الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما سبب العلاقات المصرية الجزائرية الوطيدة والتاريخية؟.. خبير علاقات دولية يجيب

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، فور وصوله إلى مطار القاهرة في زيارة تستغرق يومين.

ومن المتوقع أن يناقش الرئيسان خلال الزيارة العديد من الملفات الهامة والعلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمها مناقشة الاستعدادات لإقامة القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في الجزائر، والمعوقات التي تقف أمامها.

العلاقات التاريخية بين البلدين

يحكم العلاقات المصرية الجزائرية إرث تاريخي من الدعم والمساندة المتبادلة، فقد ساندت مصر الجزائر في ثورتها العظيمة في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954، وقد تعرضت مصر الناصرية لعدوان ثلاثي، فرنسي إسرائيلي بريطاني، عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورة الجزائر.

وفي المقابل لم ينس الشعب المصري أبدًا للرئيس هواري بومدين وقفته العظيمة الداعمة لمصر سياسيًا وماديًا عقب هزيمة 67، وهو الدعم الذي استمر بعد رحيل عبد الناصر وتواصل حتى حرب 1973 التي شاركت فيها قوات جزائرية، فطلب الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٣ شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفييت، لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة، فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا، وقال لهم أكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر.

زيارة الرئيس السيسي للجزائر

وفي هذا الصدد قال نبيل نجم الدين، المتخصص في العلاقات الدولية، إن العلاقات المصرية الجزائرية تاريخيا هي علاقات وطيدة منذ وقفت مصر في الستينات مع الشعب الجزائري في ثورة المليون شهيد واستقلال وتحرر الجزائر وبعد ذلك قامت مصر بإرسال الوفود من المعلمين وكافة التخصصات لمساعدة الدولة الجزائرية المستقلة.

‎وأضاف نجم الدين في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن زيارة الرئيس السيسي للجزائر في 25 يونيو من عام 2014 هي الزيارة الرسمية الأولى للرئيس السيسي خارج مصر منذ توليه الرئاسة.

وتابع: "هذه الزيارة حملت دلالات كثيرة ومن أهم هذه الدلالات أن مصر تدرك أهمية الجزائر، وأن القيادة السياسية في مصر والتي مثلها الرئيس السيسي أرادت أن تبدأ هذا العهد الرئاسي الجديد بإغلاق الملفات المفتوحة بين مصر والجزائر عقب أزمة مباراة الكرة الشهيرة في السودان".

القمة العربية

‎وبالنسبة للقمة العربية، أشار نجم الدين إلى أن القمة العربية ستحتل أولوية كبيرة في المحادثات الثنائية بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وضيفه عبد المجيد تبون.

‎وأضاف أن الجزائر حريصة على أن تنظم القمة العربية ونجاحها، وحريصة على الاستفادة من الخبرة المصرية في هذا المجال.

وأكمل: "تحتوى القمة العربية على العديد من الملفات الهامة، مثل حضور سوريا وعودتها للمشاركة في القمم العربية، والجزائر تؤيد هذا الأمر بقوة ومصر تؤمن بأنه على الدول العربية أن تتجاوز الحقبة الغير ايجابية في علاقاتها الثنائية".

ملفات القمة العربية

‎وأوضح المتخصص في العلاقات الدولية، أن الجزائر تستضيف في آخر الشهر محادثات فلسطينية فلسطينية بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس والجهاد، ومصر لها باع طويل في هذا الملف، ومن المتوقع أنه سيتم تبادل الآراء بين الرئيس المصري ورئيس الجزائر حول هذا ملف المصالحة الفلسطينية.

الملف الليبي

‎وعن الملف الليبي، أشار نجم الدين إلى أن ليبيا لها حدود برية مع مصر والجزائر وكلتا الدولتين تتفقان على ضرورة خروج المرتزقة ووقف التدخل الإقليمي والدولي في الملف الليبي حتى يتم إستعادة ليبيا، هذا بالإضافة لملفات أخرى منها الخلاف بين دول الخليج ولبنان، والملف اليمني، والأزمة في السودان.

وتابع: "لكن هناك ملف في غاية الأهمية وهو الخلاف بين الجزائر والمملكة المغربية الذي من المتوقع أن تلعب به مصر  دورا مهما في هذه الزيارة التاريخية للرئيس الجزائري للقاهرة، في أن تستوعب الجزائر هذا الخلاف وأن تفتح المجال الجوي للطيران المغربي، وتضع حدا لتدهور العلاقات بين دولتين كبيرتين وهما الجزائر والمغرب".

‎وأضاف أن الدور الذي تلعبه كلا من مصر والجزائر في القضايا العربية ودعم الدول العربية هو دور واضح جدا خاصة في الملف الليبي، كما أن هناك دور مصري جزائري في تونس على دعم الشرعية، وأيضا في السودان وفي غيرها من الدول.

توحيد الصف العربي

ولفت إلى أن الجزائر ومصر تلعبان دورا هاما أيضا في رأب الصدع بين الدول العربية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العمل العربي الموحد، وعلى الكبار أن يستوعبوا الخلافات أن تكون قمة الجزائر قمة الولادة واستعادة التضامن العربي العربي.

مبادرة الجزائر في سد النهضة

‎وأكد نجم الدين على أهمية الدور الذي تقدمه الجزائر في ملف سد النهضة، فقد قدمت مبادرة قبل عدة أشهر للوساطة والخروج من الانسداد في مجال التفاوض، أديس أبابا كان لها استعداد إيجابي لقبول هذه الوساطة الجزائرية لولا اندلاع الحرب الأهلية العسكرية بين السلطة المركزية في أديس أبابا والفصائل التابعة لجبهة تحرير التجاري وغيرها.

وتابع: "الجزائر لها دور تاريخي في الوساطات فقد ساهمت من قبل في الحرب بين أثيوبيا وأريتريا، والخارجية الدبلوماسية الجزائرية لها دور كبير في الوساطات".


-