هل يغفر الله لمن مات وهو لا يصلي .. إن كان تركه لها مع إنكاره وجحوده بفرضيتها فإنه في هذه الحالة يكون كافرًا والعياذ بالله تعالى، لا ينفعه شيء من العمل إذا أُهدي له بعد موته، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {وما منعهم أن تُقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله} فمع الكفر لا ينفع شيء من العمل الصالح.
والنوع الثاني ممن يتركون الصلاة من يتركونها تكاسلاً عنها وتهاونًا بها، ولكنهم يؤمنون ويُقرون بفرضيتها، وهؤلاء مسلمون على مذهب أكثر أهل العلم، لا سيما من المتأخرين، ومن أهل العلم من ذهب إلى كفر من ترك الصلاة ولو كان تركه لها تكاسلاً، ولكنا نرجو الله تعالى لهذا الصنف أن تشملهم رحمة الله، ووالدك إن كان من هذا النوع فوصيتنا لك أن تُكثري من الاستغفار له والدعاء.
هل يغفر الله لمن مات وهو لا يصلي
هل يغفر الله لمن مات وهو لا يصلي الدعاء ينفع الميت بإجماع العلماء، فأكثري من دعاء الله له بأن يتجاوز عنه، وأن يغفر له، ولا سيما في الأوقات التي يشتد فيها رجاء إجابة الدعاء كالدعاء حال السجود في الثلث الأخير من الليل، وحال الصيام، وحال السفر، وبين الأذان والإقامة، وبعد العصر إلى الغروب من يوم الجمعة، ونحو ذلك من الحالات والساعات الشريفة التي يعظم فيها رجاء الإجابة.
ومن الأعمال التي تنفعه أيضًا: أن تتصدقي عنه، فإذا تصدقت عنه فإن الصدقة تنفعه بإذن الله تعالى باتفاق العلماء أيضًا، وأما ما عدا ذلك من الأعمال كقراءة القرآن وإهداء الثواب له أو غير ذلك من أعمال البر عدا الحج والعمرة إن كان لم يحج ولم يعتمر، ما عدا ذلك محل خلاف بين العلماء، ونحن نرجو الله تعالى أن يصل الثواب إليه إذا فعلت شيئًا من أفعال الخير وأهديت الثواب له، ولكن ينبغي الاهتمام والاعتناء بما اتفق العلماء على انتفاع الميت به بعد موته، وذلك كما قلنا يتمثل في ثلاثة أشياء (الدعاء له بعد موته - التصدق عنه - الحج والاعتمار عنه، لا سيما في الحج والعمرة الواجبين).
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل قال للصحابة من هو الشهيد عندكم قالوا يا رسول الشهيد من مات فى المعركة قال إذا شهداء أمتى قليل وشهداء أمتى كثير ثم قال لهم المبطون والمحروق والغريق والنفساء ومن تمنى الشهادة الى أخرة وعدى 11 نوعا من الشهداء فهؤلاء يموتون وهم شهداء... من مات ولم يكن يصلى أو يصوم فعلى أبنائه أن يستغفروا له ويقدموا أعمالا خيرية يهدون ثوابها من صداقات وعمرة له.
حكم تارك الصلاة مع الإنكار والجحود، تارك الصلاة إن كان تاركها مع الإنكار والجحود بفرضيتها فإنه في هذه الحالة يكون كافراً والعياذ بالله، فلا ينفعه شيء من عمله ليهدى به بعد الموت، فحكمه حكم المرتد عن الإسلام، فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كسالى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) [سورة التوبة: الآية 54]
وقد استثنى من هذا الحكم الشافعية والحنابلة من كان حديث في الإسلام، ولم يعلم بأن الصلاة واجبة، وأنها ركن من أركان الإسلام، في هذه الحالة يجب علمه بوجوب فريضة الصلاة وبعد ذلك إن تركها جحوداً وجب عليه قيام الحد.
وبالتالي من مات وهو تارك للصلاة جحوداً بها فهو سيعذب في قبره وهذا بإجماع الفقهاء في ذلك، فيعد بذلك ترك الصلاة من موجبات عذاب القبر، وهي سبب لدخول جهنم، وهي أول ما يُسأل عنه المرء من عمله يوم القيامة.
وقد فسر الفقهاء أن الضنك (ضيق العيش والحياة) ليس في الدنيا فقط وإنما في حياة البرزخ وحياة القبر أيضاً، فلقد فسر ابن القيم قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15)) [سورة الانفطار: 13 – 15] بأن هذا النعيم والجحيم في الدنيا والبرزخ والآخرة.
هل يجوز الصوم عن الميت
ورد سؤال للشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء من سائل يقول " توفي والدي ولم يكن يصلي أو يصوم فهل يجوز أن أصوم عنه؟".
أجاب أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فيديو له أن ترك الصيام لعذر من سفر أو مرض يرجى برؤه، لزمه قضائه، فإن مات دون أن يقضيه، مع تمكنه من القضاء، بقي الصيام في ذمته، واستحب لأوليائه أن يصوموا عنه؛ لحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ).
