الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وحدة الصف ومأزق لمجلس الأمن.. إلى ماذا انتهى الاجتماع الطارئ للجامعة العربية؟

مجلس الجامعة العربية
مجلس الجامعة العربية - أرشيفية

مازال الحوثيون يعلنون عدائهم ضد الدول العربية ويقومون بالاعتداء والتطاول على المصالح العربية في المنطقة، الأمر الذي يشكل تهديدا صريحا لأمن المنطقة واستقرارها بالرغم من التحذيرات الدولية والإقليمية للجماعة الإرهابية في اليمن.

وتتعمد جماعة الحوثي إثارة الفوضى والقلق في المنطقة عن طريق استمرار هجماتها المسلحة على الأراضي السعودية والإماراتية بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية وغيرها من الأسلحة.

إدانة الهجمات الحوثية

وعلى خلفية الاعتداءات الأخيرة، عقدت الجامعة العربية، اليوم الأحد، برئاسة دولة الكويت، اجتماعاً طارئاً، على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها دولة الإمارات وتسببت بمقتل 3 وإصابة 6.

وأكد البيان الختامي لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على إدانة هجوم ميليشيا الحوثي الإرهابية على الإمارات والتضامن المطلق مع أبوظبي والوقوف إلى جانبها ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات للدفاع مع أمنها.

وقد اعتبر البيان الختامي للاجتماع أن الهجمات التي قامت بها مليشيات الحوثي على منشآت مدنية في الإمارات تعكس طبيعتها الإرهابية وتكشف عن أهدافها الحقيقية في زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وشدد البيان على أن الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها الميليشيات تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني.

تصنيف الحوثي جماعة إرهابية

كما طالبت الجامعة العربية في البيان، كافة الدول بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية بعد هجماتها بصواريخ وطائرات مسيرة على دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكد المجلس تأييده ودعمه لحق دولة الإمارات في الدفاع عن النفس ورد العدوان بموجب القانون الدولي، مثمنا حرص دولة الإمارات على الالتزام بالقانون الدولي واحترامه امتثالها لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وشدد على ضرورة وقوف المجتمع الدولي صفًا واحدًا في مواجهة هذا العمل الإرهابي الآثم الذي يهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، واتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لردع ميليشيات الحوثي وردعها للتوقف عن أعمالها الاجرامية المتكررة في اليمن والمنطقة.

ودعا المجلس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤلياتهما واتخاذ موقف حاسم وموحد ضد الاعتداءات الحوثية على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لردع ومواجهة الفظائع المستمرة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي ضد المدنيين وعرقلتهم المتعمدة لإيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية ومصادرة المواد الغذائية.

وطلب المجلس من الأمين العام للجامعة العربية متابعة تنفيذ هذا القرار وتقديم تقرير في هذا الشأن إلى المجلس في دورته العادية القادمة (157).

رسالة دعم وتضامن

وفي هذا الصدد قال الدكتور حامد فارس، خبير الشؤون العربية، إن الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية اليوم، هو رسالة دعم وتضامن من كافة الدول العربية مع الإمارات وشعبها.

وأضاف فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الاجتماع كان ضروريا وجاء في توقيت مميز، خاصة بعد الهجمات الخطيرة التي قامت بها جماعة الحوثي ضد المدنيين والمنشآت المدنية في الإمارات، والتي استهدفت منطقة مصفح ايكاد 3 ومطار أبوظبي، وأدت لوفاة ثلاث أشخاص وإصابة 6 من المدنيين الأبرياء.

وتابع: "بالتالي فإن موقف الجامعة العربية موقف قوي يعبر عن الحرص الكبير من جانب الدول العربية في الحفاظ على أمن الخليج بإعتباره ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة العربية بل وللعالم أجمع في مواجهة قوى الشر والإرهاب التي تريد ضرب العمق العربي وتقويض أمن واستقرار المنطقة".

ولفت فارس إلى أن خروج البيان الختامي اليوم دون تحفظ من أي دولة والذي تضمن مشروع القرار الإماراتي بتصنيف الحوثي تنظيما إرهابيا ودعم الإمارات في كل ما اتخذ من إجراءات للدفاع عن أمنها واستقرارها، هى رسالة على وحدة الصف العربي.

الضغط على مجلس الأمن والإدارة الأمريكية

وأشار إلى أن هذا القرار الصادر من الجامعة العربية سيعمل على زيادة الضغط على مجلس الأمن والإدارة الأمريكية من أجل وضع الحوثيين مرة أخرى في قوائم التنظيمات الإرهابية بعد إلغاء تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خاصة وأن عدم إتخاذ قرار دولي تجاه جماعة الحوثي يعطيها الفرصة للاستمرار في جرائمها وتهديد السلم والأمن الدوليين والعبث بالأمن القومي العربي باعتبار أمن الخليج هو جزء لا يتجزأ منه. 

وأوضح الخبير في الشؤون العربية، أنه بعد بيان مجلس الجامعة العربية الختامي أصبحت الكرة في ملعب مجلس الأمن والإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي الذي لابد وأن يصدر قرار بحظر وتصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية وتوقيع عقوبات عليها وعلى الداعمين لها وتجفيف منابع تمويلها بالمال والسلاح، نتيجة ارتكابهم الكثير من الجرائم في حق المدنيين وتعطيل حركة التجارة والملاحة البحرية العالمية، في ظل رفض قاطع من المجتمع الدولي لممارسات هذه الجماعة الإرهابية.