قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

التنظيمات الإرهابية وتدمير تراث الأمة ..جرائم داعش ضد الآثار في سوريا والعراق|تقرير

جرائم داعش
جرائم داعش
×

أصدر برنامج مرصد مكافحة الإرهاب في ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، الأربعاء، تقريرا بعنوان: "التنظيمات الإرهابية والأعمال العدائية ضد الممتلكات الثقافية والأثرية (العراق - سوريا - ليبيا)".

وأكد التقرير، أن التراث الثقافي في الدول العربية يتعرض في الوقت الحالي، للعديد من التهديدات والانتهاكات والتدميرات بسبب ظهور التنظيمات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش الذي يرفض وجود الآثار المختلفة وتعتبرها ضد الديانة الإسلامية.

داعش وعمليات نهب القطع الأثرية

ولفت التقرير، أن تنظيم داعش استخدم تدمير المواقع كغطاء لنهب القطع الأثرية، حيث يتم تدمير القطع كبيرة الحجم تمهيداً لنقلها في حين تتم إزالة تلك القطع التي يمكن بيعها.

وتناول التقرير الصادر عن برنامج مرصد مكافحة الإرهاب في ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان عدد من المحاور، جاء بها:

تدمير التنظيمات الإرهابية للممتلكات الثقافية، حيث تطرق التقرير إلى أن تنظيم داعش عمل على سرقة وتدمير التراث الثقافي منذ عام 2014 في كل من العراق وسوريا وبدرجة أقل في ليبيا.

وبشكل عام؛ إشار التقرير إلى أن التنظيم ركز على تدمير أهداف مختلفة مثل أماكن العبادة والمواقع التاريخية القديمة منها تلك الأثرية النادرة.

تدمير آثار العراق وسوريا وليبيا

وأوضح التقرير، أن داعش نهب ودمر خلال سقوط الموصل من يونيو 2014 وحتى فبراير 2015؛ ما لا يقل عن 28 مبنى تاريخي وثقافي، فيما نهبت مباني أخرى من أجل بيعها في السوق السوداء.

ولفت التقرير: بعد الاستيلاء على الموصل دمر تنظيم داعش متحفها، الذي يعد ثان أكبر متاحف الشرق الأوسط، وشرع التنظيم في تدمير مساجد الشيعة والقبور والأضرحة الصوفية، أي تراث الطوائف الإسلامية التي لا تتوافق مع تفسير داعش الصارم للإسلام.

وتابع التقرير: فجر عناصر التنظيم مسجد الشيخ جواد في تلعفر وتسويته بالأرض، وعمدوا إلى تدمير مسجد الخضر، "بُني عام 1133" والذي سمي تيمناً بشخصية إسلامية صوفية محبوبة، ويعد هذا جزءاً من الحملة التي تستهدف تخليص المنطقة من جميع المزارات الصوفية.

وقام داعش بحسب التقرير باستهداف العديد من المواقع التراثية المسيحية، حيث دمر عدداً من المواقع المسيحية بما في ذلك كنيسة العذراء مريم شمال الموصل والكنيسة الخضراء التي يعود إنشاؤها إلى القرن السابع في تكريت، وأحد أقدم الكنائس في الشرق الأوسط.

مأساة للعالم والإنسانية جميعا

وفي سوريا، أكد التقرير أن 35722 مبنى في حلب تضرروا منذ سبتمبر 2016، وبحسب ما ذكره اليونسكو فإن تاريخ المدينة القديمة التاريخية قد دُمر، ويمثل تدمير إحدى أكبر المدن وأكثرها أثاراً في العالم مأساة لجميع السوريين وللإنسانية جمعاء.

وفي مدينة تدمر، أوضح التقرير، إنهم دمروا تمثال "الأسد اللات"، وهو تمثال يبلغ من العمر 2000 سنة كان يحرس في وقت سابق معبد قديم مخصص لآلهة ما قبل الإسلام.

وفيما يخص ليبيا، ذكر التقرير أن بعض المناطق الأثرية والمتاحف تعرضت لعمليات نهب متعمدة من جانب بعض التنظيمات المسلحة الإجرامية والإرهابية، مثل جبال أكاكوس الصخرية، ومدينة قورينا الأثرية، ومدينة شحات القريبة من مدينة البيضاء، ومدينة لبدة الكبرى التي توجد بها آثار رومانية تصنفها اليونيسكو كأحد مواقع التراث العالمي.

وبحسب التقرير لم يقتصر الأمر على القطع الأثرية الصغيرة، وإنما تضمنت عمليات النهب والاستيلاء على تمثال أثري لعمر المختار، وتمثال "الحورية والغزالة" في العاصمة طرابلس.

تنظيم داعش الإرهابي وتجارة الآثار

وتطرق التقرير إلى أن داعش استخدم وحدة تُعرف محليًا باسم "كتائب التسوية"، وهي الكتيبة المسؤولة عن تحديد أهداف الهدم والنهب والسرقة. وعمليات بيع الآثار من قبل (داعش) لا تقتصر على الطرق التقليدية، بل تمتد إلى الفضاء الإلكتروني.

وتم رصد مجموعة كبيرة من الآثار السورية والعراقية وهي تباع علنًا على متاجر ومواقع المزادات الإلكترونية الشهيرة مثل (إيباي).

كما أن موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) شهد تدشين عدد من الصفحات التي يبيع عبرها مقاتلو (داعش) الآثار التي يسرقونها من المناطق التي يسيطرون عليها عسكريًا.

ورصد التقرير أهم المبادرات التي اتبعها المجتمع الدولي لحماية الأماكن الأثرية، ومنها:

  • المبادرة الدولية لمكافحة تدمير الارهابيين للممتلكات الثقافية والاتجار غير المشروع بها والجريمة المنظمة.
  • قرار مجلس الأمن 2347 حول حماية التراث الثقافي 2017.
  • مشروع المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية ICCROM.

التنظيمات الإرهابية والثراء الفاحش

واختتم التقرير، أنه رغم الاتفاقيات والجهود الدولية لحماية التراث االثقافي والحفاظ عليه، لم يمنع ذلك من قيام الجماعات الإرهابية في كل من سوريا والعراق وليبيا من تدمير التراث الثقافي وهدم العديد من الأماكن التاريخية، حتى جنت التنظيمات الإرهابية الثراء الفاحش.