سقطت جماعة الإخوان الإرهابية في مصر سقوطا مدويا بعد عام واحد فقط من توليها السلطة في البلاد، بسبب إخفاقها في جميع الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حتى لفظها الشعب وأخرجها من السلطة.
وكان سبب صعود تلك الجماعة الإرهابية إلى قمة السلطة في مصر، تسلقها على ثورة 25 يناير والسيطرة عليها وعلى ميدان التحرير، وإغراق البلاد في الفوضى وتصدر المشهد السياسي في مصر ووهم الشعب بأن الجماعة هي المنقذ والحل لديها، ومزج الدين بالسياسة وإظهار الإخوان أنفسهم بأنهم الجماعة المتدينة وسيحكمون باسم الدين، وهم بعيدون كل البعد عن هذه الشعارات والإسلام براء منهم.
وبعد سقوط الجماعة الإرهابية في مصر وانكشاف حقيقتها لدى الشعب، بدأت في الإيعاز إلى عناصرها بتنفيذ أعمال تخريبية في البلاد، لكن قوات الأمن نجحت في التصدي للجماعات التخريبية من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وتمكنت من القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد والقبض على قيادات الجماعات الإرهابية.
استعادت مصر استقرارها وسلامتها بتضحية أبنائها من رجال الجيش والشرطة وتقديم أرواحهم دفاعا عن تراب هذا البلد وسلامة وأمن أراضيه.
ولفضح الجماعة الإرهابية ومخططاتها لضرب استقرار البلاد بداية من 25 يناير 2011 وما بعدها، خاصة فترة حكمهم مصر في 2012، حاور "صدى البلد"، المحامي والكاتب الدكتور ثروت الخرباوي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، الذي كشف لنا الكثير من الكواليس وفضح المسكوت عن داخل جماعة الإخوان والانشقاق الحادث الآن بين صفوف الجماعة، وكيف يمكن التخلص نهائيا منها؟، وإلى نص الحوار:
كيف تسلقت جماعة الإخوان ثورة 25 يناير ووصلت إلى الحكم؟
قبل 25 يناير 2011، وصل الشعب إلى درجة غير عادية من الغضب، ظهرت بوادرها الغير محمودة يوم 25، وهنا نجح الإخوان في استغلال غضب الجماهير وتوجيه مسار الثورة لصالحهم وذلك يرجع لإجادة عناصر الجماعة استغلال الموقف والاستفادة منها واستغلال المليشيات المسلحة، فـ الإخوان تدربوا على هذا لفترات طوال والقيادة السياسية حينها، لم تنتبه إلى هذا الأمر وظنت أنه في مقدرتها السيطرة على هذا الغضب، ولكن وصل الحال في 28 يناير 2011، "جمعة الغضب" إلى درجة اللاعودة.
جماعة الإخوان الإرهابية لم تشارك في ثورة في 25 يناير 2011، من البداية ولكن جاءت إليهم التعليمات في 28 يناير 2011 بالنزول إلى الميادين، وكانت هناك أعداد أخرى من غير الإخوان كانت قد تدربت خارج مصر مثل "6 إبريل" التي كانت جناحا من أجنحة جماعة الإخوان وتم تشكيلها من كيانات من خارج التنظيم ولا علاقة لها بالجماعة، ولكن المقصود كان التثوير في الشعب واستكمال الغضب والفوضى في البلاد وإشعالها، وهو الأمر الذي تعتاد عليه جماعة الإخوان، ففي العام 1946، أحرقوا 9 أقسام للشرطة في القاهرة، وفي العام 1952، أحرقوا القاهرة "تم إثبات أن جماعة الإخوان هي من قامت بذلك".
وعندما تم القبض على سيد قطب وجماعته وألف كتاب "لماذا أعدموني"، الذي ثبت من خلاله أنه كان ينوي إضرام النيران في عدد من مؤسسات الدولة داخل القاهرة حتى تنشغل بها قوات الأمن ثم يقوم سيد قطب وجماعته بالانقضاض على الحكم، فهي خطة قديمة مكتوبة ولكن للأسف لم تنتبه السلطة حينها، لخطورة هذه الخطة.
