الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة الاتحاد الإفريقي الـ35 .. 4 تحديات خطيرة تبحث عن حلول عاجلة

القمة الإفريقية
القمة الإفريقية

انطلقت فعاليات قمة الاتحاد الإفريقي الـ35 لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية حضوريا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم السبت، وسط تحديات كبرى تحملها أجندة القمة لهذا العام.

القمة الـ35 للاتحاد الإفريقي

القمة الـ35 للاتحاد الإفريقي هي الأولى منذ عامين "توقفت بسبب جائحة كورونا التي ضربت العالم" تعقد وسط تحديات رئيسية أبرزها التغيرات السياسية بمنطقة غرب القارة، والنزاعات والجماعات الإرهابية كملفين حاضرين دائما وسد النهضة الإثيوبي.

والعام 2021 لم يكن سهلا على القارة الأفريقية، إذ استمرت الصراعات والنزاعات والإرهاب في حصد الأرواح، ولا سيما في الصومال وموزمبيق ونيجيريا وأوغندا ومنطقة الساحل، بجانب تغيرات سياسية واستمرار جائحة كورونا.

كما أن هناك ملفا أثار الجدل كثيرا يتعلق بمنح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، وقد أبدت السلطة الفلسطينية اعتراضها على هذه الخطوة واصفة إياها بأنها "مكافأة غير مستحقة" للانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في حق الفلسطينيين.

وافتتح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعمال القمة الـ35 التي أرجأتها جائحة كورونا، بدعوة إلى منح أفريقيا صوت أكبر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قائلا: "اليوم بعد أكثر من سبعة عقود على إنشاء الأمم المتحدة، مازالت أفريقيا شريكا صغيرا بدون مشاركة أو دور أو إسهام كبير داخل نظام الحوكمة الدولي".

وتتمتع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وبريطانيا العظمى وفرنسا بحق النقض “فيتو”، ولها مقاعد دائمة في مجلس الأمن، والأعضاء الآخرين يتغيرون كل عامين.

ويعقد الاتحاد الإفريقي قمته الحالية والتي تستمر على مدار يومين بينما لا يزال الصراع في إثيوبيا بين متمردي تيجراي وقوات آبي أحمد مصدر قلق للكثيرين خاصة دول منطقة القرن الإفريقي.

واتُهم الجانبان بتنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة ، وتعذيب واغتصاب، واستقطبت الحرب التي اندلعت في نوفمبر 2020 مشاركة أجنبية، وتسببت في وضع إنساني مؤلم، وتهدد استقرار منطقة القرن الأفريقي.

الصراع القائم في إثيوبيا

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في مقطع فيديو للقمة، دعوته لوقف إطلاق النار في إثيوبيا والسماح للأطراف المتحاربة بوصول المساعدات الإنسانية.

وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن مصر تعترض بشدة على منح  الاتحاد الإفريقي صفة مراقب لإسرائيل وهو الأمر المثير للجدل، مشيرا إلى استمرار المشاورات المصرية الجزائرية لمنع دخول إسرائيل للاتحاد الإفريقي.

ولفت فهمي خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن جزءا من رفض منح إسرائيل صفة مراقب داخل الاتحاد مرتبط بتحركات مصرية جزائرية، سواء في الاتحاد الإفريقي أو خارجه، كاشفا عن ضغوطات تمارسها بعض دول الاتحاد لمنح تل أبيب هذه الصفة.

ونوه فهمي، أن إسرائيل لها الحق لتمنح صفة المراقب ضمن 20 دولة أخرى، مشيرا في نفس الوقت إلى أن هناك جزء من مشاركة وزير الخارجية السفير سامح شكري في القمة يرتبط بالتعرف على موقف الاتحاد الإفريقي من استئناف المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي.

وتابع: الموقف المصري يؤكد الحرص على استئناف المفاوضات على أساس أن هذا الأمر لا يزال في الاتحاد الإفريقي.

وأشار فهمي إلى أن مشاركة السفير سامح شكري بالقمة تأتي بعد زيارة رئيس السنغال ماكي سال للقاهرة والذي ستتولى بلاده رئاسة الاتحاد الإفريقي، كما أن المشاركة المصرية على الأراضي الإثيوبية تأتي كرد على الجانب الإثيوبي وموقفه المتعنت من قضية سد النهضة.

ومن جانبه قال وزير الخارجية السابق السفير محمد العرابي، إن القمة الافريقية الحالية تواجه تحديات جسام تقف كحجر عثرة في مواجهة الأزمات التي تعج بها القارة بداية من التغيرات السياسية التي طالت عدة دول بالقارة والإرهاب ومكافحة تفشي وباء كورونا.

منح إسرائيل صفة مراقب 

ولفت العرابي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الاتحاد الإفريقي يواجه ضغوطات كبيرة لحل مشاكل وأزمات القارة بعضها يتمثل في التواجد المكثف للدول الغربية في القارة ومحاولة الاختراق الغير مسبوقة من قبل قوى سياسية بعينها.

وشدد العرابي على أن كل تلك المشاكل تهدد تماسك القارة وتماسك الاتحاد الإفريقي، موضحا أن منح قمة الاتحاد الإفريقي صفة مراقب لإسرائيل خطوة ليس لها أي مبرر، وتعتبر نقطة خلاف جديدة بين دول القارة.

والتقى وزير الخارجية السفير سامح شكري، الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني، على هامش اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "شكري بحث مع رئيس الوزراء الفلسطيني مستجدات الشأن الفلسطيني وتأكيد موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية وأهمية تهيئة المناخ الملائم لإحياء مسار المفاوضات سعيًا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة" .

‎من جانبه دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الاتحاد الإفريقي إلى سحب صفة المراقب التي منحها رئيس مفوضية الاتحاد لإسرائيل .

وقال أشتية في كلمته في افتتاح القمة: "ندعو إلى سحب صفة إسرائيل كمراقب لدى الاتحاد الأفريقي والاعتراض عليه"، مؤكدا أن منح إسرائيل صفة مراقب مكافأة غير مستحقة، بالنظر للانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في حق الفلسطينيين.

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني، أن شعوب القارة الإفريقية تعرف جيدًا الدمار واللاإنسانية الناجم عن الاستعمار والأنظمة ذات الصلة بالتمييز العنصري المؤسسي".