الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطبتا المسجدين الحرام والنبوي.. تحذران من 3 ذنوب تضاعف لفاعلها العذاب المهين في جهنم .. ولا تركنوا إلى الدنيا فإنها دار زوال.. وتؤكدان: الإيمان وسيلة النجاة والسعادة "به رفع الله أقواما"

خطبتا المسجدين الحرام
خطبتا المسجدين الحرام والنبوي

خطيب المسجد الحرام:

  • الله رفع أقواما بالتوحيد الخالص والإيمان الكامل فجعلهم في الخير قادة
  • 3 ذنوب يلقى فاعلها جزاء إثمه عذابا مهينا مضاعفا في جهنم يوم القيامة
  •  الاقتداء بالأخيار واقتفاء آثار المتقين فوزٌ عظيم ومغنمٌ كريم
  • عباد الرحمن يحذرون الآخرة ويرجون رحمة ربهم ضارعين إليه

خطيب المسجد النبوي: 

  • لا تركنوا إلى الدنيا فإنها دار زوال وفناء وفتنة وابتلاء
  • الإيمان باليوم الآخر يبعث في النفس وازعا يستحضر الجزاء والحساب
  • الإيمان باليوم الآخر يقتضي اليقين بالحساب
  • الإيمان وسيلة النجاة والأمان والسعادة والفلاح

تناولت خطبتا المسجدين الحرام والنبوي، الحديث عن صفات عباد الرحمن، وأن  الاقتداء بالأخيار، والتأسِّي بالأبرار، واقتفاء آثار المتقين، والسير على منهاجهم، وسلوك سبيلهم: فوزٌ عظيم، ومغنمٌ كريم، وسعادة لا نظير لها، ونجاح لا حدود ولا منتهى له، كما أن الإيمان هو وسيلة النجاة، موضحة حقيقة الإيمان .

صفات عباد الرحمن 

ومن مكة المكرمة، قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن أهل العلم قسموا الصفات التي وصف الله بها عباد الرحمن وهي قسم منها هو من التحلِّي بالكمالات الدينية، وقسم هو من التخلِّي عن ضلالات أهل الشرك، وقسم هو من الاستقامة على شرائع الإسلام، وقسم من طلب الزيادة في صلاح الحال في هذه الحياة.

فوزٌ عظيم ومغنمٌ كريم

وأوضح «خياط» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه فيما ذكره الله تعالى في كتابه، من توجيه الأنظار إلى مسلك الصفوة، ونهج عباد الرحمن، وسبيل البَرَرة، ما يحقق هذه الغاية، ويبلِّغ هذا المراد؛ إذ هو المثال الذي يُحتذى، والنهج الذي يقتدى.

وأضاف أن من صفات عباد الرحمن، تقديم الطاعات لله تعالى «وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا»، صفُّوا أقدامهم، وأجرَوا دموعهم، واتصل نشيجهم، يحذرون الآخرة ويرجون رحمة ربهم، ضارعين إليه: «رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا»، أي: لأنَّه كان هلاكًا دائمًا، وخسرانًا ملازمًا «إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا».

صفات عباد الرحمن

وأشار إلى أن في هذا من المدح لهم والثناء عليهم ما لا يَخفى، ذلك أنَّهم مع حسن معاملتهم للخَلق، وشدَّة اجتهادهم في عبادة الخالق وَحده لا شريك له، يخافون أن ينزل بهم عذابه، فيبتهلون إليه أن يصرفه عن ساحتهم، غير آبهين ولا ملتفتين إلى جميع أعمالهم، وعظيم رصيدهم منها ، وأما في إنفاقهم على أنفسهم وأهليهم، فَلَقد سلكوا فيه أعدل السُّبُل، ونهجوا فيه أقوم الطرق، «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا».

وتابع:  فكان وسطًا عدلًا لا تبذير فيه ولا تقتير؛ فلم يكونوا مبذرين شأن أولئك الذين يولعون بمظاهر البذخ، ولم يكونوا كذلك مقترين شأن أولئك الذين يقبضون أيديهم عن واجب النفقات، ويشحون بالمعروف، ويبخلون بما آتاهم الله من فضله؛ لأنَّ من شأن الإسراف استنفاد المال في غير مواضعه، فينقطع الإنفاق وتذبل زهرته، ولأنَّ من شأن الإقتار إمساك المال فيحرم مستحقه.

