الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من طرف خفى «15»

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

مرت 11 عاما على أحداث 25 يناير 2011 ذلك اليوم الذي تم اختياره تحديدا لمحو تاريخ مصر، لمحو ذكرى أعظم بطولة سطرها  أبطال الشرطة المصرية فى التصدى للعدوان البريطانى فى أشهر معركة  بتاريخ مصر معركة  قسم شرطة البستان بالإسماعيلية، أراد بنى صهيون استبدال ذلك التاريخ بأحداث أخرى تمحو تاريخنا المشرف، ليتناسب مع الأجندة الصهيوأمريكية لخلق جيل جديد يؤمن بالصهيونية وأحقية الصهاينة فى بناء مملكتهم المزعومة .

كلما مرت أمام عينى مشاهد تخريب مصر فى أحداث يناير 2011 أشعر بالخيبة والخذلان والألم يعتصر قلبى، ستظل تلك الذكريات المؤلمة ومشاهدها القاسية عالقة فى ذهنى، صوت الرصاص مازال فى أذنى، مشهد الحرائق ما زال أمام عينى مشهد قتل ضباطنا مازال يؤلمني.

لا أبالغ إذا قلت إننى أصبت بصدمة نفسية عندما شاهدت ما جرى أمام عينى فى تلك الأحداث،  
حاولت كثيرا التغلب والتعايش لكنى فشلت فى أن أتناسى ما حدث لأنها كانت أكبر من أن يستوعبها عقلي.

عقب عودتنا من رحلة صربيا للتدريب على إسقاط الدولة لا إسقاط النظام، كان علينا الإسراع فى تنفيذ المهام التى كلفنا بها من قبل منظمة فريدم هاوس، والتى كان من بينها التركيز على إبراز مساوئ الشرطة المصرية والعمل على خلخلة النظام المصرى من خلال افتعال بعض المشاهد والأفعال، وتم اتخاذ واقعة الشاب السكندري مخرجا لوضع رتوش المشهد الأخير للوصول لـ 25 يناير وتحقيق الحلم الصهيونى.

خرجت حشود المتظاهرين يوم  الثلاثاء 25 يناير 2011 من عدة مناطق شعبية متجهين لميدان التحرير ، كان الهدف من خروج المسيرات من المناطق الشعبية المتكدسة بالسكان هو جذب أكبر قدر ممكن وتجميع أكبر عدد من خلال إطلاق هتافات تعمل على دغدغة المشاعر الإنسانية، وتمس آلام ومواجع تلك الفئة، نجحت الخطة الأولى فى الحشد والتمركز فى ميدان التحرير، فور وصول الحشود واقتحامها الميدان أصيبت الشرطة المصرية بالشلل وحالة ذهول، ما كان عليهم سوى اتخاذ جانب من الميدان حتى يستوعبوا المشهد ويبدأ بعدها التصرف باستخدام سيارة رش المياه لتفريق المتظاهرين، إلى أن جاء رد المتظاهرين بقذف رجال الشرطة بالحجارة وقطع السيراميك وتم قتل أول شهيد للشرطة المجند أحمد عزيز فرج، كان عريسا حديث الزواج وزوجته تحمل بين أحشائها جنينا فى الشهر الثانى ، قام بقتله أمام عينى أحد النشطاء المحبوس حاليا لقضاء فترة عقوبة عن جرائم أخرى اقترفها.

وتوالت الأحداث بعدها وتم حرق 99 قسم شرطة على مستوى الجمهورية فى ذات التوقيت ، ثم اقتحمت السجون ومن أشهرهم سجن وادى النطرون لتهريب قيادات الجماعة الإرهابية ومسجونى حماس وحزب الله ، وظهور القناصة أعلى سطح الجامعة الأمريكية لقتل المتظاهرين وإلصاق التهم برجال الشرطة المجنى عليهم فى ذلك التوقيت، وفى مشاهد أخرى على أطراف الميدان تم محاصرة رجال الشرطة وإجبارهم على خلع ملابسهم الميرى وتمزيقها وسحل وضرب بعضهم فى مشهد دموى قاسى لم أتخيل يوما أن آراه حتى فى كابوس،  لذلك لم أر من أحداث يناير سوى الجانب السلبى الأسود .

تعرض رجال الشرطة بعد أحداث 25 يناير 2011 إلى العديد من المتاعب والمصاعب لعلنا نذكر جميعا ما حدث فى تلك الليلة ، كنت أتواجد بحكم عملى كصحفية ميدانية أوثق الأحداث فى قلب التظاهرات التى انطلقت من دوران شبرًا وناهيا وصولا لميدان التحرير بصحبة الحركة الملعونة وقيادات الجماعة الإرهابية.

 فور وصولنا الميدان كان جنود الأمن المركزي يصطفون على مداخله لمنع وصول التظاهرات لقلب الميدان ، اتخذت لى موقعا اعلى محطة مترو أنور السادات حتى أتمكن من متابعة ورصد ما سيحدث، فؤجئت بطوفان من البشر يخترق الميدان وصفوف الأمن المركزي من ناحية كوبرى قصر النيل وطوفان آخر من ناحية شارع طلعت حرب، إلا أن تلك الحشود كانت تضم شبابا منظما فى شكل أشبه بالطابور العسكرى واختفاء تام لقيادات حركة شباب 6 أبريل ، بينما الأعضاء كانوا متواجدين.

وأصيب رجال الشرطة فى تلك اللحظة بحالة من الذهول لدرجة أن الجنود انسحبوا فى مشهد يذكرنى بمشهد جنودنا فى نكسة 67 الذى يتم عرضه فى الأفلام الوثائقية القديمة، انسحبوا جميعا من الميدان فى اتجاه هارديز ناصية شارع محمد محمود موقع اللواء اسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة، حيث كان يتابع الأحداث وقتها وسط ضباطه وباقى قيادات  المديرية .

 وبعد أن تمكن المتظاهرون من دخول الميدان انسحب الجنود فقام بعض المتظاهرين بتحطيم الرصيف بواسطة آلات حادة كانت بحوزتهم، وقاموا بإلقاء الحجارة على الجنود ومدير الأمن والضباط المتواجدين، أصيب عدد لا بأس به من رجال الشرطة وعلى رأسهم العميد هشام جمعة مدير مكتب اللواء اسماعيل الشاعر ، ثم قام المتظاهرون بمحاولة اقتحام هارديز للاعتداء على اللواء إسماعيل الشاعر، إلا أن الضباط قاموا بعمل درع بشرى لحمايته ونقله لمحل كنتاكي المجاور لهارديز، قام بعد ذلك رجال الشرطة باستخدام سيارة رش المياه، حيث وصلت لمنتصف الميدان لرش المتظاهرين حتى يتخلوا عن مواقعهم، إلا أن أحد النشطاء قام بتسلق سيارة رش المياه وقام بضرب المجند الشهيد أحمد عزيز فرج بقطعة سيراميك حتى فارق الحياة .

اكتفي بهذا القدر وللحديث بقية بإذن الله .