وفي 25 يناير 2011، لم تنتبه القيادة السياسية أيضا لـ مقدمات الثورة مثل حركة 6 إبريل، وحركة كفاية، وغيرهما من الحركات، حيث كان لهذه المقدمات نتائجا ولم تتم دراسة المشاكل وفهم الواقع جيدا حينها، ونجحت الجماعة الإرهابية في استغلال هذا الغضب؛ لأن الجماعة كانت في هذا الوقت التنظيم المسلح المنظم والمدرب والقادر على استيعاب الجماهير وتوجيهها، وكان المشرف على توجيه هذا الغضب والسيطرة عليه محمد البلتاجي وصفوت حجازي في ميدان التحرير وكان لهما السيطرة التامة على الجماهير.
الجماعة خرجت بكل طاقتها وقيادتها وأسرهم وقالوا حينها، إنها معركة التمكين وأن جماعة الإخوان تعيش عمرها كله من أجل هذه اللحظة.
جماعة الإخوان وضعت الحكم كركن من أركان الإسلام، مثل الشيعة الذين يضعون الإمامية كركن من أركان الإسلام، واعتبرت أن الوصول إلى الحكم هو إقامة لشرع الله والشريعة الإسلامية.
عقدت الانتخابات الرئاسية التي أديرت وقتها من قبل الإخوان وتم تزويرها، وفي أثناء تزوير الانتخابات كان هناك فتوى تقول إن الضرورات تبيح المحظورات، واعتبروا أن وصول الإخوان للحكم هو وصول للإسلام لذلك يتيحون استخدام أي وسيلة للوصول إلى الهدف.
لذلك كان يتم إشعال المظاهرات كلما هدأت عن طريق أدوات الجماعة والمليشيات المسلحة التابعة لها والمليشيات التي كانت على أسطح العمارات في ميدان التحرير كانوا يقومون باصطياد أعداد من المتظاهرين وقتلهم لإشعال المظاهرات من جديد.
وكانت هناك أيادٍ خارجية تدخلت لإحداث الفوضى بالبلاد من خلال اقتحام السجون وتهريب المساجين التي بها والقيادات الإخوانية التي كانت محتجزة، كما تم تهريب عدد من قيادات حزب الله، الذين كانوا مسجونين في سجن طرة وعادوا إلى لبنان.
ما المقصود حينها من إشعال الخوف والفزع في البلاد؟
حالة الفزع والخوف في الشارع المصري كانت مطلوبة، وتم تشكيل لجان شعبية في الشوارع بهدف التأمين، الخوف المزروع في نفوس الشعب كان يسهل من سيطرة الجماعة عليهم وتوجيههم كيفما تريد.
تم اقتحام مراكز الشرطة ومبنى أمن الدولة الذي كان يحتوى على كل أسرار وخفايا التنظيم، وفي أثناء حكم الإخوان كان سيتم إلغاء قسم الجماعات المتطرفة والإرهابية نهائيا من أمن الدولة لطمس هوية الجماعة وأسرارها، ولكن هذه الأقسام التفت حول نفسها وحافظت على أدبياتها وعلى المعلومات التي لديها وأقاموا بناء عظيما عليها، حيث استطاعوا تخطي هذه الفترة الصعبة وحصلوا على معلومات جديدة كان من المستحيل على أي جهاز أمني أن يصل إليها بتلك السرعة وهذه الدقة والحرفية، ومنها معرفة تشكيل التنظيمات المسلحة في مصر بكل ما فيها من أفراد وعتاد وتنظيم مثل حركة حسم وأنصار بيت المقدس وغيرها كانت متاحة لدى أجهزة الأمن المصرية.
لذا تم القضاء على هذه الخلايا والتنظيمات الإرهابية تماما ونجحت الدولة في كسر شوكة الإرهاب وقوى الشر أجمعين واستعادة الاستقرار لتبدأ مرحلة البناء والتنمية.