EN 
- الارهابي استخدم الأطفال كدروع بشرية
- التفجير الانتحاري أدى إلى تطاير الجثث في الشوارع
- 13 ضحية قتلوا في موجة الانفجار بعد مداهمة الكوماندوز وكر القريشي
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن وفاة زعيم تنظيم داعش الارهابي فيما وصفه بخطوة جبانة لتفجير نفسه وعائلته بدلاً من مواجهة العدالة على جرائمه الإرهابية.
فجر أبو إبراهيم الهاشمي القريشي زعيم التنظيم الإرهابي قنبلة أدت إلى مقتله وزوجته وطفليه خلال غارة شنتها قوات كوماندوز أمريكية على منزل في شمال غرب سوريا أمس الأول الخميس.
قال بايدن في تصريحات بالبيت الأبيض يوم الخميس 'نجحت القوات العسكرية الأمريكية في إزالة تهديد إرهابي كبير للعالم'.
وقُتل ثلاثة عشر شخصًا ، من بينهم ستة أطفال وأربع نساء خلال المهمة ، والتي شملت 24 كوماندوز للعمليات الخاصة مدعومة بطائرات هجومية وطائرات ريبر بدون طيار وطائرات هليكوبتر حربية.
وأضاف الرئيس الأمريكي: “كعمل أخير من الجبن اليائس، القريشي بغض النظر عن حياة أسرته أو الآخرين في المبنى، اختار أن يفجر نفسه”، مضيفًا أن زعيم داعش فجر نفسه بدلاً من مواجهة العدالة على الجرائم التي ارتكبها، حيث اصطحب معه العديد من أفراد عائلته".
وتابع بايدن "هذا الزعيم الإرهابي لم يعد موجودًا'.
وبعد تسمية القريشي زعيما لداعش في عام 2019 ، وضعت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار على رأسه.
ورصد بايدن، إلى جانب نائب الرئيس كامالا هاريس ومساعدو الأمن القومي، بثًا حيًا للعملية من غرفة العمليات بالبيت الأبيض، وفقًا لصورة نشرتها الإدارة الامريكية
وهذه العملية بمثابة شهادة على مدى وصول أمريكا وقدرتها على القضاء على التهديدات الإرهابية، بغض النظر عن المكان الذي يحاولون فيه الاختباء في أي مكان في العالم.
وقال بايدن في تصريحاته القصيرة التي لم يجب فيها على أي أسئلة: “أنا مصمم على حماية الشعب الأمريكي من التهديدات الإرهابية، وسأتخذ إجراءات حاسمة لحماية هذا البلد”
وأضاف “نحن لا نزال يقظين، نحن نظل على استعداد، لقد أخرجت عملية الليلة الماضية زعيمًا إرهابيًا كبيرًا من ساحة المعركة وأرسلت رسالة قوية إلى الإرهابيين في جميع أنحاء العالم: سوف نلاحقك ونجدك”.
وقال شهود في تقارير محلية إن القوات الأمريكية الخاصة نزلت في الغارة بطائرات هليكوبتر وهاجمت المنزل الواقع في زاوية يسيطر عليها المتمردون في سوريا بالقرب من الحدود مع تركيا واشتبكت مع مسلحين لمدة ساعتين.
واستهدفت الغارة منزلا كبيرا في أطمة بمحافظة إدلب السورية حيث كان يختبئ زعيم تنظيم الدولة الإسلامية. كان المنزل المكون من ثلاثة طوابق قد ترك وتحطم طابقه العلوي في أعقاب تفجير القريشي الانتحاري.
لقد كان مشهدًا مروعًا، وفقًا لتقارير محلية، حيث تناثرت الدماء على الطوب الأبيض الذي شيد المنزل وتناثرت أشلاء الجثث في جميع أنحاء المنطقة.
وأصبح أبو إبراهيم الهاشمي القرشي ، المعروف أيضًا باسم عبد الله قرداش أو الحاج عبد الله ، زعيم تنظيم داعش الإرهابي بعد أن استهدف الزعيم السابق أبو بكر البغدادي في غارة مماثلة شنتها القوات الأمريكية عام 2019 في المنطقة المجاورة، من بلدة باريشا.
ويُعتقد أن العملية هي أكبر غارة تقودها الولايات المتحدة في منطقة إدلب منذ هجوم 2019 الذي أسفر عن مقتل البغدادي.
ونُفذت بطريقة مماثلة للغارة التي أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن عام 2011.
وقدم المسؤولون الأمريكيون تفاصيل مروعة عن مداهمة يوم الخميس ، مشيرين إلى أن زعيم داعش استخدم الأطفال كدرع بشري لحماية نفسه واتهمه بمحاولة إحداث حالة من الخسائر البشرية بتفجيره الانتحاري الذي كان قوياً للغاية “لدرجة أنه مزق جثثاً خارج المنطقة والمنزل وفي المناطق المحيطة”
وتُرك الطابق العلوي من المنزل في بقايا وقد تناثرت الدماء على حطام المنزل. غرفة نوم محطمة بها سرير خشبي للأطفال ودمية
وذكرت وكالة أسوشيتيد برس أن كتبًا دينية ، كانت موجودة في المنزل.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن هوية القريشي تأكدت من خلال تحليل الحمض النووي وبصمات الأصابع، وتركت جثته في الموقع.
