الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سد النهضة ومكافحة الإرهاب الأبرز ..ملفات تصدرت مباحثات الرئيس السيسي ونظيره السنغالي

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونضيره السنغالي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، نظيره السنغالي ماكي سال، بقصر الاتحادية، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي.

الرئيسان السيسي وسال
الرئيسان السيسي وسال

علاقة أخوة وصداقة قوية 

وأكد الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السنغالي، عزم البلدين على دفع تلك العلاقات، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.

وأشار الرئيس إلى تعزيز جهود احتواء تفشي فيروس كورونا، والقضاء على خطر التطرف والإرهاب، إضافةً إلى تفعيل التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة.

وقال الرئيس السيسي "أخي الرئيس ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال، إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أرحب بأخي فخامة الرئيس ماكي سال والوفد المرافق له في بلده الثاني مصر، والذي تربطني به علاقة أخوة وصداقة توطدت منذ زيارتي للسنغال في إبريل 2019، كما أود أن أنتهز هذه المناسبة لأعرب عن اعتزازي بما يجمع بلدينا وشعبينا من روابط تاريخية ممتدة".

وتابع الرئيس: "وفيما يتصل بمشاوراتنا اليوم، فقد تناولت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية خلال الفترة القادمة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، وأكدنا عزمنا على دفع تلك العلاقات، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المتبادلة، إضافة إلى التأكيد على أهمية تحقيق الاستفادة القصوى من تدشين مجلس رجال الأعمال المصري السنغالي".

ولفت الرئيس السيسي: "أكدنا كذلك على ضرورة تكثيف التعاون في مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبناء قدرات الكوادر الوطنية في السنغال، وذلك من خلال مواصلة البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في مختلف القطاعات".

وأشار الرئيس| "تتزامن زيارة أخي الرئيس ماكي سال مع قرب تسلم سيادته رئاسة الاتحاد الأفريقي، وأود أن أتقدم لسيادته بالتهنئة على قرب توليه لتلك المسئولية، والتأكيد على دعمنا الكامل له خلال فترة رئاسته للاتحاد وثقتنا في قيادته الحكيمة للعمل الإفريقي المشترك، ونجاحه في قيادة القارة خلال تلك المرحلة التي تشهد العديد من التحديات، وعلى رأسها تعزيز جهود احتواء تفشي فيروس كورونا، والقضاء على خطر التطرف والإرهاب، إضافةً إلى تفعيل التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة".

وتابع الرئيس السيسي: "ولقد ناقشنا تأثير جائحة كورونا على القارة الأفريقية، حيث أكدنا على أهمية تضافر الجهود القارية من أجل ضمان نفاذ كافة الدول الأفريقية للقاحات، والعمل على توطين صناعتها في القارة، والحد من الآثار السلبية للجائحة بما يمكن دولنا الأفريقية من عودة النشاط الاقتصادي والتنموي".

ولفت الرئيس: "كما تبادلنا وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، حيث أكدت على الاهتمام المصري بجهود صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة، بما فيها منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، فضلاً عن منطقة الساحل الأفريقي، والتي تشهد تطورات وتحديات متشابكة نظراً لتفاقم وتمدد الجماعات الإرهابية".

وقال الرئيس: "وأكدت على استعدادنا لدعم الجهود الأفريقية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال توفير برامج التأهيل وبناء القدرات عن طريق الأجهزة المصرية المتخصصة، وكذلك مؤسساتها الدينية العريقة، وذلك لإعلاء قيم الإسلام الوسطي المعتدل الذي تنادي به مصر في سبيل القضاء على الإرهاب".

الزعيمان
الزعيمان

تطورات ملف سد النهضة

وأشار الرئيس: "كما تناولت مباحثاتنا التطورات الخاصة بملف سد النهضة، واستعرضت مع  الرئيس السنغالي رؤية مصر المستندة إلى كون نهر النيل مصدراً للتعاون والتنمية وشريان حياة جامع لشعوب دول حوض النيل، حيث أكدت على أهمية التوصل لاتفاق قانوني عادل ومتوازن وملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة وفقاً لقواعد القانون الدولي ومخرجات مجلس الأمن في هذا الشأن، وذلك في إطار زمني مناسب ودون أية إجراءات منفردة".

وأوضح الرئيس: "كما تبادلنا الرؤى حول استضافة ورئاسة مصر للدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP 27 في نوفمبر 2022، حيث أكدت اعتزام مصر أن تكون رئاستها للدورة معبرة عن تطلعات دول القارة الأفريقية وأولوياتها ذات الصلة بتغير المناخ، لا سيما وأن أفريقيا تعد أحد أكثر مناطق العالم تضرراً من التبعات السلبية للظاهرة".

وشدد الرئيس: "كما أعربت من جانبي عن تطلع مصر خلال الفترة القادمة للتشاور المستمر مع السنغال، بصفتها رئيس الاتحاد الأفريقي، من أجل بلورة موقف أفريقي موحد إزاء القضايا والموضوعات ذات الأولوية للقارة التي سيتم تناولها خلال المؤتمر".

واختتم الرئيس السيسي: "الرئيس ماكي سال، لقد أسعدني لقاؤكم اليوم، وإنني أتطلع لمزيد من التعاون فيما بين بلدينا بشكل وثيق لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الأفريقية، وأتمنى لجمهورية السنغال حكومة وشعباً كل الخير والاستقرار والرفاهية، وأجدد ترحيبي بكم والوفد المرافق لفخامتكم في بلدكم الثاني مصر".

