قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

إسرائيل تعبث بأمن سوريا ..ما الهدف من الهجمات المتكررة لتل أبيب؟

أرشيفية
أرشيفية
×

بين الحين والآخر تفاجئنا إسرائيل بشن هجمات صاروخية على الأراضي السورية، مستغلة في ذلك حالة عدم الاستقرار التي يعيشها البلد العربي.

عدوان إسرائيلي جديد

أفادت وسائل إعلام رسمية في سوريا، بأن الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف معادية في سماء دمشق، وذلك بعد سماع دوي انفجارات قوية بالمنطقة.

فيما أشارت تقارير محلية إلى أن قصفا جويا إسرائيليا استهدف محيط العاصمة السورية دمشق، وسط انفجارات عنيفة تهز المنطقة.

وأعلنت مصادر إعلامية بإن القصف الإسرائيلي على محيط دمشق استهدف كل من مواقع للواء 104 حرس جمهوري، واللواء 13 مخابرات جوية، ومطار الديماس الشراعي.

وفي نهاية يناير، أعلنت سوريا أن إسرائيل استهدفت بالصواريخ بعض النقاط الواقعة على محيط العاصمة السورية دمشق.

وذكرت أن العدو الإسرائيلي "عمد إلى قصف مراكز في محيط العاصمة السورية دمشق، مستخدما الأجواء اللبنانية منطلقا لصواريخ طائراته".

وأشارت سوريا إلى أن "وسائط الدفاع الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها"، موضحة أن "الأضرار الناتجة عن القصف تمثلت بوقوع الخسائر المادية فقط".

من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً مضاداً للطائرات أطلق من سوريا فجر اليوم الأربعاء، باتجاه إسرائيل وأن الصاروخ انفجر في الجو.

وأفادت مصادر بأن صافرات الإنذار دوت في مدينة أم الفحم الواقعة شمالي إسرائيل وفي محيطها، وأشارت إلى أن الجيش أكد أن دوي الصافرات جاء بعد إطلاق الصاروخ باتجاه إسرائيل.

وأعلنت سوريا صباح اليوم عن مقتل جندي وإصابة 5 آخرين جراء هجوم إسرائيلي بالصواريخ على محيط مدينة دمشق، وذكرت أن "دفاعاتها الجوية تصدت للهجوم".

وعادة ما تستهدف إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية في محيط دمشق في حين يضرب سلاح الجو الإسرائيلي مواقع للجيش السوري في أحيان أخرى.

الضربات الإسرائيلية تتكرر

إسرائيل تكثف غاراتها في سوريا

وفي هذا الإطار نستعرض الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية في الشهور الماضية والتي كانت كالتالي:

في 7 ديسمبر استهدف قصف جوي إسرائيلي شحنة أسلحة إيرانية مخزنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية في غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في أول استهداف من نوعه للمرفق الحيوي في البلاد منذ اندلاع النزاع.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" قالت أن العدو الاسرائيلي نفذ عدوانا جويا بعدة صواريخ من اتجاه البحر المتوسط جنوب غرب اللاذقية مستهدفا ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري".

وأدى القصف وفق المصدر ذاته إلى "اشتعال عدد من الحاويات التجارية" من دون وقوع خسائر بشرية، وأفادت "سانا" عن تصدي الدفاعات الجوية السورية للقصف الاسرائيلي في أجواء اللاذقية.

وبحسب المرصد السوري، استهدفت الصواريخ الإسرائيلية "بشكل مباشر شحنة أسلحة إيرانية في ساحة الحاويات" داخل المرفأ، ما أدى إلى "انفجارات عنيفة وخلف خسائر مادية فادحة"، من دون "توثيق خسائر بشرية حتى الآن".

وهذه أول مرة تستهدف فيها إسرائيل مرفأ اللاذقية، الرئيسي في البلاد، منذ اندلاع النزاع عام 2011، وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن.

وأعلن يوم 16 ديسمبر مصدر عسكري سوري أن هجوما صاروخيا إسرائيليا استهدف المنطقة الجنوبية وأسفر عن مقتل جندي.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن القصف استهدف بعض النقاط في المنطقة الجنوبية، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية السورية تصدت له وسقطت معظم الصواريخ.

وكان مرفأ اللاذقية تعرض لضربات إسرائيلية استهدفت شحنات أسلحة لميليشيات إيرانية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما، أدى القصف حينها إلى "اشتعال عدد من الحاويات التجارية" من دون وقوع خسائر بشرية، يذكر أنه خلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لجيش النظام وخصوصا أهدافا إيرانية وأخرى لميليشيا حزب الله اللبناني.

وقد سبق وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم 5 يناير أنه قصف بقذائف الدبابات منطقة في جنوب سوريا تعتبرها الدولة العبرية "الجبهة الثانية" لنشاط حزب الله اللبناني، وذلك بعدما رصد فيها تحركا لعناصر مشبوهة.