وأشار كبار المسؤولين في الإدارة إلى أن القريشي عاش بالقوة داخل منزل أجبر عائلته على التستر عليه، متهمين إياه باستخدام النساء والأطفال كحماية واختيار الإقامة في حي مزدحم في محاولة لزيادة معدل الضحايا المدنيين في حالة استهدافه.
مع العلم أن هذا الإرهابي قد اختار أن يحيط نفسه بالعائلات ، بما في ذلك الأطفال ، فقد اتخذنا خيارًا لمتابعة غارة للقوات الخاصة على مخاطر أكبر بكثير من خطرنا على شعبنا بدلاً من استهدافه بضربة جوية. وقال بايدن في تصريحاته 'لقد اتخذنا هذا الخيار لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين'.
وقام زعيم داعش بتثبيت عائلة في الطابق الأول من المنزل المكون من ثلاثة طوابق حيث كان يعيش - عائلة ليس لديها أي فكرة عن هويته أو دوره كقائد للمنظمة الإرهابية. لم يغادر المنزل ابدا.
وبدا أنه يعيش عمدا في مبنى سكني مع عائلات في الطابق الأول ، نعتقد أنه لا علاقة له بداعش ولا نعرف من يعيش في الطابق الثالث، ولم يغادر المنزل ابدا.
وقال المسؤول إن هؤلاء الأشخاص - من بينهم رجل وامرأة وعدة أطفال - نقلتهم القوات الخاصة الأمريكية بأمان.
وأشار المسؤول أيضًا إلى أن قرار استخدام الأحذية على الأرض - بدلاً من الطائرات بدون طيار - تم اتخاذه بسبب المبنى السكني الذي أنشأه القريشي وحقيقة تواجده في حي مزدحم ، واصفًا إياه بـ 'الهدف المعقد'.
وفي اتصال مع المراسلين حول العملية، قال المسؤولون إنهم يعتقدون أن القريشي قصد تدمير المنزل المكون من ثلاثة طوابق بالكامل بالقنبلة التي أنهت حياته.
وأشاروا إلى أنهم خططوا لاحتمال تفجير انتحاري لكنهم اعتقدوا أنه لن يدمر المنزل بأكمله.
وأضاف المسؤول: 'في هذه الحالة ، كان الانفجار كبيرًا جدًا في الطابق الثالث لدرجة أنه أدى إلى تطاير الجثث خارج المنزل وفي المناطق المحيطة'.
قال المسؤول إن المهندسين العسكريين ، باستخدام تقنيات النمذجة ، تمكنوا من تحديد أن الهيكل لن ينهار إذا قام القريشي بتفجير انتحاري.
وأضاف 'كان أحد مخاوفنا الرئيسية أنه سوف يقتل نفسه وينهار الهيكل ويقتل كل شخص آخر في المبنى.' لكن المسؤول تابع قائلا إن لديهم 'ثقة كبيرة' بأن أي قنبلة 'لن تنهار المبنى وتقتل الأشخاص الآخرين في المبنى'.
وقال المسؤول عن القريشي: ‘أشك في أنه علم ذلك’ مضيفا 'ربما كان نيته قتل الجميع في ذلك المبنى.'
وقال مسؤولون كبار بالإدارة إن عملية القضاء على القريشي كانت مخططة منذ شهور.
وأعطى بايدن الضوء الأخضر للمضي قدمًا صباح الثلاثاء في المكتب البيضاوي في اجتماع مع وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي.
وقال المسؤول ، بعد أن أكدت المخابرات الأمريكية أن القريشي كان في الموقع ، 'أطلع قادة العمليات الرئيس على العملية بشكل متعمق قبل أكثر من شهر'.
وقال أحد كبار مسؤولي الإدارة إن الغارة التي استغرقت ساعتين 'جرت بالفعل وفقًا لساعة الساعة' ، مضيفًا أن كل شيء سار كما هو مخطط له.
وتم تنفيذ هجوم المروحية من قبل حوالي عشرين كوماندوز أمريكي ، مدعومين بطائرات هليكوبتر حربية وطائرات ريبر بدون طيار مسلحة وطائرات هجومية ، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
ولا يُعرف سوى القليل عن القريشي، لقد ظل متخفيا عن الأنظار منذ أن تولى قيادة داعش، ولم يظهر علنًا ونادرًا ما كان يصدر أي تسجيلات.
ووصفه المسؤولون الأمريكيون بأنه 'القوة الدافعة وراء الإبادة الجماعية للأقلية الدينية اليزيدية في شمال غرب العراق في عام 2014 واستعباد الآلاف من الفتيات اليزيديات ، باستخدام الاغتصاب كسلاح حرب.'
وردد بايدن هذا الوصف في تصريحاته.
لكن المسؤولين الأمريكيين يتوقعون أن يؤدي مقتل القريشي إلى تعطيل كبير للجماعة الإرهابية.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي يوم الخميس إن مقتل القريشي 'يوجه ضربة كارثية لداعش ، ويظهر أن الولايات المتحدة ستتصدى للتهديدات الإرهابية بغض النظر عن المكان ... الذي يحاولون الاختباء فيه في العالم'.
وقال المسؤول إن 'جميع الضحايا في الموقع سقطوا نتيجة أعمال إرهابيي داعش'.
ولم يذكروا عدد القتلى لكنهم أشاروا إلى عدم مقتل أي من القوات الأمريكية في العملية.
