ناقش وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، الهجمات الأخيرة التي شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية على الإمارات وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين وتهديد القوات الأمريكية والإماراتية المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية.

وأبلغ الوزير الأمريكي ولي عهد أبو ظبي، بقراره نشر طائرات مقاتلة من الجيل الخامس لمساعدة الإمارات في مواجهة التهديد الحالي وكإشارة واضحة إلى أن واشنطن تقف إلى جانب الإمارات كشريك استراتيجي طويل الأمد.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في بيان، إن وزير الدفاع جدد إدانته الشديدة لهجمات مليشيا الحوثي الإرهابية، والتزامه بالشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والإمارات.

وأضافت أن الوزير أوستن استعرض إجراءات أخرى مع الشيخ محمد بن زايد، من ضمنها إرسال المدمرة "USS Cole" لدعم الشراكة مع البحرية الإماراتية.

ويستعرض موقع "صدى البلد" الإخباري، أبرز المعلومات عن طائرات الجيل الخامس والمدمرة الأمريكية "USS Cole" في التقرير التالي:

مقاتلات الجيل الخامس الحديثة

وتعتبر مقاتلات الجيل الخامس الحديثة هي أحدث الوسائل للقضاء على الدفاعات الجوية المتطورة والسيطرة على سماء العدو بما يكفل تحقيق نصر سريع بأقل التكاليف والخسائر الممكنة.

ومقاتلة الجيل الخامس هي تصنيف للطائرات المقاتلة النفاثة التي تتضمن تكنولوجيات رئيسية تم تطويرها خلال مطلع القرن الحادي والعشرين، وإعتباراً من العام 2021، تعتبر هذه الطائرات من المقاتلات الأكثر تقدماً في العمليات الحربية المعاصرة.

وتجدر الإشارة أنه لم يتم الاتفاق على خصائص مقاتلة الجيل الخامس عالمياً وليس بالضرورة أن يمتلك كل نوع من مقاتلات الجيل الخامس جميع التكنولوجيات، التي تشمل عادة:

• الشبحية.
• رادار اعتراض ذا احتمالات منخفضة للانكشاف LPIR.
• بنية جوية انسيابية ذات أداء تجوالي فوق صوتي.
• إلكترونيات طيران متطورة.
• أنظمة كمبيوتر مدمجة قادرة على التواصل مع العناصر الأخرى داخل ميدان القتال لتحسين الإلمام بالوضع المحيط.
• قدرات القيادة والسيطرة والاتصالات C3.

المدمرة الأمريكية uss cole

و"يو إس إس كول" هي مدمرة صاروخية موجهة من طراز "Arleigh Burke" من طراز "Aegis" يتم شحنها في المحطة البحرية نورفولك، فيرجينيا، وتم تسمية كول تكريما للرقيب البحري داريل إس كول، وهو مدفع رشاش قتل في معركة في "آيوو جيما" باليابان في 19 فبراير 1945، خلال الحرب العالمية الثانية.

المدمرة كول هي واحدة من 62 مدمرة صواريخ موجهة من فئة "Arleigh Burke"، وواحدة من 21 عضوًا في "Flight I-class" التي استخدمت 5 بوصات (127 ملم) / 54 مدمرات عيار موجودة في أقدم مدمرات فئة "Arleigh Burke".

وتم بناء السفينة من قبل شركة "Ingalls" لبناء السفن وتم تسليمها إلى البحرية في 11 مارس 1996، وفي 12 أكتوبر 2000، تم تفجير كول في هجوم انتحاري نفذه تنظيم القاعدة الإرهابي في ميناء عدن اليمني، مما أسفر عن مقتل 17 بحارًا وإصابة 39 آخرين وإلحاق أضرار بالسفينة.

وفي 29 نوفمبر 2003 ، انخرطت كول في أول انتشار لها في الخارج بعد القصف وعادت بعد ذلك إلى ميناء منزلها نورفولك، فيرجينيا، في 27 مايو 2004 دون وقوع حوادث.

