الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شخصية المعرض.. الباحث سامي سليمان: مقالات يحيى حقي يستطيع القارئ تمييزها من بين آلاف المؤلفات

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب

اقيمت اليوم ندوة عن الناقد يحيي حقي شخصية المعرض بعنوان " يحيى حقي ناقًدا ومؤر ًخا للأدب" في القاعة الرئيسية اليوم بحضور عدد كبير من الجمهور للحديث عن يحيي حقي و كتاباته.


وقال الباحث سامى سليمان ان يحيي حقى نشر عددا قليلًا من الكتب و العديد من المقالات التى نشرت فى الصحف قام  فؤاد دوارة بجمع كتابات يحيي حقي واصدرها في مجموعة من الكتب فلولا وجود فؤاد فلم نستطع الحصول على الاعمال الكاملة ليحيي حقي و التى  بلغت ٢٨ حتى الان.

النقطة الاساسية للحديث عن يحيي حقي هو مفتاح اعمال يحيي حقي وهو محور اساسي فهو كتب الرواية و القصة القصيرة و مئات المقالات في مجال النقد و يحيي يمكن ان تصفه بصدق انه ابن وفي وبار لثورة ١٩١٩ التى مثلت الليبرالية في مصر و سنلاحظ ان لذلك تاثيرا في كل ما كتبه يحيي حقي و هذا الانتماء الذي يفسر القيم الاساسية الكامنة لمشروع يحيي حقي الابداعي و الفني فحين نقرا يحيي كاتبا او مبدعا سنجد ان هناك قيما اساسية يدافع عنها فى كتاباته و سلوكه فثورة ١٩١٩ هي التى طرحت للمصريين سؤالا عن الحرية.

و القيمة الثانية هي قيمة التجديد الذي كان لا يتوقف فى مجالات يحيي حقي ويرتبط بالاعلاء لقيمة الفرد و الانسان وهناك قيمة   الايمان الراسخ و الثابت بالهوية المصرية لانها التى تشكل قيم الانسان المصري فطوال القرن العشرين كانوا معنيين بالهوية وفي كتابات يحيي كان هناك ايمان راسخ بالهوية المصرية وهناك ايمان راسخ لا يكاد يتزعزع لاهمية و حتمية الصلة المتجددة و الدائمة  مع الموجز الاوروبي في مختلف مجالات الثقافة و الفنون و الاداب و هناك ايضا تعارض بين هذا الموجز و الايمان بالهوية المصرية و ثبت لنا من دراسات كثيره ان الهوية المصرية كانت قائمة على عناصر مصرية اصيلة ممتدة حتى اليوم في سلوكنا اليومي و لكن مصر استطاعت بحكم قوتها ان تستوعب هؤلاء المستعمرين و تمصرهم وهذا ما ثبت فى دراسات كثيرة و اعمال يحيي حقي وهذا الرجل ذات الاصول التركية هو الذي يستوعب اللهجة المصرية  العامة و نبض الحياة المصرية عند هذا الرجل و الهوية قادرة على استيعاب العناصر المختلفة و قد تكون النقطة المهمة هي البحث عن الهوية و التماسها فى الابداعات الشعبية و في حياة الناس اليومية و فى مسائل البسطاء في شوارع مصر و حوارييها.

 

و يحيي حقي سنلاحظ ان الكتب التى  له ٢٨ مؤلفا نصفها عن النقد و التوجه الاول هو تأريخ الادب و المفهوم النقدي و تاريخ الادب  يظهر فى مجموعة من الكتابات و اهمها “فجر القصة المصرية” و اولى خطوات النقد و في كتاب فجر القصة المصرية فثورة ١٩١٩ طرحت سؤال الهوية و كان  له مغزي تاريخي و كان مثقفين مصر كانوا يريدون التخلص من الدولة العثمانية و البحث عن الهوية المصرية فكان يحيي في هدا الكتاب يتناول مرحلة العشرينات و الثلاثينات في الرواية و القصة القصيرة من منظور شخصي عاش هدا المرحلة و يعد هدا الكتاب نوع من التأريخ الاصيل لتشكل الرواية  و القصة القصيرة.

