الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اكتئاب المراسل العسكري.. لماذا قرر سعيد عبد الغني ارتداء الملابس البيضاء فقط؟

صدى البلد

فنان ذو مذاق خاص، برنس السينما المصرية بلا منازع، يتقن اختيار ادواره، بدلته البيضاء دائما ميزته عن غيره، على الرغم من أن لها قصة حزينة.. سعيد عبدالغني.. الصحفي والمراسل العسكري السابق لجريدة الأهرام، الذي ولد في يوم 23 يناير عام 1938.
 

مولد وانطلاقة البرنس

ولد الفنان سعيد عبدالغني في بلدة نوسا البحر في مركز أجا بمحافظة الدقهلية، في 23 يناير 1938، وحصل على شهادة ليسانس في الحقوق عام 1958، وعمل في الصحافة في جريدة الأهرام والتي أوصلته إلى عالم الفن.

 وقدم العديد من الأعمال الفنية التي أثرت في الكثير من البيوت المصرية، كان أبرزها «إحنا بتوع الأتوبيس» فضلا عن مشاركته في العديد من الأعمال الدرامية مثل «الفرسان» و«الثعلب» و«رد قلبي»، وحصل على وسام الدولة من الطبقة الأولى للفنون عام 1996، وكان آخر أعماله الفنية مسلسل «ولاد السيدة» عام 2015.

مشوار متميز

ثقافته ودرايته بالأخبار المحلية والعالمية كانت سببًا أساسيًا في عملية اختيار أدواره الجيدة، لتصبح محطاته السينمائية علامة فارقة في تاريخ السينما، حيث تنوع ما بين تقديم أدوار الشر والجاسوسية وضابط الشرطة والزوج الخائن والأخ السند.

يقول عنه الناقد محمود قاسم، إن أول من قدمه فى السينما كان المخرج الراحل يوسف شاهين من خلال فيلم "العصفور"، واستطاع أن يتلون بين الأدوار بشكل محترف، فهو رجل فى زمن المهام الصعبة، ثم اشترك في فيلم "الكداب" مع المخرج صلاح أبو سيف، وظهر خلال الدورين بدور "الصحفي" مثلما كانت مهنته في الحقيقة، إلا أنه استطاع بعد ذلك أن يقدم أدوارا متنوعة ما بين الشر والخير.

أهم أعمال عبد الغني

بحسب قاسم، كان من أهم أعمال عبدالغني التي قدمها خلال مشواره الفني، دور المحقق في فيلم "المذنبون"، وفيلم "أين المفر" مع محمود ياسين، وقدم دور ضابط المباحث الذي يعذب المعتقلين في فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس"، وقدم الدبلوماسي في فيلم "حبيبي دائما"، والمهرب في "امرأة بلا قيد" المأخوذ عن رواية كارمن، وقدم دور الأخ الكبير في "السلخانة"، ثم عاد مرة أخرى ليجدد اللقاء مع يوسف شاهين من خلال فيلم "حدوتة مصرية".

فنان متلون ذو طابع خاص

وأضاف قاسم: استطاع سعيد عبد الغني أن يتلون بين الأدوار بشكل محترف، حيث قدم دور"الزوج" من خلال فيلم "التخشيبة"، ثم تنوع في أدواره وقدم دور الفنان التشكيلي الثري فيلم "درب اللبانة".


وقدم عبدالغني دور رجل العصابات من خلال فيلم "القط أصله أسد"، وقدم دور الزوج الذى يطلق زوجته من خلال فيلم "زوج تحت الطلب"، ودور ضباط الشرطة، الذي يحاول أن يثبت براءة أحد المتهمين من خلال فيلم "ابنتي والذئاب"، ثم عاد مرة أخرى "عبد الغني" إلى دور الصحفي، الذي يتنافس مع زميله من خلال فيلمي "امرأة واحدة لا تكفي"، و"موعد مع الرئيس".
 

رصيد فني محترم

قدم سعيد عبد الغني نحو 190 عملاً فنياً، ورغم انخراطه في العمل الفني، لم يترك عمله الصحفي حتى مرضه الأخير، حيث ظل مسؤولاً عن صفحة السينما في جريدة "الأهرام المسائي" التابعة لمؤسسة "الأهرام" الصحفية.

لغز ارتداء الملابس البيضاء

ذكر الفنان الراحل، انه بعد تخرجه في كلية الحقوق بجامعة القاهرة والتحاقة بالعمل كصحفي بقسم الحوادث بجريدة الاهرام، شارك كمراسل عسكري، وأثناء أداء عمله في التغطية الصحفية لنكسة 1967، شاهد بعينيه أهوالا عدة، من قتل وإصابات للجنود المصريين، إضافة إلى مقتل عدد من أصدقائه امام عينيه، ليعود بعدها للقاهرة مصابًا بصدمة شديدة، لدرجة تحول لون شعره للأبيض بالرغم من سنه.

وكان عبد الغني في هذا الوقت متزوجا من شقيقة الفنانة "زهرة العلا"، ولكنه دخل في نوبة إكتئاب حاد، ورفض التحدث مع أي شخص حتى زوجته، لمدة 10 أيام كاملة، ومنذ ذلك الوقت قرر الا يرتدي اي ملابس سوداء نهائيًا وان يكون اللون الأبيض هو دليله فقط، وقرر أيضًا أن يترك عمله كمراسل عسكري وطلب من جريدته بعدما أنهى عزلته نقله إلى قسم الفن.

كما أكد الفنان الراحل في حوار خاص له، ان حبه للون الأبيض يعود الي النقاء والنظافة واستبدال الملابس بانتظام، كما انه أيضًا كان لون ملابس الرسول صلي الله عليه وسلم ولون ملابس الرسل جميعاً، ولذلك فهو متمسك به.

الظهور الأخير

في عام 2017 أقيمت الدورة الـ65 لمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية، وشهدت آخر ظهور للفنان الراحل حيث تم تكريمه في المهرجان، وبدا شاحباً ويعاني من فقدان الوزن بشكل كبير ما تسبب في قلق زملائه.


وتوفي يوم 18 يناير 2018، بمستشفى الجلاء العسكري بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 81 عاما.