قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كنز عظيم من كنوز الخيرات، وباب واسع من أبواب الطاعات.
مواطن الصلاة على النبي
وأوضح «المعقيلي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الشرع كثيرة، وآكدها وأوجبها عند ذكره صلى الله عليه وسلم، فمن البخل والتقصير، وعدم التوقير، أن يذكر البشير النذير، فتحجم الألسنة عن الصلاة والسلام عليه.
وأضاف أن من أعظم الأذكار، الإكثار من الصلاة والسلام على النبي المختار، بالعشي والإبكار، فهي طاعة وقربة، واقتداء وسنة، والمغانم فيها عظيمة، والكلفة قليلة، والسعيد من أحيا قلبه بالصلاة على رسوله، واغتنم أوقاته، بما فيه زيادة الحسنات، وتكفير السيئات، ورفع الدرجات.
الصلاة على النبي أداء لبعض حقه
وأشار إلى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أداء لبعض حقه، وتذكير بواجب محبته، ومتابعة شريعته، وزيادة في الحسنات، وتكفير للسيئات، ورفع للدرجات، قال ابن القيم: “إن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، أداء لأقل القليل من حقه، وشكر له على نعمته التي أنعم الله بها علينا، مع أن الذي يستحقه من ذلك، لا يحصى علما ولا قدرة ولا إرادة، ولكن الله سبحانه لكرمه، رضي من عباده باليسير من شكره وأداء حقه”، انتهى كلامه رحمه الله.
كافأه بعشرة أضعاف صلاته وسلامه
ونبه إلى أن كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، من دلائل محبته، والتذكر الدائم لفضله، والإيمان بالحق الذي جاء به، والعمل بسنته، وترك ما نهى عنه، فمن أحب شيئا أدام ذكره، ولازم الثناء عليه، ومن صلى وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، جزاه الله من جنس عمله، وكافأه بعشرة أضعاف صلاته وسلامه، والسعيد من أثنى عليه ربه.
واستند لما جاء في سنن النسائي: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبُشْرَى فِي وَجْهِهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِي وَجْهِكَ، فَقَالَ: «إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ، أَيْ: جِبْرِيْلُ عَلِيْهِ الْسَّلاَمُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ، إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا»، فعظم سبحانه، أجر الصلاة على رسوله، وضاعف ثوابها، وكرم أصحابها، في الدنيا والآخرة.