قام محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفى، اليوم السبت، وعدد من القيادات التنفيذية بوضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى بمقابر الشهداء بمدينة الغردقة، وذلك احتفالاً بالذكري ال52 للعيد القومي للمحافظة .
وعزفت الفرقة الموسيقية السلام الجمهورى، في تقليد عسكري أصيل للوفاء بشهداء مصر وما قدموه للوطن من بطولات وتضحيات فداء لعزته ومجده، وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء مصر والبحر الأحمر .
ومن ناحيته هنأ المحافظ أهالي البحر الأحمر وقيادات المحافظة من القوات المسلحة والشرطة بمناسبة العيد القومي للمحافظة، مؤكداً أن مصر تفتخر بشهدائها الأبطال الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة من أجل الوطن، ووجه رسالة شكر وتقدير لأسر الشهداء الذين قدموا أغلى ما يمتلكوا فداءً لرفعة الوطن، لافتاً إلى أنه مهما قدمنا لهم من تكريم ، فلن نوفي أسر الشهداء حقهم .
يذكر أن محافظة البحر الأحمر تحتفل فى 22 من يناير من كل عام بعيدها القومى تخليداً لذكرى معركة شدوان الباسلة، التى شارك فيها أهالى مدينة الغردقة، القوات المسلحة فى صد العدوان الإسرائيلى على جزيرة شدوان المجيدة عام 1970.
حضر مراسم الإحتفال، ووضع إكليل الزهور على النصب التذكارى عدد من قيادات الشرطة بمديرية أمن البحر الأحمر، ومديرى المديريات، ولفيف من رجال الأزهر والأوقاف والكنيسة.
يذكر أن المعلومات التاريخية حول معركة شدوان تشير إلى أن قوات العدو الإسرائيلية قامت بهجوم ضخم على الجزيرة جوا وبحرا، كذلك هاجموا مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة هذا الفنار وكان هناك مجموعة صغيرة من الصاعقة المصرية البحرية والبرية لحراسة الفنار الذى يقع جنوب الجزيرة، ورغم اعتراض الطائرات الإسرائيلية جوا و«لنشاتها» بحرا، إلا أن أبناء المحافظة لم يتخلوا عن قواتهم وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة فى مراكب الصيد من شاطئ الغردقة إلى جزيرة شدوان.
واستمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية الذين خاضوا المعركة ببسالة وأحدثوا خسائر جسيمة بقوات العدو، كما تمكنت وحدات الدفاع الجوى المصرى من إسقاط طائرتين للعدو، من طرازى «ميراج» و«سكاى هوك» وظل العدو يتقدم لاقتحام مواقع قوة الحراسة فى جنوب الجزيرة، وكانوا يطلبون من القوة المصرية أن تستسلم، ورغم القصف الجوى العنيف، إلا أن القوات المصرية رفضت الاستسلام وقاتلوا ببسالة وشجاعة.
واستمر العدو فى محاولاته للسيطرة على الجزيرة ومنع الإمداد الذى يأتى للجنود المصريين من خلال البحر، لكنهم فشلوا رغم تفوقهم العددى والقصف الجوى العنيف والإمدادات الكثيرة التى كانت تأتى إليهم وبعدها اضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين، للانسحاب من الأجزاء التى احتلتها من الجزيرة، وفى اليوم التالى للقتال والموافق الجمعة 23 يناير، قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التى تمكن العدو من الوصول إليها فى جزيرة شدوان، فى الوقت الذى قامت فيه قواتنا البحرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة
وتذكر السجلات العسكرية المصرية أن معركة جزيرة شدوان شهدت اشتباكات بين سرية من فرقة الصاعقة المصرية وكتيبة من المظليين الإسرائيليين، وأنها معركة ملحمية أضافت سطرا فى سجل البطولات الخالدة للجيش المصرى، ورجاله البواسل. وتحتفل محافظة البحر الأحمر فى 22 يناير من كل عام بعيدها القومى الذى يوافق ذكرى معركة شدوان، التى جرت فى الجزيرة النائية التى لا تزيد مساحتها على 70 كيلو مترا مربعا ويتراوح عرضها بين 16 و35 كيلو مترا وبها فنار لإرشاد السفن ورادار بحرى. كانت معارك حرب الاستنزاف تدور بين القوات الإسرائيلية وقواتنا المسلحة، فى عدة مواقع على طول الجبهة، وقد هاجم الإسرائيليون الجزيرة فجر الخميس الموافق 22 يناير عام 1970.
قال الصحفي الأمريكي (جاي بوشينسكي) الذى كان مصاحبا للقوات الإسرائيلية وهو مراسل لإذاعة وستنجهاوس وجريدة شيكاجو نيوز في برقية بعث بها إلى وكالة أنباء "يونايتد برس لقد شاهدت بطولات من الجنود المصريين لن أنساها ما حييت:
جندي مصري يقفز من خندقه ويحصد بمدفعه الرشاش قوة من الإسرائيليين، وظل يضرب إلى أن نفذت آخر طلقة معه، ثم أستشهد بعد ان قتل عددا كبيرا من جنود العدو وأصاب عشرات بجراح.. إن القوات الإسرائيلية التى كانت تتلقى مساعدة مستمرة من طائرات الهليكوبتر لم تكن تتقدم الا ببطء شديد للغاية تحت وطأة المقاومة المصرية ولم يكن أى موقع مصري يتوقف عن الضرب إلا عندما ينتهي ما عنده من ذخيرة.
وحين انتهت ذخيرة أحد المواقع وكان به جنديان آسرهما الإسرائيليون ثم طلبوا من أحدهما أن يذهب الى مبنى صغير قرب فنا الجزيرة ليقنع من فيه بالتسليم ثم عاد الجندي المصري ليقول لهم انه وجد المبنى خاليا .. وعلى الفور توجه إلى المبنى ضابط اسرائيلي ومعه عدد من الجنود لإحتلال المبنى وماكادوا يدخلون الى المبنى حتى فوجئوا بالنيران تنهال عليهم من مدفع رشاش يحمله ضابط مصري، وقد قتل في هذه العملية الضابط الإسرائيلي وبعض الجنود الذين كانوا معه اما الضابط المصري البطل الشجاع فقد أصيب بعد اأن تكاثر عليه جنود العدو.
وفي موقع آخر خرج جنديان متظاهرين بالتسليم، وحين تقدمت قوة إسرائيلية للقبض عليهما فوجئت بجندي مصري ثالث يبرز فجأة من الموقع بمدفعه الرشاش فيقتل 5 جنود ويصيب عدد من الإسرائيليين".
وكانت الخسائر عالية بين الجانبين نظرا للقتال العنيف الذى شهدته الجزيرة فقد بلغت خسائر العدو 50 فرد بين قتيل وجريح، بينما أستشهد وأصيب نحو 80 من رجالنا البواسل إضافة الى بعض المدنيين الذين كانوا يديرون الفنار لإرشاد السفن.