قال تقرير لشبكة بي بي سي عن الأزمة في أوكرانيا، إن بريطانيا مثلها مثل القوى الغربية الأخرى، تعمل على مساعدة أوكرانيا، متوعدة كذلك روسيا في حالة غزوها لأوكرانيا بفرض عقوبات اقتصادية، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه بتزويد أوكرانيا بالأسلحة المضادة للدبابات والعربات المدرعة.
ولفتت بي بي سي، إلى وجود وعد بنشر قوات بريطانية في دول شرق أوروبا الأعضاء في حلف الناتو، إذا عبرت القوات الروسية حدود أوكرانيا، وبالتالي وضع بريطاني في مواجهة، وإن كان ليس شرطًا أن تكون مواجهة عسكرية- روسيا.
لكن السؤال هو عن سبب تورط المملكة المتحدة، في مثل هذا الصراع المحتمل بين دولتين أجنبيتين، بما يمكن أن ينتج عنه من عواقب بعيدة المدى.
1-أجابت بي بي سي وقالت، إن السبب وراء توجه بريطانيا، كون أوكرانيا، رغم أنها ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي أو الناتو، لكنها حليف للقوى الأوروبية ولديها حكومة موالية للغرب.
2-كما أنها مثل معظم دول أوروبا، دولة ديمقراطية، ولا يريد معظم شعبها أن تصبح بلادهم جزءًا من روسيا، علاوة على أن لها صلات وثيقة بالمملكة المتحدة.
3-وبعد أن تم تسليم ألفي وحدة سلاح مضاد للدبابات الأسبوع الماضي ووصل 30 جنديًا بريطانيًا لتعليم القوات الأوكرانية كيفية استخدامها، بدأت عبارة "حفظ الله الملكة" في الظهور على موقع تويتر في أوكرانيا، بل وبدأت بعض الحانات والمطاعم في كييف عاصمة أوكرانيا في تقدم مشروبات مجانية لأي شخص لديه جواز سفر بريطاني، وهو ما يشير كذلك إلى تنامي التأثير الثقافي الإنجليزي في أوكرانيا.
4-وتقول بي بي سي، إن هناك أيضًا إلتزامات قانونية تقع على عاتق المملكة المتحدة، يتمثل في الدفاع عن وحدة أراضي أوكرانيا.
ففي عام 1994، وقعت المملكة المتحدة - إلى جانب الولايات المتحدة - مذكرة في مؤتمر دولي في بودابست تعد "باحترام استقلال وسيادة أوكرانيا وحدودها الحالية".
كما وعدوا بتقديم المساعدة لأوكرانيا إذا "أصبحت ضحية لعمل عدواني".
5-كان هذا في مقابل تخلي أوكرانيا عن ترسانتها الضخمة من الأسلحة النووية، وهي إرث من عضويتها في الاتحاد السوفيتي.
6-وعن بعد الأمن الأوروبي، تعارض المملكة المتحدة إعادة رسم الحدود الأوروبية بالقوة من قبل روسيا، ومحاولة فرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاييره التي يراها لحدود الأمن القومي لدولته.
7-علاوة على إن أحد المبادئ الأساسية للأمن الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية هو أن الدول ذات السيادة لها الحق في اتخاذ خياراتها الخاصة، وهو الذي أطلقوا عليه حق تقرير المصير، ولعل أهم جانب في هذا المبدأ هو أن الحدود لا يمكن تغييرها عن طريق الجيوش الغازية.
وبالتالي لاتريد برطيانيا أو الغرب تكرير ما حدث قبل سنوات، حينما قامت روسيا في عام 2014 بضم جزءًا من أوكرانيا، في شبه جزيرة القرم.
في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين: "السماح لروسيا بانتهاك تلك المبادئ مع الإفلات من العقاب سوف يجرنا جميعًا إلى أشياء أكثر خطورة وعدم استقرار".
8-وتعارض إنجلترا المطالب الروسية التي تريد من الناتو أن يقدم وعدًا ملزمًا قانونًا بأن أوكرانيا لن تصبح أبدًا عضوًا فيه، كما تريد من الناتو سحب قواته من معظم دول أوروبا الشرقية.
لكن هذين المطلبين من شأنهما أن يخالفا مبادئ الناتو الرئيسية، أي أن الحلف يجب أن يكون مفتوحًا لأي دولة أوروبية تريد الانضمام وأن يكون جميع أعضاء الناتو دولًا ذات سيادة.