قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الحرب خلال أسابيع .. سيناريوهات الغزو الروسي لـ أوكرانيا وخيارات بوتين للانقضاض على البلد الحليف لـ الناتو.. خطط محتملة من الهجمات السيبرانية إلى الاجتياح البري

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
×

"استعدوا للحرب" الرسالة التي يُعتقد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن مررها إلى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مباحثات هاتفية جرت بينهما منذ أيام، بعد رفض الولايات المتحدة التجاوب مع مطالب روسيا بشأن الضمانات الأمنية في شرق أوروبا.

حرب خلال أسابيع

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تعتقد المخابرات الأمريكية أن روسيا ستقدم على غزو أوكرانيا في فبراير المقبل، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى مستوى يؤدي إلى تكون طبقة سميكة وصلبة من الجليد على الأرض، تسهل تحرك الآليات العسكرية الروسية المحتشدة على الحدود بدلًا من أن تضطر لاجتياز أراض طينية قد تعلق فيها.

وفي حال كان ذلك صحيحًا، فهو يعني أن أمام زيلينسكي وقادة الجيش الأوكراني أسابيع قليلة للاستعداد لصد الغزو الروسي المنتظر، أما في الوقت الراهن فالسؤال الذي يخيم على سماء كييف هو: أين سيهاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما هو هدفه؟

واستعرضت صحيفة "ديلي ميل" سيناريوهات محتملة للغزو الروسي يطرحها خبراء عسكريون وأمنيون ومراكز أبحاث متخصصة، تتناول بالتفصيل الخيارات والأهداف المحتملة للجيش الروسي، من الهجمات السيبرانية وعمليات التخريب إلى الاستيلاء على المواني والمحطات النووية، وصولًا إلى احتلال العاصمة أوكرانية كييف وأراضي البلاد بالكامل.

التحركات التمهيدية

ومن المرجح أن يسبق أي هجوم روسي، سواء كان توغلًا محدودًا أو هجومًا شاملاً هجمات إلكترونية وهجمات تخريبية تستهدف المناطق الحدودية المضطربة في أوكرانيا والبنية التحتية الرئيسية.

وسيكون الهدف ذو شقين؛ الأول هو توفير ذريعة لبوتين للهجوم - ربما عن طريق شن هجمات كاذبة ضد المدنيين الروس أو قوات المتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا الموجودة في شرق البلاد، وهو ما حذَّر منه البنتاجون في الأسابيع الأخيرة.

أما الهدف الثاني للهجمات فهو زرع الفوضى من خلال تخريب شبكات الكهرباء وشبكات الاتصالات وشبكات النقل العام والبنوك والمرافق العامة الأخرى.

وقد نفى بوتين والمسئولين الروس مرارًا وتكرارًا وجود خطط لغزو أوكرانيا، ولكن في عام 2014 عندما استولت روسيا على شبه جزيرة القرم، برر بوتين التحرك باعتباره مهمة دفاعية لحماية المتحدثين بالروسية في المنطقة الذين زعم أنهم تحت تهديد القوميين الأوكرانيين المتشددين. وهناك مخاوف من أنه سيفعل الشيء نفسه مرة أخرى الآن.

واعتمادًا على نجاح المرحلة الأولى من العملية، يمكن لبوتين بعد ذلك التفكير في الخيارات العسكرية، بدءًا من التوغلات الصغيرة في شرق أوكرانيا، وصولاً إلى غزو واسع النطاق.

وقال ديفيد شلاباك، المحلل في مؤسسة راند الامريكية، لصحيفة "الإيكونوميست" إنه يمكن بدء حصار كييف للإطاحة بحكومة زيلينسكي وتنصيب نظام موال لروسيا، دون أن يضطر بوتين إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي أو احتلالها. يمكن استخدام الجواسيس والقوات الخاصة وحملات التضليل لتسريع سقوط الحكومة.

وقال مصدر استخباراتي بريطاني لصحيفة "التايمز" إن الهجوم على كييف يمكن أن يقترن بهجوم برمائي من شبه جزيرة القرم على أوديسا وميكولايف، حيث توجد قاعدتان بحريتان فقط في أوكرانيا. وهذا من شأنه أن يمنح روسيا السيطرة على اثنين من أكبر موانئ أوكرانيا، مما يؤدي إلى قطع مورد اقتصادي ، ومنح بوتين السيطرة الكاملة على البحر الأسود وبحر آزوف.

ومن شأن ذلك بدوره أن يمهد الطريق لشن هجمات على طول الساحل الجنوبي لأوكرانيا، ربما تكون مرتبطة بهجوم من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الشرق. من المحتمل أن تشمل الأهداف ماريوبول وبيرديانسك، وكلاهما مدينتان ساحليتان رئيسيتان، إلى جانب خيرسون التي تحتوي على قاعدة عسكرية كبيرة وجسر رئيسي عبر نهر دنيبر.

وقد تحاول القوات البرية الروسية بعد ذلك الاستيلاء على شريط من الأرض لربط المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الانفصاليون حول دونيتسك بشبه جزيرة القرم، وإنشاء "جسر بري" من شأنه أن يسمح لروسيا بتعزيز قواعدها العسكرية بحرية في شبه الجزيرة.

وسيكون الخيار الأخير المتاح لبوتين هو شن هجوم شامل عبر شرق أوكرانيا حتى نهر الدنيبر، والاستيلاء على جميع أهداف الفرص على طول الطريق.

