يواجه الأطفال في العديد من مناطق العالم العديد من المخاطر خاصة المناطق التي بها حروب أهلية أو صراعات في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومن هذه المناطق سوريا التي تواجه موجة عند استقرار منذ سنوات عديدة علي الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي يجعل العديد من الأطفال مهددين بالمخاطر وعدم الأمان.
اختطاف الطفل فواز القطيفان
وفي حادثة هزت العالم العربي حدثت في سوريا، وهي اختطاف الطفل فواز قطيفان وطلب فدية كبيرة من أهله في قدرها 700 مليون ليرة سورية، قبل أن يتراجع الخاطفون ويخفضوا الفدية إلى 500 مليون ليرة أي بما يعادل 170 ألف دولار.
وتم اختطاف الطفل فواز القطيفان عندما كان متوجهاً في الصباح الباكر إلى مدرسته، قبل أن يتفاجأ بأربعة أشخاص بينهم امرأة يستقلون الدراجات النارية، قاموا باختطافه بقصد طلب فدية من عائلته.
وفي ظل الظروف التي تعيشها الدولة السورية من صعوبات اقتصادية كبيرة لم تتمكن الأسرة من تجميع المبلغ المطلوب لفدية ابنهم بعد أن باعوا كل ما لديهم، لذلك قام الخاطفون بتصوير مقطع فيديو يظهر فيه الطفل وهم يقومون بتعذيبه بشكل وحشي وخطيروأرسلوا الفيديو للعائلة من أجل الضغط عليها ودفع الفدية.
ولم يكن من الأسرة إلا بنشر الفيديو بشكل واسع على السوشيال ميديا وطلب المساعدة لإكمال المبلغ المطلوب.
وكانت عبارة "مشان الله لا تضربوني" أي "عشان خاطر ربنا لا تضربوني" قد تصدرت مواقع البحث على السوشيال ميديا وتفاعل معها الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في كل الدول العربية.
ومن جانبه أعلن الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان، الذي تربطه صلة قرابة بالعائلة، أمس عبر فيديو نشره على حسابه في فيسبوك، أن عائلة قطيفان ستقوم بجمع المبلغ وطلب من الناس عدم الوقوع في فخ النصب والاحتيال، نافياً بأن تكون العائلة قد فتحت باب التبرعات من أي كان.
وتابع: "نحن كعائلة قطيفان، جمعنا المبلغ، وجاهزين للالتزام بما وعدنا به، لكن العصابة الخاطفة لم تتصل حتى الآن".
ومازالت قضية فواز قطيفان مفتوحه حتي الأن ولم يتم استعادته من الخاطفين بالرغم من تجميع المبلغ المطلوب لفدية الطفل.
دور الأمم المتحدة في حماية الأطفال
لا تعد قضية الطفل السوري فواز قطيفان هي الأولي من نوعها أو حالة فردية، بل يعاني الكثير من الأطفال في العديد من دول العالم من عدم الأمان والكثير من المخاطر مثل المجاعات والأوبئة واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة وغيرها من المشاكل التي تواجههم.
ولم تقف منظمة الأمم المتحدة مكتوفة الأيدي وهي تنظر إلى حال الأطفال يزيد سوء في مناطق النزاعات والمجاعات، بل تقوم بدورها في حماية هؤلاء الأطفال برعايتهم وإرسال الطعام والشراب لهم، وحث الحكومات علي رعاية أبنائهم ووقف العنف ضدهم.
لذلك جعلت الأمم المتحدة، وبالأخص اليونيسيف التابعة لها، قانونا خاصة بمعاملة الأطفال وحمايتهم، ونص القانون على حماية الأطفال وحقوقهم في العيش والتعليم والحياة والصحة وعدم استغلالهم في أعمال العنف والكراهية والنزاع المسلح.
ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت محنة الأطفال في أوروبا وخيمة، وأنشأت الأمم المتحدة وكالة جديدة وكثفت عملها في توفير الغذاء والملبس والرعاية الصحية لهؤلاء الأطفال.
وفي عام 1953، أصبحت اليونيسف جزءا دائما من الأمم المتحدة، وبدأت حملة عالمية ناجحة ضد الداء العليقي، وهو مرض تشوهات يؤثر على الملايين من الأطفال، و يمكن معالجته بالبنسلين.
إعلان حقوق الطفل
وفي عام 1959، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، الذي يحدد حقوق الطفل في الحماية والتعليم والرعاية الصحية والمأوى والتغذية الجيدة.
التعليم
وبعد أكثر من عقد من التركيز على قضايا صحة الطفل، وسعت اليونيسف مصالحها لتشمل تلبية احتياجات الطفل ككل.
وهكذا بدأت بالاهتمام بالتعليم، بدءا من تقديم الدعم لتدريب المعلمين وتوفير أدوات الفصول الدراسية في البلدان المستقلة حديثا.
وفي عام 1965، منحت المنظمة جائزة نوبل للسلام لتعزيزها الأخوة بين الدول، وتعمل اليونيسف اليوم في 190 بلدا وإقليما، وتركز جهدا خاصا على الوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفا واستبعادا لمصلحة جميع الأطفال في كل مكان .
اتفاقية حقوق الطفل
وتسترشد اليونيسف في عملها باتفاقية حقوق الطفل (1989)، وأصبحت أسرع اتفاقية لحقوق الإنسان اعتماداً وأكثرها اتساعاً في التاريخ. وغيرت الاتفاقية الطريقة التي ينظر فيها إلى الأطفال ومعاملتهم – أي كبشر يتمتعون بمجموعة متميزة من الحقوق بدلا من النظر اليهم من خلال الرعاية والمحبة فقط. ويظهر القبول غير المسبوق للاتفاقية بوضوح التزام عالمي واسع من أجل النهوض بحقوق الطفل.
لقد تم إنجاز الكثير منذ اعتماد الاتفاقية، من انخفاض وفيات الرضع إلى ارتفاع معدلات الالتحاق بالمدارس، ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به.
وضع الأطفال في العالم
ونص ميثاق اليونيسيف على أنه لكل طفل الحق في الصحة والتعليم والحماية، وكل مجتمع لديه مصلحة في توسيع فرص الأطفال في الحياة، ولكن ففي جميع أنحاء العالم لا يزال الملايين من الأطفال يحرمون من فرصة عادلة بسبب البلد أو الجنس أو الظروف التي يولدون فيها.
ويؤثر الفقر على الأطفال بشكل غير متكافئ. في جميع أنحاء العالم ، يعيش طفل من بين كل ستة أطفال في فقر مدقع بأقل من 1.90 دولار أمريكي في اليوم. تكافح أسرهم من أجل تغطية تكاليف الرعاية الصحية الأساسية والتغذية اللازمة لتوفر لهم بداية قوية. ترك هذا الحرمان بصمات دائمة؛ في عام 2019 ، كان 149 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم.
وعلى الرغم من التقدم الكبير في معدلات الالتحاق بالمدارس في أجزاء كثيرة من العالم، فإن أكثر من 175 مليون طفل غير مسجلين في التعليم قبل الابتدائي ، ويفقدون فرصة استثمارية مهمة ويعانون من عدم المساواة بشكل متأصل منذ البداية. 6 من كل 10 يتركون المدرسة الابتدائية دون تحقيق الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في لقراءة والكتابة أو القيام بعملية حسابية أساسية،. ويتفاقم هذا التحدي من خلال الطبيعة المطولة بشكل متزايد من الصراع المسلح.
الأطفال والصراع المسلح
كما أن العالم أتحد منذ أكثر من عشرين عاما في حشد الدعم ضد استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، ومنذ ذلك الحين تم إطلاق سراح الآلاف من الأطفال نتيجة لخطط العمل التي قررها مجلس الأمن للأمم المتحدة وغيرها من الإجراءات التي تهدف الى انهاء ومنع تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات والجماعات المسلحة، ومع ذلك لا تزال هناك تحديات خطيرة تواجه حماية الأطفال المتضررين من النزاع المسلح.
وفي عام 2019، كان 1.6 مليار طفل (69٪) يعيشون في بلد متضرر من النزاع، وكان ما يقرب من 426 مليون طفل (أكثر من واحد من كل ستة) يعيشون في منطقة نزاع. هناك الملايين من الأطفال، والكثير منهم غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين أسرهم ينزحون بسبب النزاع المسلح، هؤلاء الأطفال هم عرضة لمخاطر عالية من الانتهاكات الخطيرة داخل وحول مخيمات ومناطق أخرى من ملجأ.
لذلك مطلوب على وجه السرعة القيام بإجراءات للتخفيف من محنة الأطفال المشردين بسبب النزاع المسلح، ويشجع الأمين العام الدول الأعضاء على احترام حقوق الأطفال المشردين واللاجئين وتقديم لهم خدمات الدعم اللازمة.
العنف ضد الأطفال
كما اعترفت اليونيسيف أيضا بحق الطفل في العيش بدون عنف، ونصت على إن حق الأطفال في الحماية من العنف منصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل، ومع ذلك فإن بليون طفل يتعرضون إلى نوع من العنف العاطفي أو البدني أو الجنسي كل عام؛ ويموت طفل واحد من العنف كل سبع دقائق.
ولا يعرف العنف ضد الأطفال حدودا للثقافة أو للطبقة أو للتعليم. فقد يحدث ضد الأطفال في المؤسسات، في المدارس، وفي المنزل. إن العنف بين الأقران هو أيضا مصدر قلق، وكذلك هو تزايد التنمر عبر شبكة الإنترنت. حيث يعيش الأطفال المعرضون للعنف في عزلة ووحدة وخوف، ولا يعرفون أين يتوجهون للمساعدة، خاصة عندما يكون الجاني قريبًا. قد يزيد جنس الأطفال أو إعاقتهم أو فقرهم أو جنسيتهم أو أصلهم الديني من خطر العنف، حيث يكون الأصغر سنا معرضين بشكل خاص لأنهم أقل قدرة على التحدث وطلب الدعم.
وفي عام 2006، قدمت دراسة للأمم المتحدة مجموعة من التوصيات بشأن كيفية إنهاء العنف ضد الأطفال؛ وعيّن الأمين العام ممثلاً خاصاً لضمان المتابعة الفعالة ورصد التنفيذ.
وقد كان هناك بعض التقدم الحقيقي: يوجد الآن العديد من الولايات التي لديها الآن تشريعات لحظر العنف الجسدي والعقلي والجنسي ودعم الضحايا؛ إضافة إلى حملات توعية بالآثار السلبية للعنف؛ والتسلط، والعنف الجنسي والممارسات المؤذية ضد الأطفال يتم التعامل معها. لدينا أيضا المزيد من البيانات حول حجم وطبيعة العنف ضد الأطفال.
إن كل هذه التطورات تعتبر خطوات هامة ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به. وقد أظهر إدراج هدف محدد (16.2) في خطة عام 2030 التزام العالم بإنهاء جميع أشكال العنف ضد الأطفال. ويجب أن نعمل على وجه السرعة لضمان أن تصبح الرؤية النبيلة حقيقة لكل طفل.