عميد تربية عين شمس يكشف خطورة الكيانات العلمية الوهية
أسباب لجوء الطلاب الي الكيانات الوهمية
الكيانات الوهمية هدفها ربحي وغير معتمدة من التعليم العالي
تشهد المنظومة التعليمية تحديث وتطوير لتواكب التطور الذى يشهده العالم من حولنا فى طرق ووسائل التدريب والتعليم، وكذلك مواكبة ما تم استحداثه من علوم وتخصصات جديدة تتناسب مع متطلبات سوق العمل، ولكن هناك خطرا لابد من الحد منه ومجابهته وهو الكيانات التعليمية الوهمية المانحة للدرجات العلمية المختلفة "بكالوريوس / دبلوم / ماجيستير / دكتوراه / زمالة" دون دراسة فعلية وواقعية ودون اعتماد من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى ومن المجلس الآعلى للجامعات لذلك تواصل موقع صدي البلد مع العديد من خبراء التعليم لمعرفة الحلول واسباب اللجوء إلى الكيانات التعليمية الوهمية.
قال الدكتور ماجد ابو العينين عميد كلية تربية السابق بجامعة عين شمس إن هناك كيانات وهمية غير مرخص لها للعمل بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وتدعي كذبًا منح شهادات أكاديمية للطالب، وهي غير معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات، وبالتالى الطلاب الذين يقعوا فريسة لمثل هذه الجامعات يحصلون على شهادات غير معتمدة و لا يمكن تعيينهم بهذه الشهادات.
خطورة الكيانات العلمية الوهية
وأضاف الدكتور ماجد ابو العينين إن الكيانات العلمية الوهمية أصبحت مصدر خطر كبير فى مصر، ويجب تشديد الرقابة عليها للقضاء على هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن سبب انتشارها يرجع إلى عدم حصول الطلاب على مجموع فى الثانوية العامة ما يجعلهم يتجهون للمعاهد الوهمية، غير المرخصة من وزارة التعليم العالى .
وأشار عميد كلية تربية بجامعة عين شمس الى ان هذه الكيانات والمعاهد لا يوجد بها اشخاص مؤهلين لتعليم الطلاب، منوهة أن الطلبة يقعوا ضحية لهذه الشهادات والتي تكبدهم تكلفات مالية للحصول عليها، لذلك التعامل بحزم مع هذه الكيانات أمر في غاية الأهمية.
وأوضح أن خريجى تلك المعاهد يقعوا ضحية لعملية نصب كبيرة ، من قبل هذه الكيانات غير مرخصة،وذلك لتكبدهم مبالغ مالية كبيرة بهدف تحسين أوضاعهم التعليمية، ثم يصطدموا بالواقع بانها بلا جدوى.
وأكد الدكتور ماجد ابو العينين علي سن قانون بعقوبة مشددة لكل من يقوم بالدعاية والتسويق والترويج لشهادات غير معتمدة من التعليم العالى المصرى من خلال كل قنوات الاتصال بالجمهور وكذلك من يقوم بالحصول عليها نظير مقابل مادى . الخ للاستفادة منها بدون وجه حق فى الحصول على فرصة عمل أو الترقى فى العمل.. إلخ، بالإضافة إلى من يشترك فى أعمال التوثيق لتلك الشهادات بالطرق القانونية / غير القانونية (لكونها صادرة عن كيان وهمى)، وكذلك من يشترك فى تقديم آى استفادة للشخص الحاصل على تلك الشهادة (للالتحاق بعمل / وظيفة – الترقى فى العمل – الالتحاق بإحدى النقابات والحصول على ترخيص مزاولة المهنة.. إلخ) .
وتابع أن هناك صفحات إعلانية لكيانات توهم ضحاياها بقدرتها على منح الدكتوراه الفخرية أو جعلهم دبلوماسيين وسفراء معتمدين .
أسباب لجوء الطلاب الي الكيانات الوهمية
ومن جانبه وأشار الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي مواجهة تلك الظاهرة منها تفعيل المشاركة المجتمعية وخاصة من جانب أولياء الأمور بضرورة الإبلاغ عن تلك الكيانات الوهمية، وضرورة تفعيل الضبطية القضائية وإعطاء صلاحيات أكبر لرجال الضبطية تمنحهم الحق في تفتيش المقرات أو السناتر التي تتعامل مع الطلاب.
