الصدقة لها فضل كبير عند الله تعالى، والصدقة تطفئ غضب الله تعالى؛ فقد جاء في الحديث: (إنَّ صدقةَ السرِّ تطفئُ غضبَ الربِّ تبارك وتعالى)، وعلى المسلم أن يحرص عند بذل الصدقات أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وأن لا يتبعها بالمن والأذى، والصدقات لها أنواع منها المال، والصدقات المعنوية، وهذا من كرم الله -تعالى- على عباده بأن جعل الصدقات متاحةً لكلّ الناس، فلا يعجز أحد عن التقرّب إليه -تعالى- بأيّ شكلٍ من أشكال الصّدقة.
فوائد الصدقة
1) إطفاء غضب الرب بالصدقة، وخاصةً صدقة السر.
2) مسح الخطيئة، وتطفئ نارها كما يطفئ الماء النار.
3) الوقاية من النار، لقوله صلى الله عليه وسلم: (فاتَّقوا النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ).
4) تُشكّل الصدقة ظلًا لصاحبها يوم القيامة فيقف فيه.
5) سببٌ للشفاء من الأمراض القلبية والبدنية.
6) سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.
7) فوز المنفق بدعاء الملائكة له، بخلاف الذي يُمسك عن الإنفاق.
8) زيادة البركة في مال المتصدّق، فلا يمكن أن ينقص مالٌ من صدقة. بقاء الصدقة من مال المنفق يوم الحساب والجزاء.
9) مضاعفة أجر الصدقة.
10) سببٌ لدخول الجنة، ويُدعى صاحب الصدقة يوم القيامة من باب الصدقة.
11) انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته، وإن لم يكن في الصَّدقة غير هذه الفائدة لكانت سببًا كافيًا لأن يبادر العبد المسلم إلى الصدقة ويُكثر منها، لقول الله تعالى: (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
12) دليلُ على صدق إيمان المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصَّدقَة بُرهانٌ).
13) تطهير المال ممّا قد يصيبه من الحرام خاصة عند التجار، بسبب اللغو، والحلف، والكذب.
الحكمة في إخراج الصدقة
1) تورث المحبة والمودّة بين المسلمين، وتزيل الحقد من قلوب الفقراء على الأغنياء.
2) يسهل التعارف بين المسلمين.
3) ينشر الرحمة والمودة بين المسلمين.
4) يقلّل من ظاهرة انتشار الفقر في المجتمع المسلم.
5) يثبّت أواصر التعاضد والتماسك والترابط بين أفراد المجتمع المسلم.
لمن تعطى الصدقة
الأولى إعطاء الصدقة للقريب المحتاج، وله في هذه التصدق أجران: أجر الصدقة، وأجر صلة رحمك بالمال المتصدق به واستشهدت دار الافتاء فى فتواها بما روى عن سلمان بن عامر الضبي - رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: «الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ»، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده".
أكدت دار الإفتاء، أن إخراج الصدقة للأقارب جائز شرعًا وعليه أجران، الأول: أجر الصدقة، والثاني: أجر صلة الرحم.
وقالت دار الإفتاء، عبر صفحتها بـ«فيسبوك»: "أهل قرابتك أولى بصدقتك، حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: الصدقة على المسكين صدقةٌ، والصدقة على ذي الرحم اثنتان؛ صدقةٌ وصلةٌ»، (رواه أحمد في مسنده)".
آداب إخراج الصدقة
1) أن تكون من مال الإنسان الطيب
2) أن تكون للأرقاب وعلى من يستحقها من الفقراء
3) أن لا يستقل المؤمن مقدار صدقته حتى لا تصدق بشق تمرة
4) أن لا يتبع المسلم صدقته بالمن والأذى
5) وأن يخفيها ولا يتظاهر ويتفاخر بها لأن التفاخر يقلل من أجر الصدقة على عكس إخفائها، من السبعة الذين يُظلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، ويكون دليلًا على إخلاص العبد، حيث إنّ الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير.
أنواع الصدقات
تنقسم الصدقة إلى نوعين: صدقة النافلة، والصدقة المفروضة وهي الزكاة الواجبة
فصدقة النافلة تشمل أوجه الإحسان إلى الفقراء والمساكين من أموال غير الزكاة، حيث حثّ الإسلام على البذل والعطاء، وقد وردت الكثير من النصوص الشرعية التي تشجّع على ذلك، ومنها ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ)، ومن الجدير بالذكر أن صدقة التطوع لا تقتصر على نوعٍ واحدٍ من أعمال الخير، وإنما تشمل الكثير من الأعمال، فكل معروفٍ صدقة، مصداقًا لما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (كلُّ معروفٍ صدقةٌ وإنَّ منَ المعروفِ أن تلقَى أخاكَ بوجْهٍ طَلقٍ وأن تُفرِغَ مِن دلْوِكَ في إناءِ أخيكَ).
أما الصدقة الواجبة وهى الزكاة المفروضة فلها شروط خاصة، ومصارف معيّنة شرعًا، كما في قول الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)، وقد فرض الله تعالى الزكاة في العام الثاني للهجرة، وثبت وجوب الزكاة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع الأمة، حيث قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وعندما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى أهل اليمن قال له: (أعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ)، والزكاة لا تجب على المكلّف إلا إذا تحقّقت شروط معيّنة، وهى الإسلام، البلوغ، العقل، الحرية، المِلك، النماء، الحول.
الصدقة الجارية
الصدقة الجارية هي كل عملٍ يستمر أجره وثوابه حتى بعد موت الإنسان، وانتقاله إلى جوار ربه، وهي استثمارٌ صالحٌ في الحسنات، وبابُ أجرٍ مفتوح لتكثير الأعمال الصالحة في الميزان حتى بعد الموت، والصدقة الجارية من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ومن فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أن جعل لهم أبواب أجرٍ كثيرة، كالصدقة الجارية.
فضل الصدقة الجارية
سبب لتكثير الحسنات واكتساب الخير بعد الموت. سبب لإطفاء غضب الله سبحانه وتعالى، ونيل رضاه ورحمته وعفوه. تمنع عذاب القبر. ترفع درجة المؤمن في الجنة، وتجعله في أعلى الدرجات. تنجّي من عذاب النار. تبرئ ذمة العبد من أي دينٍ أو نقصٍ أو تقصيرٍ في عبادته.
الصدقة للميت
فضل الصدقة عن الميت.. أجمع علماء المسلمين استنادًا إلى الأدلة على ثواب الصدقة عن الميت، حيث يصل أجرها إليه وتفيده في قبره وتخفف عنه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أبي مات وترك مالًا ولم يُوصِ. فهل يُكِفِّرُ عنه أن أَتصدَّق عنه؟ قال: نعم.) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها (أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ أمي افتُلِتت نفسُها. وإني أظنها لو تكلمتْ تصدقتْ. فلي أجرٌ أن أتصدقُ عنها؟ قال: نعم). إنّ من الأفضل أن تكون الصدقة أو أية أعمالٍ أخرى تقدّم للميت من ولده، فأفضل الصدقات التي تكون من مال الميت نفسه، ومن مال أولاده من الذكور والإناث، ولا بأس من تصدّق المحبين والأصدقاء.