إرسال المدمرات قرار جيد

ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، إن المخطط الأمريكي الذي تم الإعلان عنه جيد، وأن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بإرسال طائرات الجيل الخامس لبعض الطائرات ومنظومات الدفاع إضافة إلى المدمرة "uss cole" هو أمر جيد.

ولفت فهمي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه يتم استهداف منشآت مدنية بإمارة أبوظبي من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤكدا أن قاعدة الظفرة والقواعد الأمريكية داخل أبوظبي أصبحت مهددة بصورة أو بأخرى وبالتالي الأمر لا يتم لصالح الإمارات فقط ولكن حفاظا على الوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي بأكمله.

وتابع: القرار الأمريكي بإرسال مقاتلات الجيل الخامل أو المدمرة "uss cole" ليس له علاقة بأبوظبي أو دبي فقط ولكن له علاقة بـ المخاوف الأمريكية من احتمال أن تمتد الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية لتطال الجنود الأمريكان والقواعد العسكرية الأمريكية مما قد يغير من خريطة الاستهداف المباشرة من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

وأشار فهمي إلى بحث الإدارة الأمريكية موضوع رفع الحظر عن الميليشيات الحوثية؛ لأنه إذا تم إعادة الحظر على الميليشيات الحوثية سيكون قرارا مهما ومفيدا لكل من الإمارات والسعودية، معقبا: "تم رفع الحظر من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبالتالي إعادة استئناف حظر الميليشيات أهم من إرسال الطائرات وما إلى ذلك؛ لأن هناك جزءا من الإجراءات خاص بتأمين المصالح الخاصة بالجانب الأمريكي".

أنظمة الدفاعات الأمريكية قوية

وقال فهمي أن الدفاعات المنصوبة أو أنظمة الدفاعات الأمريكية قوية وترد على هذا بدليل عدم وقوع إصابات كبيرة في الفترات الأخرى لكن خريطة الاستهداف التي تقوم بها ميليشيات الحوثي تتسع وربما ستشمل مواقع أمريكية في عدد من دول الخليج وهنا مكمن الخطورة ومن المهم أن الإدارة الأمريكية تترجم الأقوال إلى أفعال في عملية تعزيز إمكانياتها لمنع تقدم الحوثيين ومنع وصول السلاح إليهم.

واختتم: ما يجري في اتفاق فيينا والمفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني سوف يلقي بتبعاته على ما يجري بالنسبة لأداء الميليشيات الحوثية، بمعنى أنه إذا تم الوصول لإتفاق نووي أمريكي إيراني وهذا هو المتوقع خلال الأسابيع المقبلة ستقل الاستهدافات من قبل المليشيات الحوثي على الإمارات وعلى الجانب السعودي خاصة أن الولايات المتحدة عازمة على تأمين وجودها وليس إعادة تموضع للقوات في هذه المنطقة.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته على اتصال يومي مع الإمارات لمناقشة التهديدات التي تتعرض لها.

فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، أن الولايات المتحدة تبحث زيادة الإمكانيات الدفاعية لدولة الإمارات بعد هجمات الحوثيين.

تزايد جرائم ميليشيات الحوثي

وفي ظل تزايد جرائم ميليشيات الحوثي داخل اليمن وخارجه، تدرس واشنطن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية في أعقاب الهجمات الحوثية على أبوظبي، والتي قوبلت بإدانات واسعة النطاق من إدارة بايدن والمشرعين الأمريكيين.

وكانت وزارة الدفاع الإماراتية، قد أعلنت في وقت سابق، اعتراض وتدمير دفاعاتها الجوية لصاروخ باليستي أطلقته ميليشيا الحوثي الإرهابية تجاه البلاد.

وقالت الوزارة الإماراتية، إن الهجوم الحوثي لم يسفر عن أية خسائر، حيث سقطت بقايا الصاروخ الباليستي خارج المناطق المأهولة بالسكان.

وتابعت في بيان "قواتنا الجوية وقيادة التحالف نجحت في تدمير موقع ومنصة الإطلاق في اليمن بعد النجاح في تحديد المواقع المعادية".

كما أكدت أن دولة الإمارات على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أية تهديدات، وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من كافة الاعتداءات.