قامت شركة رولز رويس مؤخرا بتعديلات على تمثالها الأشهر الذي يتصدر واجهات سياراتها وهو تمثال spirit of ecstasy أي "روح النشوة"، ليكون أقصر من السابق 0.7 بوصة وطوله الجديد 3.3 بوصة مع إعادة تصميم المرأة الفضية ذات الوشاح الطائر، بتعديل طريقة الوقفة لتكون رجلاها مطوية قليلا، واحدة تسبق الأخرى مثلما تظهر في رولز رويس كولينان الجديدة.
تزعم رولز رويس أن التغيير الجديد الذي طرأ على المرأة الفضية هو لتحسين الديناميكية الهوائية، ومعاد تصميمه خصيصا لطرحه مع السيارة الكهربائية "رولز رويس سبكتر" موديل 2024 القادمة، ولكن ما هو تمثال "روح النشوة" وإلى ماذا يشير في سيارات الشركة البريطانية الفاخرة؟
بدأت قصة تمثال رولزر رويس "روح النشوة" في نادي السيارات ببريطانيا الذي كان يتردد عليه آنذاك كل من تشارلز رولز وهنري رويس، مؤسسا العلامة التجارية الفاخرة، ومن نادي السيارات تعرفا على الفنان البوهيمي والنحات "تشارلز روبينسون سكايز" وسيدة المجتمع الراقي "إليانور ثورتون"، المولودة في العصر الفيكتوري، ومع ذلك كانت تجسيدا للحداثة والتقدم وكسر القيود في الفكر، وعلى الرغم من تواضع بداياتها وأنها من عائلة تقليدية، إلا أنها أثبتت أنها صاحبة كاريزما قوية وحضور طاغٍ، ولتجمعها صداقة قوية بالثلاث تشارلز رولز وهنري رويس وروبينسون سكايز، ليس ذلك فحسب بل هي كانت قائدة المجموعة وسبب كبير في الشراكة بين رولز رويس، كانت تعمل بمثابة اللاصق لشلة الأصدقاء.
قام الفنان روبينسون سكايز بتحويل السيدة مصدر إلهامه "إليانور" إلى تمثال روح النشوة سنة 1909، وهو التمثال الذي ما زال يتصدر الواجهات الأمامية لسيارات رولز رويس الشهيرة، وكان الهدف تجسيد المعاني التي تقدسها الشركة من وراء هذا التصميم الذي رأت أنه نموذجي.
تتصدر السيدة الفضية ذات الوشاح الطائر وكأنها أجنحة لامعة تطير بها لأفق بعيدة، كل واجهات رولز رويس وكأنها في تحد مع كل ما هو تقليدي، تسير عكس السائد وعكس التيار، التمثال هدفه تلخيص معنى الحرية الشخصية والتأكيد على أهمية الاختيار الفردي والتحرر من قيود المجتمع وتقاليده، ومن خلال تحدي التقاليد الاجتماعية في ذلك الوقت، أصبح التمثال رمزا للإبداع وأيقونة في عالم المحركات، عرف منذ ذلك الحين باسم "روح النشوة"، تميل السيدة نحو الرياح وتحتضنها بوشاحها الطائر، ذراعيها ممدودتان هي باختصار رمز الأحلام، للطاقة الإيجابية والجمال.