ومن جانبه قال نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، السفير صلاح حليمة، إن زيارة الرئيس السنغالي لمصر تأتي في إطار الزيارات المتبادلة بين الرئيسين السنغالي والمصري والتي تعد من الأليات رفيعة المستوى التي تجمع بين الرئيسين من أجل التنامي والتعاون بين الجانبين في جميع المجالات وأيضا تعرض وتناول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد حليمة، أن العلاقات بين مصر والسنغال تمتد بجذورها في أعماق التاريخ خاصة منذ استقلال السنغال عام 1960 فكانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بالسنغال دولة مستقلة ذات سيادة ففي هذه الفترة كانت تجمع مصر والسنغال علاقات مميزة وخاصة في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ونظيره السنغالي سنجور، وركزت على العلاقات الثقافية بصفة خاصة ثم تنامت لتشمل مجالات عديدة وبخاصة المجال الاقتصادي.

وأضاف حليمة، أن العلاقات بين البلدين شهدت في الفترة الأخيرة من خلال هذه الزيارات والآليات تناميا وتعاظما يشمل كافة المجالات سواء كان مجال أمني أو سياسي أو إقتصادي أو مجال اجتماعي وشقي الصحة والتعليم خاصة في فترة مكافحة جائحة كورونا.

وأشار حليمة لأهمية الزيارة في الوقت الحالي بأن السنغال سترأس الاتحاد الإفريقي هذا العام اعتبارا من شهر فبراير القادم وبالتالي هذه الزيارة تكتسب أهمية في هذا التشاور، الذي يجري بين الجانبين خاصة وأن رأست الإتحاد الإفريقي عام 2019 وكان لها إنجازات عديدة، ويرى حليمة أنه سيكون هناك نقل لخبرة مصر في هذا المجال للسنغال ليتم تفعيل ماتم إنجازه والبناء عليه.

الرئيس السيسي يرحب بوفد السنغال
الرئيس السيسي يرحب بوفد السنغال

التشاور حول القضايا الإقليمية 

وأضاف حليمة، أنه سيكون هناك فرصة في الزيارة للتشاور حول القضايا الإقليمية التي سيتم تناولها في مؤتمر القمة الإفريقي وتناول العديد من القضايا الساخنة مثل أزمة السودان وإثيوبيا والصومال ومنطفة غرب أفريقيا بوجه عام ومنطقة الساحل المجاورة للسنغال حيث تسود هناك زعزعة الأمن والاستقرار من خلال نشاط المنظمات الإرهابية التي تمارس إرهابا وضغطا على الأوضاع السياسية والإقتصادية هناك.

وقال حليمة، أن الزيارة شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات التي من شأنها تنامي وتعاظم العلاقات بينهم وفي مجالات معينة لعل من أبرزها مجالات تتعلق بالطاقة والثقافة وبالأخص سيكون هناك تركيز كبير في مجال البنية التحتية ومجال بناء القدرات وخاصة تشجيع الاستثمارات المصرية في مشروعات السنغال فنحن نعلم أن هناك إهتمام من مجلس الوزراء منذ فترة قريبة بتنامي وتعاظم العلاقات بين مصر والقارة الإفريقية من خلال إلى مناطق منها منطقة غرب إفريقيا والسنغال وتم إعطاء أولوية لهذه المنطقة من حيث النشاط الاقتصادي والتجاري.

وأكد وجود اهتمام بالمجال الثقافي لمحاربة الإرهاب من خلال الفكر وليس من خلال الصراع المسلح، لافتا إلى دور السنغال الكبير في هذا الأمر لأن للسنغال ثقافة تاريخية لها وزنها وتأثيرها فتتمنى نشر الإسلام والدعوة في الإطار المعتدل خاصة وأن هناك بعثات من السنغال للأزهر الشريف الذي يضطلع بدور حيوي في منطقة السنغال وفي منطقة غرب إفريقيا.

ومن جهته قال أستاذ بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد عبد الدايم، إن دولة السنغال معجبة للغاية بإدارة مصر للاتحاد الأفريقي خلال 2019، متابعا أن السنغال تسعى من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي هذا العام للمُساهمة في حل القضايا العالقة بين مصر وإثيوبيا بسبب أزمة سد النهضة.

ولفت عبد الدايم، أن هذه الزيارة ربما تُسهم في تعزيز المجال الاقتصادي والتجاري مع تحفيز وإنعاش الاستثمار المصري في السنغال، مؤكدًا أن محور زيارة الرئيس السنغالي لمصر يرتكز على مناقشة ملف تسلم السنغال لرئاسة الاتحاد الأفريقي.

وأشار إلى أن هناك رؤية وتنسيق مشترك بين الرئيس السيسي ونظيره السنغالي في إدارة الكثير من الملفات والقضايا الأفريقية، خاصةً في قضايا السلم والأمن والقضاء على الإرهاب، متابعًا أن البعض يعلق على كثافة العلاقات السياسية والدولية ما بين البلدين، وهو مؤشر على مزيد من العلاقات في مجال الاقتصادي والتجاري.

وأضاف أن دولة السنغال مزدهرة ومتقدمة على المجال السياسي والثقافي للغاية، مؤكدًا أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسنغال لا يتوافق مع قوة العلاقات السياسية والثقافية بين البلدين، لذلك يجب أن تعمل الدولة المصرية على دعم الاستثمار بصورة أكبر.