وأكد الدكتور تامر شوقي على ضرورة التفتيش المستمر والفوري على تلك الكيانات والتي تنتشر إعلاناتها وإيهام المواطنين بمنحهم شهادات معتمدة علي خلاف الحقيقة .
وكشف الخبير التربوي أسباب إقبال الطلاب وأولياء الأمور حول الانضمام لتلك الكيانات، أن "شخصية الطالب ورغبته في النجاح فقط، ومعرفة أقل القليل للحصول على الشهادة، بجانب ما تعود عليه خلال مرحلة ما قبل التعليم الجامعي وفكرة الدرس الخصوصية، ومعهم أولياء الأمور الذين لا يهمهم سوى نجاح الطالب بأي ثمن حتى لو بدون تعلم".
الكيانات الوهمية هدفها ربحي فقط
وفي ذات السياق أكد الدكتور حسن شحاتة استاذ المناهج بجامعة عين شمس أن الفترات الاخيرة شهدت الكثير من الكيانات العلمية الوهمية بشكل أو باخر وذلك يمثل خطورة كبيرة على المجتمع وعلى الشباب بشكل خاص لأنهم الأكثر عرضة لذلك .
وشدد الدكتور حسن شحاتة علي دور التوعية من موجة الكيانات والشهادات والألقاب الوهمية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف النصب والتربح من خلال الإعلانات عن المشاركة فى مؤتمرات ومهرجانات وتدريبات وهمية أو الحصول على رعاة وذلك مقابل مبالغ مالية ،وانتشرت فى الفترات الأخيرة مسميات كثيرة وطرق مبتكرة للنصب و لاحظنا مؤخرا عن لقب سفراء النوايا الحسنة من أكاديميات ومؤسسات مختلفة أو سفراء العمل الخيري والاجتماعي أو سفراء السعادة و شهادات الدكتوراة الفخرية ، إضافة الى ذلك مؤتمرات ومهرجانات التكريمات الفارغة من المضمون وآليات التقييم الحقيقة وفقا للضوابط المعروفة، فلابد أن يكون هناك وعي لمواجهة ذلك فكل الألقاب المذكورة سواء سفراء النوايا الحسنة او الدكتوراه الفخرية او غيرها من الالقاب الاخرى لها كيانات رسمية مختصة بذلك ولها الحق الوحيد فى منح اى درجة من هذه الدرجات وفقاً لقوانين وضوابط محددة لا يمكن تجاوزها بشكل أو بآخر
التعليم العالي : ضبط أكثر 265 كيانا وهميا
وكان قد قال الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة التعليم العالي، إن الوزارة شكلت لجنة ضبطية قضائية لمتابعة ملف الكيانات الوهمية.
وأضاف «عبدالغفار» خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج «صالة التحرير» على قناة صدى البلد، ، أن «الكيانات الوهمية تعد المؤسسات غير الشرعية التي تمنح شهادات وهمية، دون الحصول على رخصة من وزارة التعليم العالي»، مشيرا إلى أن الوزارة تتيح خدمة التأكد من شرعية الكيان للطلاب وأولياء الأمور، عبر قائمة على الموقع الرسمي للوزارة.
وأكد أن المجلس الأعلى للجامعات لا يعتمد أية شهادات صادرة عن الكيانات الوهمية، لافتا إلى ضبط 265 كيانا وهميا ابتداء من 2017، وإحالة القائمين عليها إلى النيابة.
وأضاف «حال ضبط أي أستاذ جامعي بالكيانات الوهمية، يتم إحالة الأمر للجامعة التي يعمل بها، مع توقيع العقوبة التي تصل إلى الفصل في بعض الأحيان»، مشيرا إلى أن الكيانات الوهمية تعتمد بنسبة كبيرة على الخبراء وليس أساتذة الجامعة.
وحول امتحانات الفصل الدراسي الأول بالجامعات، أكد المتحدث باسم وزارة التعليم الالتزام بالأجندة المحددة، مشيرا إلى أن الطلاب غير الحاصلين على لقاح كورونا لن يخضعون للامتحان، مع استثناء الحالات التي لديها أعذار طبية، وتقديم ما يثبت موقفه.