جعلهم في الخير قادة

وأكد أنه قد كان من صفات عباد الرحمن أيضًا، التخلِّي عن المفاسد، والتجافي عن الشرور، حيث تنزَّهوا عن الشِّرك بالله وقتل النفس التي حرَّم الله قتلها والزِّنا، جاء ذلك في قوله عزَّ من قائل: «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا»، إنَّه إخلاص الدين لله، وصرف جميع أنواع العبادة له وحده دون سواه؛ فلا يدعون في الشدائد إلا إياه، ولا يسألون العون ولا يرجون الغوث ولا يطلبون المدد إلا من الله، ولا يعتمدون في كل شأن من شؤونهم إلا عليه سبحانه، ولا يخشون أحدًا إلا الله.

وأفاد بأن ذلك من التوحيد الخالص، والإيمان الكامل، الذي رفع الله به أقوامًا فجعلهم في الخير قادة، وخفض به أقوامًا نبذوه واتخذوه وراءهم ظهريًّا، فحق عليهم وعيد الله لهم ، والتنزه عن الشرك، والبعد عن الفساد في الأرض، الذي يتجلَّى باستباحة الدماء المحرمة، وقتل الأنفس المعصومة، والعدوان على المجتمع بانتهاك الأعراض، المتمثل في جريمة الزِّنا؛ فإنَّ مَن تلوث بأرجاس الشرك، أو استباح قتل النفس التي حرَّم الله قتلها، أو اقترف فاحشة الزنا: فسوف يلقى جزاء إثمه وما اقترف من الذنب عذابًا مهينًا مضاعفًا في نار جهنم يوم القيامة.

ونبه إلى أن الاقتداء بالأخيار، والتأسِّي بالأبرار، واقتفاء آثار المتقين، والسير على منهاجهم، وسلوك سبيلهم: فوزٌ عظيم، ومغنمٌ كريم، وسعادة لا نظير لها، ونجاح لا حدود ولا منتهى له.

أفضل وأعظم القربات

ومن المدينة المنورة، قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان،  إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، إن الإيمان مصدر كرامة للإنسان وأعظم نعمة أنعم الله بها على المؤمنين .

وأوضح «البعيجان» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه من أفضل وأعظم القربات ، منوهًا بأن الإيمان وسيلة النجاة والأمان والسعادة والاطمئنان والفوز والنجاح والنصر والفلاح .

منبع السلوك والاخلاق

وتابع: الايمان هو منبع السلوك والاخلاق والقيم تظهر حقيقته في الهيئة والتصرف والسيرة، وحقيقة الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسلة واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره .

وأوصى، قائلاً: اتقوا الله سبحانه وكونوا منه على وجل ولا تغتروا بطول الأمل ونسيان الأجل ولا تركنوا إلى الدنيا فإنها دار زوال وفناء وفتنة وابتلاء والآخرة هي دار الخلود والجزاء، قال تعالى «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ».

أصول الإيمان العظيمة

وأضاف أن من أصول الإيمان العظيمة وأركانه المهمة الإيمان باليوم الآخر , الإيمان بيوم الحساب والجزاء يوم يقوم الناس لرب العالمين يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله ، فالإيمان باليوم الآخر يبعث في النفس وازعاً يستحضر الجزاء والحساب فيبادر صاحبه إلى الإحسان والثواب ويتقي بئس المصير والمآب .

وأفاد بأن الإيمان باليوم الآخر يبعث في النفس زاجرا عن الظلم والفساد فإن القصاص بالمرصاد , الإيمان باليوم الآخر يقتضي اليقين بالحساب وأن الجزاء من جنس العمل فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره .

إذا أذن الله بخراب الدنيا

ونبه إلى أنه إذا أذن الله بخراب الدنيا اضطرب هذا العالم كله فإذا الشمس كورت والنجوم انكدرت والسماء انفطرت وكشطت والكواكب انتثرت والجبال سيرت وصارت كالعهن المنفوش والبحار سجرت وفجرت والأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها وحقت , الخطب جلل والهول أعظم به .

واستشهد بما قال تعالى « يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد ».

واختتم الخطبة بقوله : إياكم والغفلة عن يوم الحساب والجزاء إياكم ونسيان الموعد واللقاء فمن ازداد استحضاره وشعوره بيوم الحساب والميعاد ازداد إيمانه وحذره فأكمل الاستعداد , قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ».