تشهد المنظومة التعليمية تحديثا وتطويرا لتواكب التطور الذى يشهده العالم من حولنا فى طرق ووسائل التدريب والتعليم، ومواكبة ما تم استحداثه من علوم وتخصصات جديدة تتناسب مع متطلبات سوق العمل، ولكن هناك خطرا لابد من الحد منه ومجابهته وهو الكيانات التعليمية الوهمية المانحة للدرجات العلمية المختلفة "بكالوريوس / دبلوم / ماجيستير / دكتوراه / زمالة" دون دراسة فعلية وواقعية ودون اعتماد من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى ومن المجلس الآعلى للجامعات لذلك تواصل موقع صدي البلد مع العديد من خبراء التعليم لمعرفة الحلول واسباب اللجوء إلى الكيانات التعليمية الوهمية.
وقال الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي إن مواجهة هذه الظاهرة يتطلب تفعيل المشاركة المجتمعية وخاصة من جانب أولياء الأمور بضرورة الإبلاغ عن الكيانات الوهمية، وضرورة تفعيل الضبطية القضائية وإعطاء صلاحيات أكبر لرجال الضبطية تمنحهم الحق في تفتيش المقرات أو السناتر التي تتعامل مع الطلاب.
وشدد الدكتور تامر شوقي على ضرورة التفتيش المستمر والفوري على هذه الكيانات التي تنتشر إعلاناتها وتوهم المواطنين بمنحهم شهادات معتمدة علي خلاف الحقيقة .
وكشف الخبير التربوي عن أسباب إقبال الطلاب وأولياء الأمور على هذه الكيانات، بالقول إن تتمثل في "شخصية الطالب ورغبته في النجاح فقط، ومعرفة أقل القليل للحصول على الشهادة، بجانب ما تعود عليه خلال مرحلة ما قبل التعليم الجامعي وفكرة الدرس الخصوصية، ومعهم أولياء الأمور الذين لا يهمهم سوى نجاح الطالب بأي ثمن حتى لو بدون تعلم".
وأكد الدكتور حسن شحاتة استاذ المناهج بجامعة عين شمس أن الفترات الأخيرة شهدت الكثير من الكيانات العلمية الوهمية بشكل أو بأخر وذلك يمثل خطورة كبيرة على المجتمع وعلى الشباب بشكل خاص لأنهم الأكثر عرضة لذلك .
وشدد الدكتور حسن شحاتة علي دور التوعية من موجة الكيانات والشهادات والألقاب الوهمية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف النصب والتربح من خلال الإعلانات عن المشاركة فى مؤتمرات ومهرجانات وتدريبات وهمية أو الحصول على رعاة وذلك مقابل مبالغ مالية ،وانتشرت فى الفترات الأخيرة مسميات كثيرة وطرق مبتكرة للنصب ولاحظنا لقب سفراء النوايا الحسنة من أكاديميات ومؤسسات مختلفة أو سفراء العمل الخيري والاجتماعي أو سفراء السعادة وشهادات الدكتوراة الفخرية، إضافة إلى مؤتمرات ومهرجانات التكريمات الفارغة من المضمون وآليات التقييم الحقيقة وفقا للضوابط المعروفة، فلابد أن يكون هناك وعي لمواجهة ذلك فكل الألقاب المذكورة سواء سفراء النوايا الحسنة او الدكتوراه الفخرية او غيرها من الالقاب الاخرى لها كيانات رسمية مختصة بذلك ولها الحق الوحيد فى منح أى درجة من هذه الدرجات وفقاً لقوانين وضوابط محددة لا يمكن تجاوزها بشكل أو بآخر