ويعتقد الخبراء أن الخيارات المتاحة لروسيا في حال إقدامها على شن هجوم على أوكرانيا، تشمل ما يلي:

تطويق الجيش الأوكراني

يشير الخبراء إلى أن معظم القوات العسكرية الأوكرانية متمركزة على طول خط التماس في منطقة دونباس، حيث تواجه الجيش الشعبي التابع لدونباس والمدعوم من موسكو.

وإذا حرك الكرملين بسرعة وحدات مدرعة إلى منطقة غرب خط التماس، فقد ينجح في عزل معظم القوات البرية الأوكرانية دون الحاجة إلى احتلال المدن الكبرى، وبهجوم سريع سيتمكن الجيش الروسي من القضاء على الجيش الأوكراني وأسر الجنود والسيطرة على الأسلحة والمعدات الخاصة بالقوات المسلحة الأوكرانية، وذلك سيكون بمثابة ضربة كبيرة للإمكانات العسكرية الأوكرانية.

حصار المواني الأوكرانية

اعتبر المحللون الأمريكيون أن موسكو تعمل على حشد قواتها البحرية قبالة السواحل الأوكرانية، حيث يهيمن الأسطول الروسي على بحر آزوف ويتفوق على أسطول أوكرانيا البحري بشكل كبير. كما تعمل موسكو "بشكل متزايد على تقييد حركة السفن في المنطقة" المتجهة إلى الساحل الأوكراني.

وأشار الخبراء إلى أن أحد السيناريوهات المطروحة هو إغلاق مدينتي بيرديانسك وماريوبول البحريتين في الجنوب الشرقي، وبالتالي ستقوم روسيا بإغلاق قناة شحن مهمة. أما في البحر الأسود، ستكون السفن الحربية الروسية قادرة على إغلاق مواني أوديسا ونيكولاييف وخيرسون والتي تعد طرقا حيوية للأسواق العالمية، ما سيشكل ضغطا كبيرا على الاقتصاد الأوكراني الذي يعاني أصلا من مشاكل وأزمات كبيرة، وبالتالي ستتمكن روسيا من محاصرة المواني الأوكرانية كافة وتفرض قوتها العسكرية على الشواطئ دون أي مقاومة تذكر.

الاستيلاء على القناة المائية الجنوبية وإنشاء ممر بري

كما توارد إلى أذهان المحللين والخبراء سيناريو محتمل آخر يتمثل في قيام روسيا بشن عمليات عسكرية جنوبا انطلاقا من شبه جزيرة القرم، وذلك عبر إرسال قوات لتأمين قناة أغلقتها كييف عام 2014، ما فاقم مشكلة نقص المياه في شبه الجزيرة.

كما يمكن أن تحاول موسكو أيضا إقامة جسر بري بين القرم ومناطق أوكرانيا المجاورة، مع احتمال ربط تلك المناطق بالأراضي التي تسيطر عليها قوات الدفاع عن دونباس الموالية لروسيا.

توسيع منطقة دونباس والسيطرة عليها

قد تدخل القوات الروسية المناطق التي يسيطر عليها "الانفصاليون" في جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك المعلنتين من جانب واحد، "في استعراض للقوة رمزي في الغالب"، ما سيسمح لروسيا بإبقاء التوترات عالية مع كييف دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة، حسب خبراء.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لروسيا أن تسعى إلى توسيع المنطقة التي يسيطر عليها "الانفصاليون"، ربما عن طريق الاستيلاء على نقاط الاتصال أو محطات الطاقة التي من شأنها أن تجعل جمهوريتي دونباس "أكثر قابلية للحياة".

الاستيلاء على النصف الشرقي من أوكرانيا

في أسوأ السيناريوهات، ستطلق روسيا حملة جوية وبرية عبر أوكرانيا للاستيلاء على منطقة دونباس بأكملها في الضفة الشرقية لنهر دنيبر.

ويرى الكثير من الخبراء إن سيناريو "الغزو والاحتلال الكبير" أقل احتمالا، وليس من الواضح إن كانت لدى روسيا قوات كافية للاحتفاظ بهذا القدر الكبير من الأراضي.

وحسب بعض المراقبين، فإنه إذا اختارت روسيا عملية أوسع، فيمكنها أن تقرر تجنب احتلال طويل الأمد للمدن وتنسحب ببساطة بعد توجيه ضربة مدمرة للجيش الأوكراني.

وحسب الخبراء الأمريكيين، فإن روسيا "قد تستولي على جزء كبير من شرق أوكرانيا وتطالب بترتيب سياسي جديد من كييف أو ببساطة ضم المنطقة".

وأكدت روسيا مرارا أنها لا تنوي شن أي تحرك عسكري موجه ضد أوكرانيا، مشددة على أن كل الادعاءات التي تتحدث عن ذلك لا أساس لها من الصحة، وحملت الناتو المسؤولية عن التوتر في المنطقة، خاصة في ظل أنشطة الحلف للتوسع شرقا نحو حدود روسيا.

وحذرت الخارجية الروسية في وقت سابق من أن "التصرفات غير المسؤولة" للغرب في إطار ملف أوكرانيا تثير مخاطر عسكرية كبيرة، قد تصل إلى نشوب نزاع واسع النطاق في أوروبا.