الجبهة الثانية لحزب الله

والجيش الإسرائيلي الذي كثف في السنوات الأخيرة، غاراته الجوية على فصائل موالية لإيران في سوريا، يعتبر هذه المنطقة من جنوب سوريا بمثابة "الجبهة الثانية" لـ"حزب الله"، التنظيم اللبناني الموالي لإيران، والذي خاضت ضده تل أبيب حربا في 2006، وتؤكد إسرائيل بانتظام أنها لن تسمح بأن تصبح سوريا موطئ قدم لقوات تابعة لإيران، العدو اللدود لها.

وفي 31 يناير أفادت وسائل إعلام سورية، أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لهجوم صاروخي إسرائيلي على محيط العاصمة دمشق.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية ورئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن الضربات والغارات العسكرية التى تنفذها إسرائيل على الأراضي السورية، هي ضربات تتم وفق أولويات أمنية واستراتيجية تقوم بها إسرائيل بصفة دورية.

قصف إسرائيلي جديد على سوريا

وأوضح فهمي خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن تلك الضربات الإسرائيلية على سوريا تؤكد اعتماد اسرائيل على استراتيجية الردع، ضد عناصر حزب الله والوجود الإيراني المتمثلة في عناصر الحرس الثوري الإيراني، موضحا أن تلك الغارات تأتي في إطار استراتيجية الردع وليس له علاقة بما يجري في قطاع غزة كما يروج البعض.

وأكد فهمي، أن استراتيجية الردع الإسرائيلية تعتمد على توجيه الضربات بصفة دورية تتم كل 30 أو 35 يوما، موضحا أن تلك الاستراتيجية لن تتغير لأن هدفها لا يزال قائما وهو استهداف الوجود الإيراني والنظام السوري في نفس التوقيت، لأن هدف إسرائيل الثابت هو استهداف النظام السوري كنظام سياسي يسعى للتعافي بعد إجراء الإنتخابات واستمرار بشار الأسد في الحكم، أما السبب الثاني فهو ملاحظة التواجد الإيراني داخل سوريا المهدد لإسرائيل، بالإضافة إلى قوات حزب الله.

ولفت إلى أن تلك الاستراتيجية تهدف إسرائيل من خلالها أيضا إلى توجيه رسائل محددة وهي كالتالي:

  • أن الخيار العسكري قائم بالفعل لمواجهة أي تهديدات داخل الجبهة السورية.
  • نقل رسالة لحزب الله أن إسرائيل ستستمر بملاحقة عناصره في أي مكان خاصة بعد التهديدات التى اطلقها حسن نصرالله خلال الأيام الماضية.

واختتم فهمي: "تأتي هذه الضربات لتأكيد استراتيجية اسرائيل في التعامل مع كل ما يهدد أمنها بصورة أو بأخرى في سوريا، كما أن استراتيجيتها لن تتغير وستتكثف الضربات خلال الفترة المقبلة ولن يحدث تغيير مفصلي أو هيكلي في إطار ما يجري من تهديدات لإسرائيل".

أسباب الضربات الإسرائيلية

وكررت إسرائيل عدوانها على سوريا إلي اليوم وهنا السؤال يطرح نفسه: ما هو سبب الاعتداءات المتكررة على سوريا؟.

وكانت الإجابة: يرى بعض الخبراء العسكريين أن هذا الأمر هو جزء من سياسة إسرائيل المستمرة في استهداف المواقع السورية، من خلال ضربات تكتيكية، وهي تقوم بهذه الضربات بحيث تكون مؤثرة في مواقع محدودة، وتكون محدودة الزمان والمكان، وتستهدف ضرب القدرات العسكرية أو شبه العسكرية، لتؤدي إلى تأخير أو إضعاف القدرات السورية.

الضربات المتكررة على الأراضي السورية

إسرائيل تعتدي بشكل مستمر منذ بداية العام 2011 واستمرت لـ العام 2022، حيث اختلفت عمليات الاعتداءات بين مرحلة وأخرى، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل، الأولى حينما كانت تعتدي إسرائيل من دون رد، والثانية حينما تم الرد على هذه الاعتداءات فوق الأراضي السورية، والمرحلة الأخيرة حينما أصبح الرد السوري على اعتداءات إسرائيل فوق الأجواء السورية واللبنانية.

إن الهدف من هذه الغارات هي توجيه رسالة لـ سوريا وحلفائها، بأن إسرائيل قادرة على استهداف العمق السوري في أي وقت تريده، والمسألة الثانية هي تثبيت قواعد الاشتباك بما يلائم المصلحة الإسرائيلية، بجانب أن إسرائيل تحاول تعطيل استعادة الدولة السورية لقوتها.