تجمع مصر وسلطنة عمان علاقات ثنائية ممتازة تمتد لآلاف السنين، تقوم على الأخوة والمحبة والدعم والاحترام المتبادل إضافة إلى التشاور والتنسيق المستمر في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية خاصة في الوقت الراهن.
ويردد المسئولون العمانيون دائما تقديرهم للدور الضخم الذي تلعبه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي في حل الصراعات والنزاعات في المنطقة من أجل استقرار العالم العربي والمنطقة ككل.
مجلس الأعمال المشترك
وفي إطار دفع العلاقات الثنائية والتأكيد على الدعم المتبادل والأخوة والمحبة استقبل وزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية سامح شكري، بمطار مسقط الدولي.
جاء الاستقبال في مُستهل زيارة الوزير سامح شكري الحالية إلى العاصمة العمانية؛ لرئاسة الجانب المصري المشارك في أعمال الدورة الخامسة عشر للجنة المشتركة بين البلدين.
ومن المقرر أن يتم على هامش أعمال اللجنة الوزارية المشتركة التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم وبرامج التعاون الثنائية؛ كما يشهد وزير الخارجية سامح شكري، افتتاح الدورة الثالثة من مجلس الأعمال المصري – العُماني المشترك.
والعلاقات المصرية العُمانية، ليست بالعلاقات الحديثة، ولكنها ضاربة في التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذي أدى إلى إنتاج أهداف سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة.
الدبلوماسية المصرية الخاصة
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية السابق، السفير محمد العرابي، إن زيارة الوزير سامح شكري إلى سلطنة عمان تأتي في إطار الدوبلوماسية المصرية الخاصة بمنطقة الخليج ومجلس التعاون، لافتا أن الدولة المصرية دائما تسعي لتعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون.
وأضاف العرابي خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن العلاقات المصرية العمانية لها درجة ثبات منذ فترة طويلة، وفي إطار دائم من العلاقات الجيدة.
وأشار العرابي إلى أن الوزير سامح شكري قد حضر الاجتماع التنسيقي مع وزراء دولة التعاون بالرياض، وذلك قبل انعقاد القمة الخاصة بمجلس التعاون، مما يعكس السعي الدائم لمصر لحفاظها الدائم على أمن الدول والخليج.
العلاقات المصرية العمانية
وكانت العلاقات المصرية العُمانية نموذجية لا تتأثر بأي تحول سياسي إقليمي أو دولي، لأن لهذه العلاقة بعدًا حضاريًا يمتد لأكثر من 3500 عام، فالتبادل التجاري بين البلدين بدأ بين قدماء المصريين وأهل عُمان، حيث كان يتم تصدير اللبان العُماني الشهير من ظفار إلى مصر بل إن الملكة المصرية حتشبسوت، زارت ظفار في رحلة تاريخية، مما يدلل على حضارة البلدين وعلاقاتهما التي تضرب في جذور التاريخ.
وتشهد العلاقات العُمانية المصرية دومًا دفعات قوية للأمام، بفضل الانسجام والتشاور والتفاهم والتنسيق المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والعربية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من عمقها التاريخى والحضارى المتجذر، ومن تعدد جوانب التعاون بين البلدين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد.
المستوى المتميز للعلاقات
ومن أبرز مظاهر تعزيز العلاقات بين السلطنة ومصر مؤخراً، الاتصال الهاتفى الذى أجراه السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، بالرئيس عبد الفتاح السيسى خلال شهر يوليو الماضى، حيث تناول الاتصال موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وذلك فى إطار المسيرة المتميزة للتعاون بينهما، فضلاً عن بحث تطورات عدد من الملفات الإقليمية المختلفة ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد السلطان هيثم بن طارق بتميز العلاقات المصرية العُمانية، وأواصر المودة والأخوة التى تجمع بين الشعبين الشقيقين، معربا عن حرص السلطنة على تعزيز أطر التعاون القائمة بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائى بينهما، فضلا عن مواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصًا فى ضوء كون مصر محورا أساسيا فى الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، إلى جانب سعى مسقط للاستفادة من التجربة التنموية الرائدة والملهمة لمصر التى تحققت من خلال الرؤية الثاقبة والقيادة الحكيمة للرئيس السيسى.
ومن جانبه، أعرب الرئيس السيسى خلال هذا الاتصال، عن أطيب التمنيات للسلطان هيثم بن طارق بالتوفيق لاستكمال مسيرة التنمية الشاملة التى أرسى قواعدها وبدأها السلطان الراحل، والنجاح فى تحقيق رؤية «عُمان ٢٠٤٠»، وأشاد بالعلاقات الودية التاريخية التى تربط بين البلدين والتى تشكلت عبر عقود ممتدة من التضامن والتكاتف والوقوف صفا واحدا ضد الأزمات والتحديات، كما أكد حرص مصر على الحفاظ على تلك العلاقات المتميزة والارتقاء بها على نحو مستمر بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين ومصالح الأمة العربية بأسرها.
وأعرب الرئيس السيسى عن التقدير للمعاملة الكريمة التي يلقاها أبناء الجالية المصرية فى السلطنة على المستويين الرسمى والشعبى، فى حين أكد سلطان عُمان أهمية مواصلة أبناء الجالية المصرية دورهم المساند لأشقائهم فى عُمان والداعم لمسيرة نهضتها وتقدمها.
كما أكد الجانبان خلال الاتصال، على حرص السلطنة ومصر على تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة فى كافة المجالات خلال الفترة المقبلة، خاصةً على الصعيدين الاقتصادى والاستثمارى وزيادة معدلات التبادل التجارى بما يحقق مصلحة الشعبين، بالإضافة إلى أهمية الارتقاء بتلك العلاقات لتصل إلى المستوى المتميز للعلاقات السياسية بين الجانبين.