ذبحت فرنسا ما يقرب من 3 ملايين طائر للحد من إنفلونزا الطيور منذ أن رصدت أولى الإصابات بهذا الفيروس في نوفمبر الماضي وفق ما أعلنته السلطات الفرنسية الثلاثاء.
وجود 328 بؤرة في المداجن
وقالت وزارة الزراعة الفرنسية لوكالة "فرانس برس"، إن آخر إحصاء أجرته بين وجود 328 بؤرة في المداجن، بينها 218 في إقليم لاند "جنوب غرب"، حيث تم تنظيم عمليات ذبح جماعية، وتعد هذه الموجة الرابعة لإنفلونزا الطيور التي تشهدها فرنسا، منذ عام 2015، حيث أدت الموجة الأخيرة، في الشتاء الماضي، إلى ذبح أكثر من 3.5 مليون طائر، معظمها من البط.
وطالت الموجة الدول الأوروبية المجاورة، ولا سيما إيطاليا، حيث تم ذبح 18 مليون طائر منذ أكتوبر، وانتشر الوباء في جنوب غرب فرنسا، خلال يناير الماضي، وقررت الحكومة في 20 يناير زيادة الذبح الوقائي في هذه المنطقة حتى لا يجد الفيروس وسيطا يتكاثر عليه.
وأدت الأزمات المتكررة إلى إرهاق قطاع الدواجن بتكاليف باهظة، والذي توقف الإنتاج وإغلاق أسواق التصدير، والدولة كذلك التي دفعت تعويضات عن الحيوانات المذبوحة وما ينتج عنها من خسائر اقتصادية.
وقال الإعلامي والمتخصص بالشأن الفرنسي، خالد شقير، إن إنفلونزا الطيور تهدد السوق الفرنسي وأصبحت فرنسا تعاني من التقلبات الجوية والأزمات الفيروسية التي لا تهدد حياة البشر فقط، بل والطيور أيضا.
تأثيرات موجة الصقيع في فرنسا
وأضاف شقير، خلال تصريحات لـ"صدى البلد": بعد موجة الصقيع التي ضربت المنتجات الزراعية الفرنسية في الربيع الماضي، طالب وزير الزراعة الفرنسي من المربين حينها، بأهمية التخلص من الطيور لمنع انتشار الوباء بصفة أكبر.
ولفت شقير، أن الوزير الفرنسي وعد المزارعين ومربي الطيور بدعمهم ماديا لتعويض خسارتهم، قائلا: "لا يوجد داعي للخوف على المنتجات الفرنسية من بيض ولحوم ولا خطورة من تناولها".
وأشار شقير إلى أنه منذ بداية هذه الحلقة الجديدة من إنفلونزا الطيور، تم ذبح أكثر من 2.5 مليون طائر لمنع انتشار الفيروس، ومثل هذا ضربة قاسية جدًا لمربي الطيور، لافتا أن وزير الزراعة شدد على عدم وجود مخاطر في تناول البيض والدواجن.
واختتم: "يجب الإسراع لإيجاد لقاح فعال لمكافحة مرض إنفلونزا الطيور، كما يجب إطلاق تجربة في الأسابيع القليلة المقبلة لقاحين محتملين".
مرض إنفلونزا الطيور H5N1
وفي هذا الصدد، يرصد موقع "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن مرض إنفلونزا الطيور وأوجه الاختلاف بينه وبين فيروس كورونا:
تحدث إنفلونزا الطيور بسبب نوع من أنواع فيروس الإنفلونزا الذي نادرا ما يصيب البشر، وقد تم تحديد أكثر من اثني عشر نوعا من أنواع إنفلونزا الطيور، بما في ذلك السلالتين اللتين أصيب بهما البشر مؤخرًا — H5N1 وH7N9، وعندما تصيب إنفلونزا الطيور البشر، قد تكون مميتة.
تحدث إنفلوانزا الطيور بشكل طبيعي في المساقط المائية بالحياة البرية ويمكن أن تنتشر بين الدواجن المنزلية، مثل الدجاج والديوك الرومية والبط والأوز، وينتقل هذا المرض عبر الاتصال ببراز الطيور المصابة أو الإفرازات من الأنف أو الفم أو العين.
كما أن الأسواق الموجودة في الهواء الطلق، حيث يُباع البيض والطيور في أحوال مزدحمة وغير صحية، تُعد بيئة لحدوث العدوى ويمكن أن تنشر المرض في المجتمع الأوسع.
كما يمكن للحوم وبيض الدواجن غير المطهوة جيدًا من الطيور المصابة بالعدوى أن تنقل إنفلوانزا الطيور، إذ إن لحوم الدواجن تكون آمنة للأكل في حالة الطهو بدرجة حرارة داخلية تبلغ 165 فهرنهايت (74 درجة مئوية)، كما ينبغي طهي البيض إلى أن يصبح الصفار والبياض صلبين.
التشابه بين إنفلونزا وكورونا
ويشترك كلا فيروس إنفلونزا الطيور وفيروس كورونا في بعض الأعراض، ومنها:
- السعال
- سيلان الأنف
- التهاب الحلق
- الحمى
- الصداع
- التعب
وقد يعاني الأفراد من مستويات متفاوتة من المرض بـ"كوفيد-19"، وبالإنفلونزا، وقد لا تظهر على المصابين أي أعراض، وقد تظهر عليهم أعراض خفيفة، أو قد يصابون بمرض وخيم.
ويشارك كلا من الإنفلونزا وفيروس كورونا في جميع الصفات وأعراض الإصابة والفئات المستهدفة لانتقال العدوى، ولكنها تختلف فقط في كلا من: العلاج واللقاح.
ونرصد لكم بعض النصائح لتجنب انتقال الفيروس من الغذاء:
- يفصل اللحم النئ عن الأطعمة المطبوخة أو الجاهزة للأكل لتفادي التلوّث.
- لا يستعمل نفس لوح التقطيع أو نفس السكين.
- لا تلمس الأطعمة النيئة ثم المطبوخة بدون غسيل يديك جيدا.
- لا يعاد وضع اللحم المطبوخ على نفس الصحن الذي وضع عليه قبل الطبخ.
- لا يستعمل بيض نيء أو مسلوق بدرجة خفيفة في تحضير طعام لن يعالج بحرارة عالية فيما ما بعد (الطبخ).
- الاستمرار بغسل وتنظيف يديك، وخاصة بعد التعامل مع الدجاج المجمّد أو الذائب أو بيض النيء، حينها يجب أن تغسل كلتا اليدين بالصابون وجميع الأسطح والأدوات التي كانت على إتصال باللحم النيء.
- الطبخ الجيد للحم الدجاج سيعطّل الفيروسات، وذلك إمّا بضمان بأنّ لحم الدجاج يصل 70 °C أو بأنّ لون اللحم ليس ورديا.