وكتب عن مجموعة من أدباء المدرسة الحديثة مثل شحاتة عبيد  محمود طاهر لاشين فهولاء من صنعوا المدرسة المصرية الحديثة في الابداع الفكري في عشرينات القرن الماضي و الطريف هولاء يعودون الى اصول ليست مصرية ومع دلك كانوا من الداعين الى ايجاد الشخصية المصرية قى الادب في البحث الادبي و الشعر و مختلف مجالات الثقافة المصرية.

كيف صنع يحيي حقي تاريخ الادب القصصي حين ننظر الى كتاباته فهو يعرض حياة الكاتب و كان الكتابة عن حياة الكاتب هي استعادة ثم يعرض النص و يكون هذا السرد يقوم على توجه يحيي حقي النقدي و كان لادبه قدرة  ان يلتقط بعض التفاصيل فهو  يستخلص رؤية المؤلف و يعرض ماذا يريد ان يوصل للقارئ.

و صنع يحيي حقي تاريخ تشكل الرواية و القصة القصيرة في تاريخ مصر الحديث في الربع الاخير من القرن الماضي في النقد فكانت كتبه النقدية تقريبا تشكل نصف كتاباته المتاحة و لا يتوقف عند الرواية و القصة القصيرة فقط بل عند المسرح و السينما و غيرها فلديه نظرة في تكوينهم فيحيي حقي درس في كلية الحقوق و لم يدرس الادب فاذن تشكيله الادبي مصدره قراءات يحيي حقي لانه يقرا على ما يحلو له و يكتب من منظور يري انه يستحق اظهاره للقارئ.

حين نراجع انتاجه سنجد انه يعرض ادباء من مختلف الاتجاهات وهي علامة على سماحة في النفس فكتب عن نجيب محفوظ فيعد دراسة من اهم الدراسات فهي دراسة العناصر الثابته و المتغيره في ادب نجيب محفوظ ومن كتب عن نجيب بعد يحيي اعتمد على طريقة يحيي و اعاد صياغتها و المصدر هو يحيي حقي.

وكتب عن اجيال من صغار الكتاب مثل اسماعيل ولي الدين بوصفه كاتبا و نوال السعداوي و سمير ندى و لم يكن كناقد يقصر كتباته عن من ينتمون الى نفس الاتجاه الفكري و له كتابات اقرب الي الدراسات مثل ما كتبه عن رباعيات صلاح جاهين.

التوجه النقدي الذي يغلب على يحيي حقي هو النقد الانطباعي او التاثري و يتشكل من تكوين ثقافي بالغ العمق و البصيرة النقدية العميقة التى تستطيع ان تستقطب دوائر الاشياء و يقوم البحث عن الدلالة و القيمة الاجتماعية للاعمال الادبية بشرط ان يستخلص الناقد الاعمال الفنية و الجانب الثانى كان تأخذ الاعمال الادبية شهادة على ملامح الوضع الاجتماعي التى انبثقت منه القصة بعيدا عن الانشغال بقيمتها الفنية و كان يبحث عن وجهة نظر المؤلف التى يعكسها العمل الفني.

الكتابة النقدية عنده عبارة عن حديث الى القارئ فتكون جمل  و يركز على نقطة و تتغير لغة خطاب يحيي حقي و صور يومية و مجموعة من العبارات من الدلاله اليومية و ستجد ان طريقة صياغته للمقالات النقدية طريقة متميزة فمقالات يحيي حقي نشر الكثير منها في صحف شعبية فكان يعرف الى من يتوجه بالكتابة و اذا نشرت مقالات يحيي بدون اسمه يستطيع القارئ تمييز بصمة و اسلوب يحيي حقي من بين الالاف المقالات.