حظى الدكتور عاطف الطاهر أستاذ الفيزياء النووية بجامعة الأزهر فرع أسيوط وابن محافظة قنا، للعام الثانى على التوالى، بإدراج اسمه ضمن قائمة الـ2% للعلماء الأكثر تأثيراً على مستوى العالم فى النشر العلمى، وفقاً لتصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية والتى تجرى اختبارها كل عام لأكثر الباحثين الناشرين لأبحاث علمية وفقاً لمعايير علمية دقيقة.
مسيرة أستاذ الفيزياء النووية وابن محافظة قنا ، لم تأت من فراغ أو عمل بسيط ، لكنها جاءت بعد مسيرة علمية حافلة أنتج خلالها أكثر من 140 بحثا دوليا منشورا بمجلات علمية متخصصة فى مجال الفيزياء النووية ، تعتبر بمثابة قاعدة بيانات هامة لاستثمار الكثير من الخامات التى تزخر بها، وكان تكريم محافظ قنا، أمس الثلاثاء، لأستاذ الفيزياء النووية بمثابة إزاحة ستار عن عالم جديد ضمن علماء مصر المميزين.
قال الدكتور عاطف الطاهر، أستاذ الفيزياء النووية بجامعة الأزهر، تصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية بدأ عام 2020، حيث كان لها السبق فى عمل تصنيف للعلماء الأكثر فى النشر العلمى على مستوى العالم، وفقاً لمعايير عديدة تصل لحوالى 20 معيارا، من أبرزها قاعدة معلومات سكوبس Scopus، و مجمل الأبحاث المنشورة بشكل منفرد والمشتركة، و نسبة الاستشهاد بالأبحاث ، و مؤشر هيرش للأبحاث ، لكنها جامعة قديمة يرجع تاريخها للعام 1885 ، توازى جامعات كامبريدج و هارفارد .
وتابع الطاهر ، فخور بأن أكون ضمن قائمة جامعة ستانفورد للعام الثانى على التوالى ، لأفضل 2% من العلماء الأكثر تأثيراً على مستوى العالم و أكثر نشراً لأبحاث ودراسات علمية، لما فيها من تقدير للدور العلمى الذى لا يشعر به الكثير ، حيث تمكنت حتى الآن خلال مسيرتى العلمية من إنتاج و نشر 140 بحثا علميا فى مجلات علمية دولية، إضافة لأبحاث أخرى.
وأشار أستاذ الفيزياء النووية بجامعة الأزهر، إلى أن إدراج الباحثين و العلماء فى التصنيفات الدولية ن يدفعهم إلى بذل المزيد من الجهد والعمل ، لخدمة البحث العلمى ، و الذى يعود بالفائدة على مستقبل بلدنا إلى تحتاج منا لجهد مضاعف ، لكى نبنيها بالعلم و العمل ، مضيفاً بأن الفترة الأخيرة تشهد اهتمام كبير من قبل الدولة و وزارة التعليم العالى وهو ما يتجسد فى المنصات العلمية وقواعد البيانات مثل بنك المعرفة.
وأوضح الطاهر أن كل الأبحاث التى أنتجتها تعتبر قاعدة معلومات عن الخامات الموجودة فى مصر، تساهم فى التعرف على تفاصيل ومعلومات هامة عن هذه الخامات، و يمكن لأى جهة أن تستفيد منها فى مجال الصناعة بشكل كبير، حيث تعتمد على استخدام التقنيات النووية فى معرفة التحليل العناصرى و تقدير مستويات النشاط الإشعاعي الطبيعى لمختلف العينات البيئية لتحديد المميزات التسويقية للخامات الموجودة، مقارنة بالخامات العالمية من حيث المحتوى العناصرى وتركيزات العناصر الأرضية النادرة، إضافة للمحتوى الاشعاعى من اليورانيوم والثوريوم و التى قد تؤثر في المنتجات الصناعية التى يمكن أن تستخدم فيها هذه الخامات ، ولم يقتصر عملى على انتاج ونشر الأبحاث فقط ، لكن فى 2016 أسست مجلة علمية " مجلة التطبيقات الإشعاعية والنووية" ، لتتيح للباحثين نشر دراساتهم و أبحاثهم العلمية .
وأضاف أستاذ الفيزياء النووية بجامعة الأزهر، بأن مصر ينتظرها مستقبل واعد فى مجال الطاقة النووية ، خاصة بعد البدء فى مشروع الضبعة النووى ، هذا المشروع العملاق الذى يضم 4 مفاعلات و يساهم فى انتاج سدس كهرباء مصر بغضون عام 2028، لافتاً إلى أن الطاقة النووية من الطاقات الآمنة التى بدأت فى مصر مبكراً ، حيث يوجد لدينا 2 مفاعل نووى أكاديمى ، الأول أنشىء عام 1961 بطاقة 2 ميجاوات بصناعة روسية، والثانى عام 1998 بطاقة 22 ميجاوات بصناعة أرجنتينية.
واستطرد الطاهر، كما أن الطاقة النووية لا يقتصر عملها على الكهرباء فقط ، فهناك استخدامات واسعة لها فى مجال تحلية المياه ، و فى انتاج النظائر المشعة التى تستخدم فى العلاج ، وفى الزراعة والصناعة ، ما يجعل الاعتماد عليها خلال الفترة القادمة أمراً ضرورياً لا غنى عنه .
ودعا أضاف أستاذ الفيزياء النووية بجامعة الأزهر، شباب الباحثين لبذل جهد أكبر و التنافس فى نشر أبحاثهم ودراساتهم العلمية فى مجلات دولية متخصصة ، لخدمة مجال البحث العلمى ، وحتى تكون عوناً للباحثين الآخرين ، يستشهدون ويسترشدون بها فى أبحاثهم ودراساتهم، كما أتمنى من القائمين على البحث العلمى بالجامعات ومراكز البحوث ، بالاستفادة من الباحثين المختارين ضمن قائمة ستانفورد والتصنيفات الدولية الأخرى لخدمة المشاريع القومية.
يذكر أن الأستاذ الدكتور عاطف الطاهر، أستاذ الفيزياء النووية بكلية العلوم- جامعة الأزهر فرع أسيوط ، من مواليد 1966 بقرية الكراتيه بمركز قوص التابعة لمحافظة قنا ، حصل على بكالوريوس العلوم من قسم الفيزياء كلية العلوم جامعة جنوب الوادى 1988، و حصل على الماجستير فى الفيزياء الإشعاعية من جامعة جنوب الوادى 1966، و الدكتوراه فى الفيزياء النووية التجريبية بنظام الإشراف المشترك بين جامعة يوهان جوتنبرج بألمانيا و جامعة الأزهر 2003 ، و اعتمد كخبير فى الوقاية من الإشعاع المؤين من قبل وزارة الصحة المصرية 2006 ، و خبير وقاية اشعاعية فى مجال التعليم والبحث العلمى من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض بالمملكة العربية السعودية 2011، و عضواً بالشبكة القومية لفيزياء الإشعاع بهيئة الطاقة الذرية المصرية منذ 2016، و شارك كباحث رئيسى و مشارك ومستشار فى 40 مشروع بحثى ممول من جامعات وهيئات علمية.
وحصل الطاهر على جائزة الدولة للهيئات و الأفراد فى الفيزياء لعام 2011 ، و بلغت الاستشهادات المرجعية لأعماله لـ 2799 استشهاد ، كما شارك فى أكثر من 30 مؤتمر عالمي فى مصر و ألمانيا والصين وروسيا والسعودية ولبنان ومعظم المؤتمرات الخاصة بالفيزياء الإشعاعية والنووية التى تقام بمصر، وجرى تكريمه من قبل جامعة الأزهر بعد إدراجه فى قائمة الـ 2% للعلماء الأكثر نشراً لأبحاث علمية و كذلك محافظ قنا.