قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

حكم الدعاء على النفس بالموت.. تعليق الفقهاء وماذا قال النبي ؟

هل يجوز الدعاء على النفس بالموت
هل يجوز الدعاء على النفس بالموت
×

حكم الدعاء على النفس بالموت .. أحيانا ومع مرور الإنسان بظروف صعبة وتوالي المشكلات واستمرار الضيق ، فنجد بعض الأشحاص يقومون بالدعاء على أنفسهم بالموت فيقول :

( يارب خدني عشان ارتاح ) ، وحكم الدعاء على النفس بالموت كما جاء في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالصبر في وقت الابتلاء ويجب ان يظهر العبد الصبر لله بالقضاء والقدر وأن يتذلل لله عز وجل ويكثر من الدعاء لعل الله يفرج كربه ويرفع عنه الهم والحزن ، وحكم الدعاء على النفس بالموت يبحث عنه كثير من الناس لأنهم يشعرون بالندم بعد ذلك ، ويعلم أن وساوس الشيطان سبب رئيسي في أن يدع على نفسه بالموت .

حكم الدعاء على النفس بالموت

حكم الدعاء على النفس بالموت

قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية إن النبي "صلى الله عليه وسلم" نهى عن تمني الموت، حيث قال في الحديث الصحيح "لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لابد فاعلًا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي"

وأضافت اللجنة خلال إجابتها عن سؤال ورد إلى صفحتها الرسمية قائلة: "إن كان لا بد فليقل: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي"، وفي الحديث الآخر: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي" .

هل يجوز الدعاء على نفسي بالموت

قال الدكتور رمضان عبد المعز، من علماء الأزهر الشريف، إن الدعاء على النفس بالموت مخالف للسنة النبوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي".

وأجاب "عبد المعز"، خلال أحد البرامج الفضائية عن سؤال متصلة تقول: "ذهبت للحج العام الماضي وأثناء وقوفي بعرفات دعوت الله أن ياخدني وذهبت للعمرة أكثر من مرة ودعوت الله ولم يستجب.. فماذا أفعل؟"، قائلا: "ما فعلتيه خطأ لأن الله لا يستجيب دعاءً مخالفا لمنهج النبي وشعورك بأنك ليس لكِ قيمة في الحياة بعد تربية أبنائك وتزويجهم اعتقاد خاطئ تمامًا ووسوسة شيطان، استعيذي بالله من الشيطان واستغفري لذنبك وعليكِ بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم".

وأضاف: "في وقت الابتلاء يجب أن يظهر العبد الصبر لله بالقضاء والقدر وأن يتذلل لله عز وجل ويكثر من الدعاء لعل الله يفرج كربه ويرفع عنه الهم والحزن".

هل يجوز الدعاء أن يطيل الله في عمري

رد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء قائلًا: "إن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، مشددًا على ان معظم الناس يحب أن يطول عمره، ولكن لا بد أن يحسن عمله، ويجوز الدعاء بأن يطيل الله في العمر، ومن يريد ان يطيل الله في عمره يصل رحمه كما قال الرسول –صلى الله عليه وسلم .

حكم الدعاء على النفس بالموت

حكم الدعاء على الأبناء والمال

أوضحت الدار في فتوى لها، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يدعو الإنسان على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه؛ فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ؛ لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ» رواه مسلمٌ وأبو داود واللفظ له.
قال الإمام عبد الحميد الشرواني في حاشيته على "تحفة المحتاج في شرح المنهاج" (8/ 374، ط. المكتبة التجارية الكبرى بمصر): [وَيُكْرَهُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى وَلَدِهِ، أَوْ نَفْسِهِ، أَوْ مَالِهِ، أَوْ خَدَمِهِ؛ لِخَبَرِ مُسْلِمٍ.. وَأَمَّا خَبَرُ: «إنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ دُعَاءَ حَبِيبٍ عَلَى حَبِيبِهِ» فَضَعِيفٌ. "نِهَايَةٌ" وَ"مُغْنِي". قَالَ الرَّشِيدِيُّ: وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالدُّعَاءِ الدُّعَاءُ بِنَحْوِ الْمَوْتِ، وَأَنَّ مَحَلَّ الْكَرَاهَةِ عِنْدَ الْحَاجَةِ؛ كَالتَّأْدِيبِ وَنَحْوِهِ، وَإِلا فَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ بِلا حَاجَةٍ لا يَجُوزُ عَلَى الْوَلَدِ وَالْخَادِمِ] اهـ.
وعليه: فيحرم الدعاء على النفس أو الولد أو الخدم أو المال من غير حاجةٍ، وإذا كانت هناك حاجة؛ كالتأديب ونحوه، فإن ذلك يكون مكروهًا، مع مظنة استجابة الدعاء في الحالتين.

قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس الفتوى بالأزهر سابقًا، إنه لا توجد كرامة فى تعامل الابن مع أبيه وأمه لأن الإنسان مهما فعل فلن يوفى حقهما عليه.
وأضاف "الأطرش"، لـ "صدى البلد"، أن الإنسان لو بر والديه وأعطاهما حقهما، ولكن قوبل هذا الفعل بدعاء الوالدين عليه، منوها بأن هذه الحالة لن يضر الإنسان دعاء والديه عليه أو غضبهما عليه.
وأشار إلى أن الإنسان يقلق على غضب والديه أو دعائهما عليه، حينما يكون هو غير بار بهما ويعقهما ويسيء معاملتهما.

الصلاة تهدي النفس وتشرح الصدر

هل الدعاء على النفس بالموت كفر

تمني الموت من الأمور المنهي عنها إلا أنه لا يرقى لمرتبة الكفر، لأن من يملك تحقيق هذه الرغبة هو المولى عزوجل إلا أن الإنسان عليه أن يعيش حياته كما أمره الله تبارك وتعالى وأن يتمنى لنفسه الخير وأن يدعوا الله بأمور أخرى من شأنها أن تحسن له معيشته وتكشف عنه كربه وهمه وتقضي له حاجته، فإن الدعاء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عبادة، فاغتنمها في تحقيق ما هو أنفع لك.

فقد نهى النبي في مواضع كثيرة عن دعوة الإنسان على نفسه أو ولده فقال:"لا تدعوا على ‏أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا ‏توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم".

هل يستجاب الدعاء على النفس


الشرع بيَّن أن هناك من الدُّعاء ما هو مكروه في نفسه؛ مثل: الدُّعاء ببَغْي، أو قطيعة رحِم؛ مثل دعاء مَن قال: اللهم ما كنت معذِّبي به في الآخرة، فعجِّله لي في الدنيا، فنهاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكدعاء أهل الميت لما صاحوا، فقال لهم: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخيرٍ؛ فإنَّ اليؤمِّنون على ما تقولون"، وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً؛ فيستجيب لكم" [رواه مسلم]؛ أي: لا تدعوا دعاء سوء؛ مخافة أن يوافقَ دعاؤكم ساعة إجابة، فتندموا، ولا ينفعكم الندَم، وكل هذا مِن جهل الإنسان، وعجلتِه؛ حيث يدعو على نفسه، أو أولاده، أو ماله، بالشر عند الغضب، ويبادر بذلك الدعاء، كما يبادر بالدعاء في الخير، ولكن الله اللطيف الخبير بلطفه ومنه وكرمه ورحمته أخبر أنه يستجيب له في الخير، ولا يستجيب له في الشر؛ فقال سبحانه: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11]، وقال تعالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11].
أخبر سبحانه وتعالى عن عجلة الإنسان، ودعائه أحيانًا على نفسه أو ولده أو ماله بالموت، أو الهلاك والدمار واللعنة، ونحو ذلك، فلو استجاب له ربُّه، لهلك بدعائه؛ ولذلك نهاه الشرع عن التعدِّي في دعائه؛ لأنه ربما يستجاب؛ كما في الحديث السابق، ولكن من رحمة الله تعالى أنه قال: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11]، قال مجاهد كما علَّقه البخاريُّ في "صحيحه": "قول الإنسان لولده وماله إذا غضب: اللهم لا تبارك فيه والْعَنه، {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}؛ لأهلك مَن دُعي عليه، ولأماته".
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "وصله الفريابي، وعبد بن حميد، وغيرهما، من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في تفسير هذه الآية، ورواه الطبري بلفظ مختصر قال: "فلو يعجل الله لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب في الخير، لأهلكهم"، ومن طريق قتادة قال: "هو دعاء الإنسان على نفسه وماله بما يكره أن يُستجاب له" اهـ.
وقال شيخُ المفسرين أبو جعفر الطبري: "يقول تعالى ذكره: ولو يعجل الله للناس إجابة دعائهم في الشر، وذلك فيما عليهم مضرة في نفس، أو مال، استعجالهم بالخير، يقول: كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة إذا دعوه به، {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}؛ يقول: لهلكوا، وعجل لهم الموت، وهو الأجل، وعنى بقوله: {لَقُضِيَ}؛ لفرغ إليهم من أجلهم، ونبذ إليهم" اهـ؛ من "تفسير الطبري" (15 / 33).
والحاصلُ أنَّ الدُّعاء على النفس بالشر لا يُستجاب كما يُستجاب الدُّعاء بالخير، ولكن نهى الشارع الحكيم عنها؛ مخافةَ أن يوافقَ ساعة إجابة؛ فيستجاب.

كفارة الدعاء على النفس

كفارة الدعاء على النفس

يجب التوبة والاستغفار مباشرة واللجوء إلى الله تعالى, وكثرة الدعاء والإلحاح فيه, فإن الدعاء من أهم الأسباب التي يرد الله تعالى بها البلاء, فيشرعأن يدعو المرء برد القضاء، كما يدل له دعاء القنوت, ففي السنن وصحيح ابن حبان وفيه: وقنا شر ما قضيت. وقد ثبت عند الترمذي والحاكم عن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر.