحياء ويصل ثوابها لأمواتهم.
وأوضح مركز الأزهر، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في إجابته عن سؤال: «ما حكم إهداء ثواب القربات للميت؟»، أن جميع العبادات المالية يصل ثوابها إلى الميت، وبعض العبادات البدنية كالحج والدعاء والاستغفار يصل ثوابها أيضًا إلى الميت، أما الصلاة فلا يصح أن يصلي أحدٌ عن أحد فرضًا ولا نفلًا؛ ولكن إذا صلى وأهدى ثواب الصلاة إليه فجائز على الأصح.
وتابع مركز الأزهر، وقال الإمام والمحدث "الزيلعي" في كتاب "تبيين الحقائق" تحت باب الحج عن الغير: الأصل في هذا الباب أن الإنسان له أن يجعل ثواب عمله لغيره عند أهل السنة والجماعة صلاةً كان أو صومًا أو حجًا أو قراءةَ قرآنٍ أو أذكارًا إلى غير ذلك من جميع أنواع البر، ويصل ثوابُ ذلك إلى الميت وينتفع به.
إهداء ثواب القربات للحي والميت
وأضاف مركز الأزهر، أنه ذهب الحنابلة إلى جواز إهداء ثواب القربات للحي والميت؛ قال البُهوتي الحنبلي رحمه الله: وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها -كالنصف ونحوه- لمسلم حي أو ميت- جاز له ذلك، ونفعه لحصول الثواب له، كصلاة ودعاء واستغفار، وصدقة وعتق وأضحية، وأداء دَيْنٍ وصوم، وكذا قراءة وغيرها، قال أحمد: الميت يصل إليه كل شيء من الخير للنصوص الواردة فيه؛ ولأن المسلمين يجتمعون في كل مصر، ويقرءون، ويهدون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعًا.
وأشار مركز الأزهر، إلى أنه اعتبر بعضهم في حصول الثواب للمجعول له إذا نواه حال الفعل، أي القراءة أو الاستغفار ونحوه، أو نواه قبله، ويستحب إهداء ذلك، فيقول: «اللهم اجعل ثواب ذلك لفلان»، وقال ابن تميم: والأَولى أن يسأل الأجر من الله تعالى، ثم يجعله له أي: للمُهدَى له، فيقول: (اللهم أثبني برحمتك على ذلك، واجعل ثوابه لفلان)، وللمُهدي ثواب الإهداء، وقال بعض العلماء: يثاب كل من المُهدي والمهدى إليه، وفضل الله واسع. «انظر: كشاف القناع عن متن الإقناع».