أحب تربيةَ الكلاب واللعب معها ، فما الحكم الشرعي في ذلك ؟ وهل وجود الكلب داخل المنزل لهذا الغرض يمنع دخول الملائكة ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وأجاب مجدي عاشور عن السؤال قائلا: إنَّ الأصل في اقتناء الكلب لغير حاجة محظور ، وإنما يُبَاح شرعًا إذا استدعت الحاجة ذلك ؛ كأن كان الاقتناء للحراسة أو الصيد أو ما كان في معناهما كاستخدامات إدارات الشرطة المتخصصة ، وكذلك لمساعدة إنسانٍ كفيف أو عاجز أو طفل يعاني من التوحد ، أو ما في معنى ذلك مما تقتضيه الحاجة ، وليس هناك ما يُغْنِي عن الكلبِ في ذلك ، وبشرط ألَّا يُرَوِّع الآمنين أو يزعج الجيران .
وأضاف مستشار المفتي أما عن أثر ذلك في دخول الملائكة البيتَ الذي فيه كلبٌ من عدمه ، فلا يمنع من دخولها الكلبُ المحتاج إليه على قول كثيرٍ من الفقهاء، وينبغي أن نفرق بين حكم اقتناء الكلب وبين حكم طهارته أو نجاسته .
هل لعاب الكلاب نجس؟
أحب تربية الكلاب واللعب معها ، فما الحكم الشرعي في طهارة ونجاسة لُعَابها ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وقال مجدي عاشور ردا على السؤال: إن الفقهاء اختلفوا في نجاسة الكلب بجميع أجزائه.
وأوضح أن الحنفيَّة والحنابلة في رواية ذهبوا إلى أن الكلب طاهر العين بمعنى جسمه ، لكن لُعابه ورطوباته وسؤره محل النجاسة .
وذهب المالكيَّة إلى أنه طاهر الجسد ولعابه ورطوباته من عَرَقٍ أو دَمْع أو مخاط كذلك ، واختلفوا في شعره فذهب بعضهم إلى القول بطهارته .
وذهب الشافعية والحنابلة في المشهور إلى نجاسة جسده ولُعَابِه .
وأشار مستشار المفتي إلى أنه ينبغي مراعاة عدة أمور في هذه المسألة :
الأول : ليس مجرد وجود الكلب في مكان ما مُوجِبًا للحكم على هذا المكان بالنجاسة ما لم تحصل فيه نجاسةٌ على جهة اليقين .
والثاني : لمس الأجزاء الجافة من جسم الكلب بأيِّ جزءٍ جافٍّ ، سواء كان من البدن أو الثياب ، لا يلزم منه التنجس باتفاق ؛ لأن الجاف على الجاف طاهر بلا خلاف .
والثالث : قد يظن بعض الناس أن القول بنجاسة الكلب يلزم منه أن مجرد لمسه ينقض الوضوء ، لكن الأمر ليس كذلك ؛ فهناك فرق بين التنجس الموجب لغسل الموضع المصاب بالنجاسة من الثياب أو غيره بالصفة الشرعية المعلومة ، وبين الوضوء الذي له نواقض معروفة ليس منها مس النجاسة.
والخلاصة : أن ملامسة الإنسان المتوضىء لشعر الكلب لا ينقض الوضوء ، وإذا أصاب الإنسانَ شيءٌ من لُعابه أو رطوباته ففي طهارة ذلك الموضع الممسوس خِلافٌ مشهور بين الفقهاء ، ويجوز تقليد مذهب المالكيَّة في ذلك وهو القائل بطهارة الكلب . وهو المختار في الفتوى .
ونحب أن ننبه إلى أن حكم طهارة الكلب أو نجاسته شيءٌ ، وهو الذي أوردناه في هذه الفتوى . وحكم اقتنائه وتربيته شيء آخر . وحكم التجارة فيه وبيعه شيء ثالث .