تعد الدروس الخصوصية، سوقا غير رسمية ضخمة، وسرطانا حقيقيا ينهش فى أجساد أولياء الأمور والحركة التعليمية، بل تفشت هذه الظاهرة لتصبح شبحا مخيفا يهدد اقتصاد الأسرة المصرية من أجل ذهاب الأبناء إلى السناتر ، لعدم وجود بديل حقيقى لهذه الظاهرة.
وقال الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، إن الدروس الخصوصية هي الوباء أو السرطان المنتشر في جسد التعليم المصرى، وبالتالي ظهر ما يسمى بـ«التعليم الموازى» وهى الدروس الخصوصية والسناتر التعليمية، والتى سحبت البُساط من تحت أقدام المدارس الحكومية. وذلك بسبب ضعف المرتب الرسمى للمعلمين مما جعلهم يفقدون الرغبة والقدرة ومحاولة تطوير الذات، وبالتالى هذا الأمر دفع بعض المعلمين إلى عدم شرح المناهج الدراسية داخل الفصول، مما أدى الفرصة إلى توغل وتوحش السناتر التعليمية والدروس الخصوصية.
وأضاف الدكتور تامر شوقي، أن الطالب يلجأ إلى الدروس الخصوصية لأن الطالب لا يجد ما يحتاجه داخل المدرسة من المادة التعليمية، وكان البديل بالنسبة للطالب هى الدروس الخصوصية والسناتر في ظل عدم وجود مجموعة تقوية داخل المدارس قوية قادرة على سد العجز والفراغ التي تسببت فيه ضعف المدارس الحكومية.
ولفت إلى أن المعلمين داخل هذه السناتر يجنون الملايين من وراء الدروس الخصوصية، في ضوء تطوير الوزارة العملية التعليمية للقضاء على هذه الظاهرة وتطوير أسلوب الامتحانات، وعلى الرغم من كافة هذه الجهود ما زالت الدروس الخصوصية هى المرجع الأول للطلاب وأولياء الأمور.
وأوضح الخبير التربوي ، أن البديل الشرعى للدروس الخصوصية هو أن معلمي المدارس الذين تم تدريبهم على الأسئلة الجديدة ونظام الامتحان الجديد هم القادرون على تحقيق فائدة للطلاب وتدريبهم على طريقة التفكير الجديدة وإبداء الرأى واتخاذ القرار. وكذلك وجود المنصات التعليمية وبنك المعرفة وقنوات مدرستنا ١ ومدرستنا ٢ التعليمية والبرامج التعليمية للطلاب مجانًا فإن مصادر التعلم المتعددة السابق ذكرها هي بديل الدروس الخصوصية، وتؤدى إلى سيطرة الطلاب على نظام الامتحان الجديد، وأن يكون هناك بديل للدروس الخصوصية، وهو أن الإجراء السليم للتخلص من ظاهرة الدروس الخصوصية هو أن تمتلك المدارس مجموعات التقوية، والتى تكون مقابل أجر زهيد للطلاب، ولابد أن تتم بطريقة صحية وتعليمية سليمة.