وأضاف شلبي أنه إذا كان عليكِ أيام صيام فيجب عليكِ أولًا صيامهم، فعلى الإنسان أن يبدأ بنفسه أولًا ثم بمن يعول فابدئي بنفسكِ فى القضاء ثم أقضى عن الآخرين ما عليهم من صوم.
وورد سؤال للشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء من سائل يقول "هل يقضى الصيام والصلاة عن المتوفي".
أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار، أنه يجوز قضاء الصوم عن المتوفي بينما لا تقضى الصلاة عنه وفقًا لجمهور الفقهاء.
حكم من مات قبل أن يقضى ما فاته من صلوات هل يعذب أم يرحم ؟
هكذا ورد سؤال أجاب لدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
وأجاب عن هذا السؤال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، قائلاً: "الله أرحم من ذلك بأكثر مما نتصور، فعلى العبد ان يتعامل مع الله سبحانه وتعالى بأنه أكثر رحمة مما يتصور الكون كله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أن من يأخذ دينًا من أحد عليه أن يحرص على قضاءه حفاظًا على حقوق الناس، فإن مات قبل أن يسد دينه، فيجب أن يسد من تركته.
وأوضح عاشور أنه في حالة لم تكن له تركة يستحب أن يرده عنه ورثته، وإن لم يكن كذلك، ولكنه كان ينوي سد الدين، سد الله سبحانه وتعالى عنه دينه، "فإن كان هذا في حق الناس فما بالنا في حق الله الرحمن الرحيم؟"، وأضاف عاشور أن حقوق العباد مبنية على المشاححة وحق الله مبني على المسامحة، "فالذي يتحمل الدين عنك في حق البشر يتحمله عنك في حق الله بشرط النية".
ما حكم من توفي وعليه صلوات لم يصلِها ؟
سؤال أجاب عنه الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بفيديو مسجل له، على صفحة الإفتاء على "يوتيوب".
وأجاب "شلبي"، قائلًا: إذا كانت تركت صلوات واستغفرت الله وتابت وعزمت على قضاء هذه الصلاة وبدأت فى قضائها ولكن ماتت قبل ان تكمل هذه الصلوات التى عليها فالله بفضله الواسع يعفو عنها، لأن العفو عنها مرتبط بالنية والاستغفار والعزم فى انها تقضي ما عليها من صلوات.
وتابع قائلًا: "فخالتك لا شئ عليها لانها كانت عازمة في نيتها ان تقضي ما عليها من صلوات، اما
ان تصلى مكانها فلا يجوز لأحد أن يصلى مكان احد. هل يجوز قضاء الصلاة والصوم عن الميت ؟قال الشيخ محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن ترك الصيام لعذر من سفر أو مرض يرجى برؤه، لزمه قضائه، فإن مات دون أن يقضيه، مع تمكنه من القضاء، بقي الصيام في ذمته، واستحب لأوليائه أن يصوموا عنه؛ لحديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ).
وأضاف شلبي، فى إجابته عن سؤال ورد اليه وذلك خلال فتوى على صفحة دار الإفتاء المصرية، مضمونة( توفي والدي ولم يكن يصلي أو يصوم فهل يجوز أن أصوم عنه ؟)، أنه إذا كان عليكِ أيام صيام فيجب عليكِ أولًا صيامهم، فعلى الإنسان أن يبدأ بنفسه أولًا ثم بمن يعول فإبدئي بنفسكِ فى القضاء ثم أقضى عن الأخرين ما عليهم من صوم.
قالت الأمانة العامة للفتوى بدار الإفتاء، فى فتوى لها أن من صام ولا يصلى فصيامه صحيح وغير فاسد، لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.
دار الإفتاء :من صام بدون صلاة صيامه صحيح
وقالت الأمانة العامة للفتوى، فى فتوى نشرت على موقع دار الإفتاء، ردا على سؤال ما الحكم فيمن صام رمضان ولكنه لا يصلى؛ هل ذلك يُفسِد صيامه ولا ينال عليه أجرًا؟ أنه لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة، وقد اشتد وعيد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تركها وفرط فى شأنها، حتى قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» أخرجه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجة، وصححه الترمذى وابن حبان والحاكم.
ومعنى «فقد كفر» فى هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التى فى معناه: أى أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار فى عدم صلاتهم، فإن الكبائر من شُعَب الكُفر، كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام -عياذا بالله تعالى- فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.
وأضافت دار الإفتاء أن المسلم مأمورٌ بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى- من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما افترض الله عليه- إن كان من أهل وجوبه، وعليه أن يلتزم بها جميعًا، كما قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً"، وجاء في تفسيرها: أى التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته، ولا يجوز له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ بعضًا ويترك بعضًا فيقع بذلك في قوله تعالى: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ"..
وقالت "كل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبـادات الأخرى، فمن صـام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّى أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلى".